مقالات

٦٩ عاماً على درب الوطن والتراث

كتب: د. علي صالح الخلاقي

في هذا اليوم 10 نوفمبر الجاري 2025، أطوي ٦٩عاماً من عمري، أمضيت معظمها في خدمة وطني وبين سطور التاريخ وصفحات التراث، وحملتُ فيها حب وطني ومسقط رأسي في قلبي وضميري، وجعلت من القلم رفيقاً ومن التوثيق رسالةً ومن الوفاء للهوية نهجاً لا أحيد عنه.
وإذا كنت أنظر اليوم إلى ما مضى من السنين، فإني أحمد الله كثيراً على أن وهبني الصحة والعافية والعزيمة، لأواصل ما بدأته منذ شبابي حين أدركت أن الأمم تُحيا بذاكرتها، وأن تراثها وتاريخها هما الجذر الذي تستمد منه كينونتها.
لقد سخّرتُ جلّ وقتي وجهدي لخدمة وطني وثقافته، فكانت حصيلة ذلك عشرات المؤلفات والدراسات التي وثّقت تراث الجنوب وتاريخها عامة، ويافع خاصة، بعاداتها وموروثها الشعبي إلى سير أعلامها، ومن صفحات الطفولة وأهازيجها إلى ألعابها الشعبية، ومن وقائعها التاريخية إلى شخصياتها التي صنعت المجد في زمنٍ مضى.
وكم أشعر بالفخر وأنا أرى هذه الجهود تتحول إلى مصادر يعتمدها الباحثون والدارسون، وإلى ذاكرةٍ حية تحفظ للمنطقة وللوطن ملامحه الأصيلة في زمن العولمة والتغير السريع.
لقد كان هدفي دوماً أن أقدّم للأجيال القادمة ما يُعينها على فهم ماضيها لتبني به حاضرها وتستشرف به مستقبلها. وما زلت أؤمن أن أمامي متّسعاً من العمر والعطاء، فما تزال في جعبتي مشاريع كثيرة تنتظر أن ترى النور بإذن الله، طالما مدّ الله في الأجل ومنحني القدرة على الاستمرار.
إنها ليست سنواتٍ تُعدّ، بل حياةٌ مليئة بالعمل والإصرار والحب الصادق للوطن والإنسان والتراث. فالحمد لله الذي أكرمني بتمام الصحة، وبنعمة العطاء، وأحاطني بمحبة الأصدقاء والقراء، ووهبني متعة الكلمة التي توثق وتبني وتضيء الطريق.
٦٩ عاماً تمضي، ولا يزال الحلم متقداً، والعزيمة لا تلين، ما دام في القلب نبض وفي اليد قلم وفي الذاكرة وطن يستحق الوفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى