طب و صحة

طفيلي القطط الخفي يخترق أدمغتنا ويعبث بوظائفها!

سمانيوز/متابعات

عثر علماء على آلية غامضة يعبث بها طفيلي شائع يصيب ملايين البشر حول العالم، بوظائف الدماغ.

ووجد العلماء أن الطفيلي المعروف باسم التوكسوبلازما غوندي، أو المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondi)، قادر على إحداث خلل عميق في التواصل بين الخلايا العصبية حتى عند وجوده بنسبة قليلة.

وتحدث العدوى بهذا الطفيلي عادة بسبب تناول اللحوم غير المطهوة جيدا، أو لمس براز القطط. ويمكن أن ينتقل من الأم إلى طفلها أثناء الحمل.

ويشار إلى أن القطط الأليفة منها والبرية تعد المضيف الرئيسي لهذا النوع من الطفيليات، لأنها لا تستطيع أن تكمل دورة تكاثرها إلا في القطط.

وركزت الدراسة التي أجراها فريق من جامعة كاليفورنيا ونشرت في مجلة PLOS Pathogens، على تأثيرات الطفيلي على نظام الاتصال بين الخلايا العصبية المعتمد على “الحويصلات خارج الخلية” (EVs). وهذه الحويصلات الدقيقة تشبه “رسائل كيميائية” تتناقلها الخلايا العصبية لتنسيق وظائف الدماغ المعقدة.

وكانت المفاجأة عندما اكتشف العلماء أن الخلايا المصابة تفرز عددا أقل من هذه الحويصلات، كما أن محتواها يصبح مشوها، ما يشبه تشويش إشارات الراديو في نظام اتصالات معقد.

والأمر الأكثر إثارة في هذه الدراسة أن هذه التغيرات تطلق سلسلة من الاضطرابات المتتالية. فبعد إصابة الخلايا العصبية، تبدأ الخلايا النجمية الداعمة (التي تشبه “عمال النظافة” في الدماغ) في التصرف بشكل غير طبيعي. حيث تنخفض قدرتها على التخلص من الغلوتامات الزائدة، وهي مادة كيميائية قد تسبب نوبات صرع وتلفا عصبيا عند تراكمها. وفي نفس الوقت، تزيد هذه الخلايا من إنتاج جزيئات التهابية، ما قد يفسر بعض الأعراض العصبية الغامضة التي يعاني منها المصابون.

وهذه التغيرات تحدث حتى عندما تكون نسبة الخلايا المصابة ضئيلة، ما يشير إلى حساسية بالغة لنظام الاتصال العصبي لأي تدخل طفيلي. وهذه النتائج تفتح بابا جديدا لفهم العلاقة الغريبة بين الطفيلي ومضيفيه، خاصة تلك التغيرات السلوكية الغامضة التي لوحظت في الحيوانات المصابة، مثل فقدان القوارض خوفها الطبيعي من رائحة القطط.

وعلى الرغم من أن معظم الحاملين للطفيلي لا تظهر عليهم أعراض واضحة، إلا أن الدراسة تحذر من أن التأثيرات التراكمية قد تكون أكثر خطورة مما نعتقد، خاصة للأجنة وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.

ويأمل العلماء أن تمهد هذه الاكتشافات الطريق لتطوير أساليب جديدة لحماية الدماغ من هذه الغزوات الطفيلية الخفية، سواء عبر تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية أو عن طريق تطوير علاجات تستهدف آلية التواصل الخلوي المعطلة.

المصدر: ساينس ألرت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى