آداب و ثقافة

حين أصبح القرب غريباً نثر / د. نجاة صالح

سمانيوز/خاص

لم أكن أظن أن المسافات تُخلق بين الأرواح، لا بين المدن.

كنا نضحك من فكرة الفراق، نراها بعيدة، مستحيلة.. ثم فجأة، صارت نظراتك لا تعرفني، وصوتك لا يطمئنني،
وصار وجودك حولي يشبه الغياب، بل أشد قسوة منه.

كنت أظن أن القرب يُشبه العناق، أنك حين تكون بجانبي، ستكون لي…
لكنني اكتشفت أن القرب لا يعني الحضور،
وأن الغياب لا يحتاج إلى مسافات
كنتَ هنا، لكنك لم تكن معي،
كأنك ارتديت صمتًا لا يشبهك،
كأنك تعمدت أن تتركني أبحث عنك فيك،
ولا أجد سوى ظلٍّ يشبهك… ولا يشبهني.
القرب الذي لا يُشبه دفء الأمس،
هو غربةٌ لا تُحتمل،
هو سؤالٌ لا يُجاب،
هو وجعٌ لا يُقال
ما أصعب أن يتحول من كان ملاذًا إلى لغز،
ومن كان وطنًا إلى عابر لا يلتفت.
حين أصبح القرب غريبًا،
أدركت أن البعد أحيانًا… أرحم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى