مقالات

عدن الصامدة.. أوراق التوت تتساقط

كتب:
نجيب صديق

أظهرت الحقائق التي كانت تتخفى فيه شرعية ما تسمى شرعية، عن شهوة السلطة في هدم الدولة في عدن والجنوب عامة..
هذه اللاشرعية، كما أسموها بمجلس رئاسي، هم الخصم الحقيقي الذي يناصب العداء لعدن وناسها..
فعلى مدى السنوات الماضية ظل الناس يراقبون خساسة واضحة تشمل جميع مواضيع السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، فتعمل على تدميرها تدميراً بطيئاً وشاملاً لعدن، ولكي تقلب الطاولة على الجنوبيين وتشعل ألسنة الفتن والنزاعات الجنوبية الجنوبية، وتمارس الضغط السياسي الإقليمي والذي يعكس آثاره على الحياة المعيشية في سبيل انهيار الخدمات العامة، كهرباء، مياه، وانهيارات متواصلة للعملة، وغلاء معيشي مستفحل.
مراهنة بذلك ومبنية على سياسات تصدع جسد الجنوب عامة وعدن على وجه الخصوص، باعتبارها عاصمة الجنوب..

هذا الأمر يجعل وجعل الناس تخرج مطالبة بالعيش الكريم والاستقرار للحياة، وتطور الأمر للمطالبة بإطاحة هذا النهج السياسي اللاشرعي، ولتظهر الحقيقة وتسقط أوراق التوت وتكشف الوجه الحقيقي لمساعي اللاشرعية ممثلة برئيسها وأعضاء المجلس وحكومتهم، ضمن تحالف ترافقت أهدافه..
خصوم يناصبون العداء للقضية الجنوبية، وعرقلة استعادة مكانة عدن ودور أبنائها في صناعة الحاضر والمستقبل..

لقد دأب المجلس الرئاسي والحكومة على الكذب والتضليل الإعلامي، وكذا ممارسة العنف والقمع ضد المحتجين في احتجاجاتهم القانونية التي يطالبون فيها الحكومة بالعيش الكريم، ورفعت الأقلام المزايدة والشعارات التي كتبت بواسطة مطبلين في تحريم الاحتجاجات.. كل ذلك أظهر فشلها، فالثوراث التي أطاحت بأنظمة دكتاتورية عبر التاريخ لقادرة اليوم أن تطيح بكل تحالف مدعوم، وسيكسر الشعب كل ما يعترض طريقه، ويُخلق من الثورة ميلاد لعصر جديد لعدن والجنوب..

لقد ارتكبت ما تسمى شرعية المجلس الرئاسي والحكومة جرائم إنسانية ضد الناس (لا كهرباء، لا مياه شرب، لا تعليم، لا صحة، لا رواتب، وفي النهاية لا عيش كريم لأبناء عدن والجنوب)، كل ذلك جرائم تطالها القوانين الإنسانية والدولية وتكفلها حقوق الإنسان..

هذه الأعمال تتجسد بعنوان واحد “الفساد” في الحكومة وسياسة المجلس الرئاسي.. هذه الحكومة والمجلس الرئاسي أثبتوا فشلهم وفسادهم وعجزهم في إدارة وطنية شاملة للدولة، لكنها ترفع شعار باطني (جوع كلبك يتبعك)..
هذا التباين في خطابهم الخفي وما يبطن غير ما يعلن، إنه تباين صارخ في المعنى والجدوى، شعار صامت يعبر عن نفس خبيثة تمارس جرائم إنسانية ضد الناس.

مصداقية القيم في تلاحم الناس، نساء ورجالاً، شباباً وشيوخاً، كقيمة اجتماعية وسياسية واقتصادية.. عليهم التوحد في صف واحد لمواجهة التحديات والتهديدات لسياسة التجويع أو التركيع والإذلال بالعنف أو القمع.. فما يهدد حياة الفرد يهدد حياة الجميع، فالكرامة أن نرفض سياسة الإبادة الجماعية للناس في عدن أو تهجيرهم من ديارهم.

وعلى الناس أن تتجه لصناعة حزمة من المواقف الرافضة لبقاء سلطة وهي لا سلطة علينا، مفروضة بأدوات خارجية.. وأن يتداعى كل الناس بمختلف مشاربهم وعلى رأسهم الشرفاء الوطنيين في المجلس الانتقالي وهم كثر، وكذا بقية المكونات السياسية الجنوبية، أن يتداعوا جميعاً لرفض هذه السياسات التي تنهش الجسد الجنوبي وعاصمته عدن، وإذا انحنينا لهم سنبقى جميعاً ندفع ثمن السقوط، فأوراق التوت تتساقط أمامنا وعلينا الاستمرار دون توقف عن نزعها من على أجسادهم التي تتعرى يومياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى