اختبار دم بسيط يكشف معدل الشيخوخة وكم من الوقت قد تعيش!

سمانيوز/وكالات
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature Aging أن اختبارًا بسيطًا للدم أو اللعاب قد يحدد بدقة مدى جودة الشيخوخة لدى الأفراد، بل ويمنح مؤشرات دقيقة عن طول العمر المتوقع، بعيدًا عن حساب العمر الزمني فقط.
ويعتمد الاختبار الجديد، الذي طوره باحثون ضمن مشروع دولي ضم أكثر من 1000 مشارك تراوحت أعمارهم بين 20 و102 عام، على قياس ما يُعرف بـ”القدرة الجوهرية” (Intrinsic Capacity)، وهي مقياس يشمل المهارات الجسدية والذهنية مثل المشي والتفكير والسمع والذاكرة، وتعد مؤشرًا أساسيًا لصحة الإنسان أثناء تقدمه في السن، وفق تعريف منظمة الصحة العالمية.
وبحسب الدراسة، فإن التقييم يتم عبر ما يسمى بـ”الساعة الجينية”، والتي تقيس أنماط التغيرات الكيميائية في الحمض النووي (الميثيليشن) لتحديد مدى التدهور المرتبط بالعمر، وقد تبين أن الأشخاص الذين سجلوا مستويات أعلى في هذا المقياس، تمتعوا بصحة أفضل، سرعة في المشي، كثافة عظمية أعلى، ونظرة إيجابية نحو صحتهم العامة.
وقال الأستاذ في معهد راش الأمريكي لأبحاث الشيخوخة الدكتور توماس هولاند، في تصريحات لموقع “ميدكال نيوز توديه” الأمريكية: “هذا الاختبار لا يخبرك فقط بعمرك، بل بمدى جودة أداء جسدك من الداخل، ما يمنحنا أداة قوية لتحديد من يحتاج إلى تدخل وقائي مبكر”.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك الدهنية الغنية بالأوميغا-3، ويحافظون على استهلاك معتدل للسكر، أظهروا قدرة جوهرية أعلى.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تدعم أهمية التغذية الصحية والنشاط البدني والتفاعل الاجتماعي في إبطاء الشيخوخة البيولوجية.
بدورها، أكدت خبيرة التغذية العلاجية البريطانية إلينا رولت أن هذا النوع من التحاليل “يمثل نقلة في الطب الوقائي والشيخوخة الدقيقة”، مشيرة إلى أن “اختبار DNAm IC لا يقيس فقط العمر الجيني، بل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بوظائف الجسم والمناعة والقدرة الذهنية”.
ويدعو الباحثون إلى اعتماد هذا النوع من الاختبارات في رسم سياسات الصحة العامة المستقبلية، مشددين على أهمية دمج المقاييس البيولوجية في خطط الوقاية والرعاية لكبار السن.