مقالات

معاشيق المسكونة بالجن

كتب:
علي محمد سيقلي

ذات ثورة لبعض لصوص معاشيق، قرر الوزير (خ) أن يشتري لنفسه قلماً فاخراً من حساب الوزارة، لكنه اكتشف أن الوزير (ر) قد اشترى به مسبقاً طبلة ومزمار وجوقة من المنافقين، بينما كان الوزير (ا) قد طلب سيارة فارهة على نفقة الدولة، لأن مقاعد سيارته القديمة لم تعد تناسب مزاجه الوزاري الرفيع.

وفجأة، ظهر لهم الجني الأعظم أحمد عوض بن مبارك في المشهد، ممسكاً بمقص ضخم، وبدأ بقطع أرزاق اللصوص البررة، فأغلق بنود الصرف التي كانت تمنح الوزراء الحق في الاستمتاع بالحياة على حساب قوت المواطن الغلبان، وهنا وقعت الكارثة.

اجتمع الوزراء في جلسة طارئة، ليس لمناقشة وضع البلاد، ولا لمتابعة انهيار العملة، ولا حتى لمراجعة خطط التنمية المزعومة بل للحديث عن المصيبة التي حلت على أم رأس الحرامية.
كيف يتجرأ هذا الرجل على إيقاف نهر المال المتدفق إلى جيوبهم؟ هل يعقل أن يعيشوا مثل بقية خلق الله، دون ميزانيات مفتوحة لرحلاتهم، ومؤتمراتهم التي لا أحد يعرف أين تعقد؟

بدأت المؤامرات تُحاك، وتحولت اجتماعات الحكومة إلى مسرح درامي، حيث جلس الوزراء مكتوفي الأيدي، يقاطعون الجلسات احتجاجاً على فقدانهم “حقوقهم المكتسبة” في الصرف الحر. تصوروا المشهد وزير يجلس متجهماً لأنه لم يستطع تغيير أثاث مكتبه كل شهرين، وآخر يشعر بالظلم لأن ميزانية “الهدايا البروتوكولية” جُمدت، وثالث لا ينام الليل لأنه لم يستطع توقيع شيك بـ”مهمة خارجية” إلى دولة لم يسمع بها من قبل.

وهكذا، انقسمت الحكومة بين فريقين، فريق يريد أن يعيد المجاري إلى المياه، (أي الأموال إلى حساباته)، وفريق آخر اختار الصمت إما خوفاً، أو لأنه لا يزال في مرحلة التفاوض على نسبة الأرباح. أما الشعب فله الله، يراقب المشهد زي الأطرش في الزفة، وهو يدرك أن كوميديا السياسة في اليمن أكثر إضحاكاً من أي مسرحية ساخرة.

الله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى