مقالات

دعوة للوضوح السياسي: على القيادات الجنوبية الاختيار بين الولاء للقضية أو التمترس خلف الانتماءات الحزبية

كتب:
جميل محمد الشعبي

في ظل حالة الضياع السياسي والتخبط التي يعيشها الشارع الجنوبي، تعود أسباب كثيرة لهذا المشهد إلى تعدد الانتماءات الحزبية داخل الإطار التنظيمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، ما أضعف وحدة الصف وأربك مسار القضية الجنوبية.

بات من الضروري، بل والملح، أن يتخذ كل من يؤمن إيمانًا حقيقيًا بالقضية الجنوبية وبحق شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة – أرضًا وهوية وإنسانًا – موقفًا واضحًا لا لبس فيه. ويتمثل هذا الموقف في تقديم استقالة صريحة ومعلنة من كافة الأحزاب السياسية اليمنية، سواء تلك التي لا تملك اليوم حضورًا جماهيريًا في الجنوب كالحزب الاشتراكي، أو الأحزاب التي نشأت في إطار الجمهورية العربية اليمنية كالمؤتمر الشعبي العام، وحزب الإصلاح، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وأي كيان سياسي آخر خارج إطار المشروع الجنوبي.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره الممثل السياسي المفوض من شعب الجنوب، لا يمكن أن يستمر مظلة جامعة بينما تحتها قيادات مزدوجة الانتماء، تحتفظ بخيوط ارتباطها مع تلك الأحزاب كخط رجعة في حال فشل مشروع الانتقالي – وهو أمر يحمل في طياته الكثير من البراغماتية والانتهازية، ويفتقر إلى الالتزام الوطني الصادق.

إن من لا يزال يمارس هذا النوع من “التقية السياسية”، ويضع قدمًا في مشروع الجنوب وأخرى في أحزاب تجاوزها الزمن أو تعمل ضد التطلعات الجنوبية، لا يستحق أن يكون ضمن هياكل المجلس الانتقالي، ناهيك عن أن يتصدر مشهده السياسي.

نحن مع كل من التحق بالمجلس الانتقالي الجنوبي تنظيمًا وقناعة، وضد أولئك الذين يتمسكون بعضويتهم في أحزاب أخرى، ويحاولون الجمع بين الولاءات في لعبة سياسية مكشوفة. المطلوب اليوم هو موقف شجاع وواضح: استقالة فورية من تلك الأحزاب، تأكيدًا لحسن النية، وتجسيدًا للإخلاص لقضية شعب الجنوب. أما خلاف ذلك، فليس إلا عبثًا، وموقفًا رماديًا مفضوحًا، لا يخدم إلا الخصوم.

على أبناء الجنوب أن يميزوا بين من يقف مع قضيتهم قلبًا وقالبًا، وبين من يحاول التسلق على دماء وتضحيات شعبهم، وهم من لا يزالون ينسقون ويتحركون مع أحزابهم من وراء الكواليس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى