الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

في الذكرى الخامسة لاستشهاده… إجماع جنوبي على ضرورة كشف ملابسات اغتيال القعيطي والانتصار لروحه الطاهرة

سمانيوز/تقرير/خاص

حلَّت قبل يومين الذكرى الخامسة لاغتيال الوجه البشوش صاحب ابتسامة النصر، شهيد الحقيقة المصور الصحفي الجنوبي العالمي نبيل حسن القعيطي، مراسل وكالة “فرانس برس العالمية”، الذي طالته أيادي الغدر والإرهاب ممن أوجعها وغضّ مضاجعها بتحركاته ورصده وكشفه للحقيقة.
قُتل أمام منزله في مديرية دار سعد بالعاصمة عدن يوم 2 يونيو 2020م.
فيما لا تزال ظروف قضية اغتياله غامضة، قاتل مجهول يصول البلاد عرضًا وطولًا، لا تُعرف هويته حتى الآن.
ويعتقد محللون أن الاغتيالات التي تديرها عناصر استخباراتية يمنية دائمًا تُقيد ضد مجهول، كونها مستمدة من الفتوى الظالمة التي أصدرها المدعو الديلمي في حق الجنوبيين في العام 1994م، خصوصًا المطالبين باستعادة دولة الجنوب “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، مؤكدين تمكين عفاش لعناصر استخباراتية يمنية بأعماق الدولة اليمنية العميقة في عدن.
وعُرف الصحفي نبيل القعيطي بانتمائه للقضية الجنوبية منذ بدء الحراك السلمي الجنوبي في 7/7/2007م، مصورًا وناشطًا جنوبيًا بارزًا وموثقًا لأبرز الأحداث التي جرت منذ العام 2007م مرورًا بالغزو الحوثي العفاشي في العام 2015م، ورفيقًا ميدانيًا لرجال المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن وقاعدة العند، وكذا القوات الإماراتية التي شاركت في معركة تحرير العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب.
وكان خير شاهد على الانتصارات التي حققها رجال المقاومة الجنوبية ضد مليشيات الحوثي والإخوان، من خلال توثيقه أبرز الملاحم التي رصدها بعدسة كاميرته، وكان مصدرًا موثوقًا لكثير من القنوات العربية والعالمية، وأرشيفه يحتوي على معظم منعطفات الحرب من فيديوهات مسجلة وصور حيّة من أرض المعركة.

إجماع جنوبي على ضرورة كشف ملابسات اغتياله والانتصار لروحه الطاهرة:

تزامنًا مع إحياء الذكرى الخامسة لاغتياله، أجمع جنوبيون على ضرورة كشف ملابسات قضية اغتياله والانتصار لروحه الطاهرة بتقديم الجناة وكل من يقف خلفهم للعدالة.
مؤكدين أن الجنوب فقد واحدًا من أبرز مناضلي الصحافة الجنوبية في عملية اغتيال غادرة هزّت الوسط الإعلامي الجنوبي وأثارت موجة من الغضب والاستنكار محليًا ودوليًا.

فاجعة هي الأبشع أصابت الوسط الإعلامي الجنوبي، تركت آثارًا مؤلمة في قلوب الجنوبيين، لن تزول أو تُمحى إلا بانتصار العدالة والقصاص من المجرمين.
مشيرين إلى أن استذكار الشهيد نبيل القعيطي يعيد للأذهان قصة نضال الأبطال ومسيرة وطن مسلوب منهوب خطّها وخلّدها لتتناولها الأجيال من بعده، مجددين التذكير بأن تحقيق العدالة تقع مسؤوليته على عاتق الأجهزة الأمنية والقضائية.

وعدّد ناشطون وساسة جنوبيون مناقب وآثار الشهيد القعيطي، مؤكدين أنه لم يكن مجرد ناقل للأحداث بعدسته، بل كان صوتًا وطنيًا صادقًا وجبهة إعلامية متقدمة في معركة الجنوب ضد قوى الاحتلال والإرهاب والتضليل.
كان في مقدمة الصفوف، يوثّق بالصور واللقطات والمشاهد أعظم مراحل نضال شعب الجنوب، من ميادين القتال في جبهات الشرف ضد المليشيات اليمنية، إلى ساحات الفعل السياسي والمجتمعي في كل مراحل التحدي.
استُهدف نبيل لأنه كان يفضح الأكاذيب، ويكشف الحقائق، ويُربك حسابات خصوم الجنوب الذين لم يحتملوا عدسته، فقرروا كتمها بالرصاص. عجزوا عن مواجهته في الميدان، فامتدت أيادي الغدر لتغتاله أمام منزله، في جريمة جبانة لن تُنسى، ولن تُغتفر، ولن يساوم فيها شعب الجنوب.

قلمه كان راية وبندقية مرفوعة في وجه الإرهاب:

من جهته، وصف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، محمد النقيب، الشهيد الإعلامي نبيل القعيطي بأنه رمز وعدسة، وأن قلمه كان راية وبندقية مرفوعة في وجه الإرهاب وتنظيماته وميليشياته، مؤكدًا أن أثره وذكراه سيبقيان خالدين وحيين إلى الأبد.
وأشار النقيب إلى أن القعيطي سيبقى دليلًا حيًا على أن الكلمة، حين تقترن بالموقف الشجاع الصادق، تتحول إلى فعل من أفعال البطولة الملحمية الخالدة.
وأن البطل الفذ نبيل القعيطي نذر حياته من أجل الكلمة الصادقة، وسار بثبات على درب الحقيقة والحق، مؤمنًا برسالته، صادقًا في انتمائه، شامخًا في مواقفه، صلبًا في وجه الإرهاب وأدواته.
ارتقى شهيدًا في عملية اغتيال إرهابية جبانة، حين ظنّت يد الغدر والإرهاب أن بإسكات صوته ستُطوى صفحة الحق والحقيقة.
لافتًا إلى أن الدم الطاهر الثائر لا يصمت ولا يموت، بل يُنبت ألف صوت، وألف عدسة، وألف نبيل القعيطي، صوت الجنوب الصادق وعدسة الحقيقة التي لا تزيغ.

مؤكدًا أن مسيرة الشهيد الإعلامي نبيل القعيطي تجاوز صداها وإبداعها وتميزها الجنوب إلى المحافل الدولية، أنموذجًا نادرًا وفريدًا في ميدان الإعلام الإنساني والوطني والحربي.
وأضاف أنه حمل الكاميرا كجندي، وواجه الخطر برباطة جأش، متقدمًا الصفوف، ليسجّل بعدسته نضالات وتضحيات وانتصارات شعب الجنوب ومقاومته وقواته المسلحة.

ختامًا:
لن يُغلق ملف قضية الشهيد نبيل القعيطي، ولن تُقيد ضد مجهول، دام خلفه شعب الجنوب الثائر الذي لن يهدأ وتقر له عين إلا بكشف الحقيقة.
ستبقى ذكراه عالقة في الأذهان، ومن مآثره نستلهم الدروس والعبر، وفي المدارس تتناقل صولاته وجولاته الأجيال جيلًا بعد جيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى