آراء جنوبية

ما تم أخذه بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

نايف المدوري

كاتب واعلامي جنوبي
أوجه حديثي هذا لكل من يحكم العقل من أبناء الجنوب العربي بعيداً عن العاطفة الجياشة الدينية والقومية حيث يجب علينا أن نستفيد من الأحداث التاريخية التي حدثت سواءً في عام ٩٠ أو ماقبلها في أي رقعة جغرافية على هذا الكوكب الأرضي، فمثلاً لو استفدنا من الأحداث التي تعرضت لها روسيا الاتحادية وكيف استطاعت كثير من البلدان أن تحقق استقلالها وما كان لها أن تحصل على ذلك في ضل الاستقرار الروسي بل حققت ما يصبو إليه شعوبها في مرحلة الصراع والضعف التي مرت به تلك الدولة الاتحادية.
لقد استطاعت كثير من البلدان التي كانت خاضعة للهيمنة الروسية أن تنتزع استقلالها وهويتها وقوميتها في مرحلة الصراع والضعف التي مرت به روسيا الاتحادية وكذلك بعض دول أفريقيا وأعتقد أن مقالا كهذا يختلف معي كثيراً ممن يحكمون العاطفة دون العقل وهذا لا يهمني كثيراً إذا كان ذلك سيصب في خدمة شعبنا والذي يتطلب من كل أبناءه أن يوحدوا قواهم وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة للوقوف صفا واحداً خلف القيادة السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي لمواجهة المنظومة اليمنية ككل فالفرصة ﻵحت في الأفق ولن تتكرر مرة أخرى وعلينا أن نوحد ونوجه كل طاقاتنا وامكانياتنا في استعادة الأرض والهوية والتاريخ وحينها سيأتي العالم بأسره وليس الأمم المتحدة فحسب مستمعا ومنفذا لما يمليه ويريده هذا الشعب الذي عانى ما يقارب عن ربع قرن من الزمن.
لقد أصبح العالم اليوم لا يعترف إلا بالقوي ومن يفرض سياسة أمر الواقع أما النضال السلمي والقرارات والبيانات وغيرها لا تجدي نفعا في زمن أصبح فيه العالم غابة كبيرة.
ويجب علينا أن نعود إلى رشدنا ونحافظ على شبابنا وفلذات أكبادنا من الزج بهم في معركة لاناقة لنا فيها ولا جمل فمعركة أبناء الجنوب ليست في أرض الحديدة أو صعدة، ولكن معركتنا الحقيقية والمقدسة تكمن في الذود عن الجنوب العربي أرضاً وانسانا كون المخاطر أصبحت تحدق بنا من مختلف الجهات.
كما يتطلب من القيادات الجنوبية الاستفادة من الصراعات اليمنية اليمنية وعدم العمل على دعم أو التحيز لطرف دون الآخر بل يجب العمل بذكاء ودهاء عالي على ديمومة الصراع لأنه ليس من مصلحة شعب الجنوب إسقاط الحركة الحوثية والعمل على تلبيد الطريق أمام حركتي الإخوانية والعفاشية للوصول إلى قصر الرئاسة، وكذلك ليس من مصلحتنا ضعف الحركة الإخوانية والعفاشية، ولكن يجب أن تمسك القيادات الجنوبية العصا من الوسط وبما يخدم الجنوب الأرض والإنسان فسقوط أو انتهاء أحد الأطراف لن يكون ذلك في مصلحة الجنوب العليا، ولذلك وجب علينا والأهم في ذلك قيادتنا السياسية أن تحسن استخدام الأوراق السياسية والعمل على التناقضات حتى يتم ترتيب البيت الداخلي وبناء جيش جنوبي متماسك يعمل بإيمان مطلق على استعادة الأرض الجنوبية بالقوة العسكرية فما تم أخذه بالقوة لا يسترد إلا بالقوة دون ذلك مضيعة للوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى