مقالات

الإنتقال من مربع الأقوال إلى مربع الأفعال بات خيارا حاسما وملحا

العقيد/محسن ناجي مسعد

بعيدا عن المناكفات السياسية وعن النفاق السياسي الذي لم يبارح ساحاتنا السياسية والإعلامية والنضالية طوال العقود الماضية ، وبعيدا عن تمجيد الأصنام التي قضاء عليها الإسلام في بداية إنطلاقته الأولى ، وبعيدا عن الممارسات المناطقية المقيتة التي تملكت البعض وأستعبدتهم حتى الثمالة ، وبعيدا عن الحزبية التي تحولت إلى وبال على شعبنا الجنوبي ، وبعيدا عن كافة الأمراض والأفات السياسية التي أستوطنت نفوس البعض الذين مسخت إرادتهم بعد أن تحولوا إلى مجرد دمي تحركها أصابع خفية ، وبعيدا عن الذين أختاروا طريق الفساد والنهب والسرقة والإستيلاء على قوت المواطنيين الذين نكل بهم وبحياتهم التي دخلت في نفق مظلم منذ تاريخ إحتلال الجنوب وحتى اللحظة الراهنة التي باتت أكثر سوداوية وظلامية من كل المراحل السابقة … وبعيدا عن هذا وذاك لقد آن الأوان كي نقول كلمتنا الفصل فيما يختص بأوضاعنا الراهنة التي لا تحتمل المزيد من المياعة السياسية أو الإتكالية أوتحميل الأمور فوق ما تتحمل أو التهرب من تحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القيادات الجنوبية التي قبلت التحدي ووافقت طوعيا على تصدر المشهد السياسي والنضالي الجنوبي بكل ما له وعليه .. وإنطلاقا من هذا ينبغي التأكيد على جملة من الحقائق التي ينبغي أن لا تغيب شمسها عن أحد وهي : – (1) أن الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية والمعيشية التي يعيشها الجنوب اليوم باتت أكثر تعقيدا من ذي قبل وأكثر صعوبة مقارنة بالمحافظات التي
تسيطر عليها المليشيات الإنقلابية الحوثية ( 2 ) لا يختلف إثنان بأن تعدد الإرادات السياسية والعسكرية والأمنية التي جبلت بها الجنوب قد تمخض عنها هذا الوضع المتردي والمأساوي الذي لازم الساحة الجنوبية طوال سنوات الحرب التي أتصفت بسنوات صراع الإرادات على عكس محافظات الجمهورية العربية اليمنية التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإنقلابية والتي غاب عن سمائها تعدد الإرادات السياسية والعسكرية والأمنية ..(3) ما من شك بأن تعدد الإرادات السياسية والعسكرية والأمنية التي أتصفت بها ساحتنا الجنوبية خلال الأعوام الماضية قد تمخض عنها حرمان الجنوبيين من نيل إستحقاتهم السياسية التي أوصدت بوجهها كافة الأبواب التي لا تزال موصدة حتى يومنا هذا مالم يبادر الجنوبيين ودون تردد إلى تجاوز هذه العقبة والقفز على كافة المعوقات التي تعمد الخصوم والأعداء أن يضعوها في طريقهم حتى لا يتمكنوا من إنجاز إستحقاقاتهم السياسية التي كانت ستصل بهم في نهاية المطاف إلى اعلان عن قيام دولتهم التي مازالت تعترض طريقها العديد من المصاعب والتحديات الخطيرة التي تقف خلفها أطراف مناهضة ومعادية للقضية الجنوبية والتي تعمل ليل نهار من أجل حرمان الجنوبيين من إحراز أي تقدم يصب في مجرى قضيتهم العادلة التي مازالت تنتظر من يأخذ بيدها ويصل بها إلى شاطئ الأمان ….. وإتساقا مع ما سبق التطرق إليه بصدد كافة التعقيدات والمصاعب التي تحيط بالقضية الجنوبية والتي تشير وبجلاء شديد بأن انتصارها لا يمر بالضرورة عن طريق المزيد من الشعارات الرنانة أو قيام المزيد من المليونيات أو الإكثار من البيانات الحماسية والتي جميعها لن تضيف شيء جديد إلى رصيدها السياسي والنضالي الذي بلغ ذروته كما لم يعد هناك مجال أيضا للمزيد من التنظير السياسي الذي لم يعد مجديا أو نافعا في المرحلة الراهنة التي تقتضي خلق حالة من التناغم والتزاوج والربط الوثيق بين الأقوال والأفعال التي تنتظر من القيادات الجنوبية الأخذ بها والإنتقال فورا ودون تردد من مربع الأقوال إلى مربع الأفعال على أرض الواقع الذي بات خيارا ملحا وحاسما والذي من دونه ستبقى القضية الجنوبية في محلك سر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا …
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى