آداب و ثقافة

ها قد جاء نوفمبر خاطرة/ مروى العبدلي

سمانيوز/خاص

ها قد جاء نوفمبر
يمشي ببطءٍ كما لو أنه يعرف ما يوجعنا،
ويحمل في أنفاسه رائحة الغياب التي نحاول نسيانها كل عام.
في نوفمبر، تتساقط الذكريات كأوراقٍ ذابلة،
كل ورقةٍ فيها اسم، وضحكة، وصوتٌ غاب ولم يعد.

كأنّ البرد لا يأتي من الهواء، بل من الأماكن التي خلت ممّن نحب.
ها هو يعود من جديد…
يقرع أبواب الذاكرة دون إذن، يذكّرني بذلك اليوم، بتلك اللحظة، بتلك الخسارة التي لم أتعافَ منها بعد.
كأن الزمن يملك شهوة الإعادة، وكأن الوجع لا يشبع منّا.
نوفمبر.

الشهر الذي علّمني أن بعض الغياب لا يُنسى،
وأن هناك أشخاصًا يرحلون ويبقى دفؤهم حبيس صدورنا إلى الأبد.
كل عامٍ يأتيني مثقلًا بنفس الوجع،
كأن بيني وبينه عهدًا على البكاء في الموعد ذاته.

ها قد جاء نوفمبر…
يحمل معي ذكرى من غابوا، ويجلس قبالة قلبي كضيفٍ ثقيلٍ لا أستطيع طرده، فأكتفي بالصمت، وأقول: رحم الله الذين أخذهم الله وبقي منهم وجعٌ لا يزول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى