أخبار عربية

الوسيط الأمريكي: إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب على غزة

سمانيوز/متابعات

كشف الوسيط الأمريكي في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بشارة بحبح، في مقابلة تلفزيونية، السبت 26 يوليو 2025، أن القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا تسعى إلى إنهاء الحرب، ولا تريد التوصل إلى صفقة مع حركة حماس، مشيرًا إلى أن نتنياهو يرفض أيضًا حل الدولتين.

وأكد بحبح أن نتنياهو يخضع لضغوط شديدة من وزراء في حكومته، أبرزهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين لهما تأثير كبير على قراراته، مضيفًا أنه لا توجد ضمانات لقبول إسرائيل بأي صفقة حتى لو أبدت حماس مرونة أكبر.

رد حماس كان إيجابيًا
أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل بعقلية رجال الأعمال وليست لديها مقاربة سياسية واضحة، موضحًا أن الرئيس دونالد ترامب لديه القدرة على الضغط على نتنياهو، كما فعل في ملف إيران، لكنه الآن يتأثر باعتبارات انتخابية وسياسية معقدة.

ولفت الوسيط الأمريكي إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوه بأن رد حماس على المقترحات الأخيرة كان إيجابيًا، ويمكن البناء عليه للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وأن الحركة لم تتخذ موقفًا متصلبًا، بل عبّرت عن استعدادها للأخذ والعطاء.

وأكد أن الإسرائيليين لم يقدموا حتى الآن أي ملاحظات على رد حماس، ولم يبلغوا الوسطاء بأي عقبة جوهرية، وهو ما يؤكد رغبتهم في إطالة أمد الحرب، وأضاف: “الوسطاء أكدوا لي أن إسرائيل تلقت الرد بإيجابية، لكنه لا توجد إرادة سياسية للمضي قدمًا”.

نتنياهو يضع عراقيل متعمدة
قال بحبح إن نتنياهو ومبعوثه رون دريمر يضعون عراقيل متعمدة أمام التوصل إلى اتفاق، خصوصًا فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، ورأى أن حماس لا تطلب الكثير، وتتمتع بمرونة، ولديها رغبة واضحة في التوصل إلى صفقة توقف العدوان.

وتطرق بحبح إلى تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي قال إنها تسببت بـ”زلزال” في أجواء المفاوضات، وخلقت حالة من الارتباك، رغم أن قادة حماس كانوا يتجاوبون بإيجابية، مضيفًا: “حماس تفاجأت بالتصريحات وأكدوا لي أنهم كانوا مرنين ومستعدين لتقديم تنازلات”.

وفي السياق ذاته، كشف بحبح أن حماس عرضت تشكيل لجنة مدنية مستقلة لإدارة قطاع غزة منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وأن قضية الأسرى لم تُطرح كعقبة أساسية، بينما كان التركيز منصبًا على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المناطق السكنية داخل القطاع.

“بالونات اختبار” سياسية
حول التفاصيل الفنية، أوضح بحبح أن الاختلافات في الخرائط كانت ضئيلة جدًا، ولا تتجاوز عشرات الأمتار، مشيرًا إلى أن الخرائط الأولى التي قدمتها إسرائيل كانت مستندة إلى رؤية سموتريتش، وتقضي بسيطرة إسرائيلية على 65% من قطاع غزة، قبل أن يتم تعديلها لاحقًا.

وأضاف: “الفرق بين المواقف لم يكن كبيرًا، وكان من الممكن التوصل إلى اتفاق شامل، ولا أفهم لماذا توقفت المفاوضات فجأة دون إكمال المسار”. مؤكدا أن المفاوضات توقفت مؤقتًا، لكن من المرجح استئنافها الأسبوع المقبل، مشددًا على أن التهجير القسري لأهالي غزة ليس مطروحًا على طاولة المفاوضات، وأن ترامب يدرك أن هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق واقعيًا.

وختم الوسيط الأمريكي حديثه بالقول إن ما يطرحه ترامب من أفكار حول غزة مجرد “بالونات اختبار” سياسية، تهدف إلى تحميل الدول العربية مسؤولية إعادة إعمار القطاع، دون أن تكون هناك خطة أمريكية واضحة أو التزام حقيقي بوقف العدوان أو التوصل لحل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى