مقالات

الرحلة من الأحقاف.. إلى تونس.

د.صالح الحمصي

كاتب جنوبي
يصادف اليوم الثالث من نوفمبر الذكرى الرابعة لزيارتي إلى تونس، هذه الرحلة التي بدأت من شبوة التاريخ والحضارة الواقعة تحت تسمية “بلاد الاحقاف”، لها تاريخها و معالمها الأثرية ودويلاتها القديمة مثل دولة حضرموت وعاصمتها شبوة، ودولة قتبان وعاصمتها تمنع، بالاضافة إلى ميناء قنا التاريخي والذي يقع على البحر العربي، وكان همزة الوصل للتجارة مع الهند ودول شرق آسيا، حيث كان ينقل عبره البخور واللبان وذلك من خلال الطريق الصحراوي حتى يصل حيفا بفلسطين ومنه إلى أوروبا.
بعدها أنتقلنا جواً وكان ذلك في الصباح الباكر من صنعاء عبر القاهرة، ومنها إلى تونس.
الرحلة أستغرقت 7 ساعات جواً، ومع بداية الهبوط التدريجي للطائرة كان منظر تونس العاصمة بهيج ويسر الناظرين، مدينة مبانيها ناصعة البياض يتخللها اللون الازرق القامق والغطاء النباتي يحيط بمبانيها وشوارعها النظيفة.
أسبوعين كانت فترة قصيرة لزيارة المعالم السياحية الأثرية الضاربة في القدم، خاصة ورحلتنا ليست سياحية، بل كانت لحضور ورشة عمل في إطار الإختصاص المهني، وخلال مكوثنا في فندق من فئة خمس نجوم، يطل على البحر الأبيض المتوسط وهو كان القصر الذي يملكة الرئيس السابق لتونس زين العابدين بن علي، ولكن إبان ثورة البوعزيزي في تونس تم تأميمه وعودة حيازتة للدولة، ويعد بمثابة قصر للمؤتمرات تعقد فية أغلب ورش العمل والمؤتمرات المحلية والدولية.
تجولنا في وسط المدينة مع الزملاء في ورشة العمل التي تضم أناساً من أفغانستان وباكستان والعراق والسعودية، وزرنا المقاهي المتناثرة على طول الشارع، وأحتسينا فيها أكواب الشاي المميز، ألتقطنا صوراً تذكارية أمام تمثال ابن خلدون مؤلف العديد من الكتب وعلى رأسها مقدمة ابن خلدون، الذي يتوسط شارع بورقيبة وهذا الشارع يعد من أجمل الشوارع في تونس، عرجنا على بوابة تونس التي قادتنا إلى الأسواق الشعبية والمطاعم الشعبية، حيث تناولنا في إحدى مطاعمها الشعبية وجبة تونسية تدعى “الكوسكوسي” وهي من الوجبات اللذيذة والمشهورة في تونس، زرنا جامع الزيتون وهو أقدم جامع وتجرى فيه دروس تحفيظ القران، تنزهنا في منطقة المرسى وهي بمثابة الميناء الرئيس في تونس، ويكتض بالقوارب والسفن المتجهة إلى أوروبا.. موقع المرسى يقع تحت سفح جبل تكسوه الأشجار والطريق إلى المرسى يمر من أعلى سفح الجبل حتى يصل إلى الشاطى، حيث يكتظ المكان بالسواح والركاب المغادرين والقادمون من وإلى الدول الأوروبية، كان الجو أكثر من رائع، نسيم البحر العليل مع منظر إلى البحر المتوسط تراقب فيه حركة الملاحة، يطبع في ذاكرتك مشاهد لن تنسى على الإطلاق.. كما أقر لنا رحلة سياحية إلى القيروان، ولكن لم نستطع القيام بها لإعتبارات أمنية.
تونس بلد السياحة الأول في الوطن العربي، توجد فيه كل المقومات لذلك، شعب طيب ومضياف، نظافة ممتازة، ومن قام بزيارتها مرة سيتوق بشغف لزيارتها مجدداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى