مقالات

السلام والصواب في حالة الجنوب..!

كتب:حافظ الشجيفي

لطالما تطابقت ارائي ومواقفي مع العبارة الشهيرة التي اطلقها الزعيم الامريكي الراحل لونكلن حين قال في احدى المناسبات المتعلقة بموضوع المقولة (لو خيروني بين السلام والصواب لاخترت الصواب) وجعلت منها (اقصد هذه العبارة) اساسا لبناء احكامي واتخاذ قرارتي وتحديد خياراتي أزا مختلف الامور والقضايا والعلاقات الشخصية والاجتماعية سواء تلك التي تخصني وترتبط بحياتي او تلك التي تتعلق بشؤن الاخرين من حولي ,,
وماكنت ابدا لاختار السلام مثلا بديلا عن الحرب في الحالة التي يكون فيها السلام خطئا فادحا قد يلحق بمصالح البلاد ضررا بالغا او قد يصيبها بالانهيار او يتسبب في ضعفها واهدار تضحيات ابناءها وعرقلة اهدافهم وتطلعاتهم ومضيعة حقوقهم وتبديد امالهم وتدمير ممتلكاتهم واستلاب حريتهم واستقلالهم والقضأ على قوتهم وان على المدى البعيد,,,..
ان الصواب كما اراه انما هو التدبير الذي يتفق مع المنهج العقلي والمنطقي للتفكير والاستدلال وهو التصرف العملي الذي لايخالف القوانين والمواثيق والاعراف والمثل والعقائد الانسانية والدينية والاخلاقية ولايناقض مفاهيم العدل وقيم الانصاف والمساواة والحرية البشرية والاستقلال وتحقيق السيادة وهو كل سلوك او رأي او موقف او قرار او فعل يقوم بناءه على مرتكزات صلبة وواضحة ويمتلك من الحجج والمبررات والبراهين الشرعية مايجعله قويا وثابتا امام بقية الخيارات والبدائل الاخرى الممكنة والمتاحة ,
هذا تعريفي للصواب حسب تقديري ووجهة نظري الشخصية ومع ذلك اقول ان الصواب ومثله الخطأ ايضا يبقى مسألة نسبية اعتبارية .. اي ان ماتعتبره انت صوابا قد يكون بالنسبة لغيرك خطئا والعكس صحيح ايضا وقد يقاس كل منهما بالنسبة لوقوعه في فترة زمنية معينة دون اخرى يتكرر خلالها او يكون وقوعه في ظروف واسباب ومقدمات شاذة وغير طبيعية او مرهونا في الحكم عليه بالنتائج التى اسفر عنها وردود الفعل التى ترتبت عليه ..
والصواب الذي يقصده لنكولن في عبارته الشهيرة المشار اليها هنا طبعا هو اي خيار آخر من الخيارات التي ينطبق عليها التعريف السابق غير خيار السلام ــ قد يكون من بينها الاستمرار في الحرب ــ عندما يكون القبول بخيار السلام خطئا تاريخيا جسيما قد يتسبب في خراب وطن ودمار شعب وقتل امة..وخاصة حين يستهدف ايقاف نزاع قائم بين الحق والباطل او بين طرفين او اكثر احدهما يحارب ويقدم التضحيات الجسيمة من اجل الاستقلال والحرية واستعادة الدولة فيما الاخر هو الطرف الذي اختطفها واحتلها بالقوة
ونحن في الجنوب، فإن السعي لتحقيق السلام ليس هدفنا الأساسي. وفي ظل ظروفنا الحالية، فإن السلام يمكن أن يقودنا إلى طريق الدمار، وهو طريق يمكن أن يكون كارثيا قاتلا بكل المقاييس.
نحن اخترنا الصواب المتمثل في في استعادة دولة الجنوب وإعلان استقلالها. إن السلام، على الرغم من كونه مرغوبًا فيه، ليس هدفنا النهائي إذا جاء دون إعادة الدولة الجنوبية كاملة مكملة كما كانت قبل العام1990م.
تمتد طموحاتنا إلى ما هو أبعد من مجرد تحقيق السلام. إننا نتوق إلى الاستقلال، وإلى استعادة دولة الجنوب، ونؤمن إيمانا راسخا بأنه بدون هذا الإنجاز، فلا معنى للسلام بالنسبة لنا.
وهذا ليس مجرد هدف؛ إنها رؤية عظيمة، رؤية تغذي تصميمنا وتوجه أعمالنا. إنها رؤية نحن، في الجنوب، لابد ان نلتزم بتحقيقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى