مقالات
من الخسران …!؟
” ما نال بلح الشام ولا عنب اليمن ”
لانه سيواجه قوتين عقائديتين تكنان له ثأرآ وعداءآ ومقت ومازالتا محتفظتين بقوتهما هما :
جماعة الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين فعدا سيطرة الحوثي على مفاصل الوزارات والإدارات في صنعاء فمازالت لديه قوة عسكرية ضاربة لن يسلمها للشرعية كما قد يتبادر للذهن بل سيحتفظ بكامل قوامها إلا ماتجود به نفسه إثباتا لحسن نواياه .. ما سيجعله يفرض خياراته السياسية وسيكون الأقوى بعد أن تضع الحرب أوزارها ويخرج التحالف منها سواء حقق أهدافه من الحرب أم لم يحققها ..
اما جماعة اخوان اليمن فقد تمددت في مفاصل الدولة المدنية والعسكرية تحت اسم الشرعية ، عدا أنه غلغل جزءآ من مليشياته في المؤسسة العسكرية والأمنية باسم الشرعية فإن الكثير منها مازال تحت الطلب ويمتلك لها مخزونات سلاح غير عادية موزعة في المدن والقرى لم تستخدمها بعد ..
إن تغلغله في الشرعية مكنه من كل إمتيازاتها والسيطرة على مفاصلها وسيجني ثمار التفاوض باسمها ويجيرها لصالحه ..
ضبط إيقاع العلاقة بين الحوثي والإخوان من الآن وأيضا بعد التسوية ستتولاه كل من قطر وإيران مع استثناء لبعض الرموز الإخوانية التي ستدخل مرحلة كمون أو استبعاد سياسي باعتبارها من مكونات النظام السابق ..
بقي المكون الجنوبي في الشرعية فيجب أن يدرك
” أن التحالف ليس عسكريآ معه ” فهو منذ تحرير عدن ومناطق الجنوب ظل مشغولآ بحربه جنوبآ مع المكونات الجنوبية واستماتته في إضعافها عله يمثل الجنوب ..
والمؤسف أن هذا التيار ظل ممتدآ يستنسخ ويكرر ممارسات نفس عقلية الاستحواذ 1967م التي من جرائها خرج خاسرآ وخسر الجنوب بسببها ثم كررها عام1986م وخرج خاسرآ وخسر الجنوب بسببها وهو يكررها .. والمؤسف أن تلك العقلية تستثير المناطقية عند إحساسها بالفشل مايدل أنها مصابة بعمى ألوان إذ فشلت أن تمثل الجنوب قبل وفي الحوار فكيف لها أن تمثله بعد الحرب التي فرضت معادلات وقوى واستحقاقات لايعني أنهم إذا لم يعترفوا بها أنها غير موجودة ..
إن تعييات الشيخوخة العسكرية والسياسية والحراكية لن تعيد التوازن لمشروع متخبط من يومه الأول .. كما أن اللعب بالحركات الصبيانية التي تديرها أذرعه في المنصورة لن تجدي بل ستضيف فشلآ إلى قوائم فشله في (16 فبراير ) تعرف المحتل والذين يمثلونه ولن تكون طابورآ خامسآ للاحتلال اليمني في الجنوب ..
إن الاستقواء بالتعيينات وأنها أظهرت للعالم ان جنوبيي الشرعية يسيطرون على مفاصل الدولة مقولة مهترئة فالعالم يعرف أن تلك التعيينات لدولة ومؤسساتها في فندق ويعرف أيضا أن المسيطر فعليأ عليها هم جماعة الإخوان المسلمين ..
كما أنه لو أجمع العالم بأن سقف الجنوبيين لا يتجاوز مخرجات الحوار فإن ذلك التيار لن يمثله ولن يعطيه العالم حرية تنصيب بديل عن القوى الحية للقضية الجنوبية فلم يعد تنصيبها مجد من خلال الشرعية حتى يكون الممثل مواليا لذلك التيار ومصممآ وفق رغبته ، فالعالم اليوم موجود وليس بحاجة للاتصال بأية قوة من خلال الشرعية فقط بل سيتعامل مع قوى حية يعرف انها مؤثرة في الجنوب ..
سألوا جورباتشوف بعد إعلان سياسية البروستاريكا وإمكانية العودة لما قبلها فقال :
” من الصعب إعادة معجون الأسنان لقنينته بعد إخراجه !!”
هذا الذي لم يفهمه المكون الجنوبي في الشرعية ..