آراء جنوبية

أين تكمن المشكلة في الحوار ؟

عبدالكريم احمد سعيد

دبلوماسي جنوبي
مشكلتنا اليوم ليست مع بعض القوى والشخصيات الجنوبية (الحراكية) المشهود لها بالمواقف النضالية السابقة تجاه القضية الجنوبية ، وأصبحت تختلف معنا في الرؤى والوسائل وتلتقي معها في نفس الهدف ، أو مع بعض القيادات الأخرى المتحفظة والمحايدة تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ، بل المشكلة الحقيقية تكمن بتلك العناصر التي تحمل مشروع سياسي آخر يتعارض مع تطلعات شعبنا لنيل حريتة واستقلاله ، بما فيها تلك التي لازالت تعيش في وهم الوحدة وأحبالاها المتشابكة في دهاليز الظلام .. وتعمل مع القوى المعادية لشعبنا ، منذ ان تم تفريخها عنوة في السنوات الأولى من عمر الحراك الجنوبي ، بهدف إجهاض مطالب شعبنا التحررية .! من خلال زرع الفتن والانقسامات الداخلية وتزوير الإرادة الشعبية الجنوبية.. حيث استطاعت تلك العناصر الخبيثة ، بحنكة وذكاء توضيب الخلافات داخل الحراك الجنوبي السلمي لصالحها ، مستفيدة من بعض أخطاء وهفوات القيادات الميدانية لتعميق الخلافات الداخلية ، ومحاولة العزف على أوتار خطيرة قد تجاوزها شعبنا (بحقيقة التصالح والتسامح) بهدف جرنا من جديد إلى مربع الصراعات الدموية..! ولكنها لم ولن تستطيع تحقيق ذلك كما هو مرسوم لها ، بفضل يقظة وإدراك شعبنا لمخاطر الانزلاق في مستنقعاتها القذرة.
ولكنها ظلت مصدر إزعاج وقلق للجنوبيين بما تبثه من سموم عبر حملاتها المضادة تجاه أي خطوة متقدمة للجنوبيين نحو تحقيق الهدف المنشود لشعبنا ، حتى تحولت إلى (طابورخامس) يعمل مع أعداء الجنوب لإجهاض ثورته ؛ والدليل على ذلك موقفها العدائي الواضح تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي..!! ومايقومون به من حملات مسعورة لتشويهه والتشكيك بقياداته والنخب والاحزمة الأمنية والمقاومة الجنوبية عموما (صمام أمان الثوره الجنوبية).
لهذا ندعو كل القيادات السياسية والحراكيه بشكل عام ، وبالذات تلك التي مازالت خارج المجلس الانتقالي ، بأن تفرق بين علاقاتها الشخصية والعاطفية التي أرتبطت (بحسن النية) مع تلك العناصر المدسوسة بإسم الحراك ، وبين مايتطلبه منهم الموقف الوطني اليوم كمناضلين وأصحاب رأي وقضية نكن لهم الأحترام والتقدير .. حيث تقع عليهم اليوم مهام وطنية وأخلاقية تتطلب الترفع عن الصغائر ، والعمل على تذليل الصعاب وتمهيد الطريق أمام الحوار بإزاحة المعوقات وردم الحفر والمطبات ، من أجل الوصول إلى تفاهمات حقيقية تقرب المسافات وتسهل لإجراء حوار صادق ومسؤول مع المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي دعاء لهذا الحوار ، للإستفادة من هذه الفرصة التأريخية لإنجاحة ، بما يضمن الشراكة الوطنية وتعزيز الموقف الجنوبي محليا وإقليميا ودوليا (بوحدة قيادته ومشروعه السياسي) سعيا نحو تحقيق الهدف المنشود لشعبنا ، والذي ضحى من أجله شهدائنا الابرار في سبيل الحرية وإستعادة عزة وكرامة الإنسان الجنوبي .
وفي الجانب الآخر ، على قيادة المجلس الانتقالي أيضا ، الإستماع بأهتمام إلى تلك الشخصيات ؛ من القيادات ، والكوادر الجنوبية المخضرمة والشابة ، للإستفادة منها ومن تجاربها النضالية والسياسية ، لتشكل إضافة جديدة للمجلس الانتقالي ، تعزز من موقفه ودوره في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن .. حيث ينبغي الدخول في حوار وطني صادق وجاد ، يثمر بمردود إيجابي من شأنه توسيع رقعة المشاركة الوطنية ، ومد جسور التعاون والتفاهم بين أبناء الجنوب في الداخل والخارج ، ليسهم الجميع في إستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية الجديدة ، التي طالما انتظرها شعبنا بشغف كبير ، بعد معاناة طويلة راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من خيرة رجاله وشبابه.
وها نحن اليوم على مقربة من تحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في نيل حريتة وأستقلاله بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وقائده المغوار عيدروس الزبيدي المفوض من قبل الشعب ، والذي دعا اليوم للحوار ، مادا يده لكل الطيف السياسي والاجتماعي ، بقلوب صادقة ونوايا حسنة مخلصه ، ليشرك الجميع في صنع الحدث التاريخي العظيم لشعبنا ، في إستعادة دولتة المسلوبة وبناء مؤسساتها المدنية الحديثة على أسس علمية وديمقراطية ، لينعم في ظلها الشعب والوطن وأجياله القادمة (بالأمن والاستقرار والنمو والسلام) سيسجله التاريخ باحرف من نور ليس فقط للمجلس الانتقالي وقيادته ، بل ولكل من أسهم وحرص على توحيد وتعزيز اللحمة الجنوبية ، وقدم التنازلات في سبيلها من أجل أنقاذ الوطن وتحقيق حلم الشعب الجنوبي التواق للحرية وإستعادة أمجاده وتاريخه ومكانته بين الشعوب.
( سجل مكانك في التاريخ ياقلم .. فهاهنا تبعث الأجيال والأمم)
الخلاصة: الحوار سمة حضارية لمن يلتزم بقواعدة ويسعى بنوايا صادقة لإنجاحه ، وهو المحطة الأخيرة (الفاصلة) لضمان نجاح القضية الجنوبية ، ولكشف الحقائق أمام الشعب والإقليم والعالم .. وأنصح كل من لازال يغرد خارج السرب بأن يعيد حساباته ويتمعن جيدا في قراءته للواقع ، ليلحق بركوب القطار قبل أن يفوته ، والذي قد أنطلق بقوة وعزم يوم الرابع من مايوم ٢٠١٧م ، ولن يتوقف إلا في محطته الأخيرة (✌) .. ونقول لهم :
(قد تخدع كل الناس بعض الوقت ويمكن حتى تخدعهم كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت) أبرهام لينكولن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى