مقالات

هل نلقى مصير الكرد

أحمد عقيل باراس

لا نعرف قضيه عادله على مدى التاريخ الحديث كقضيه الكرد و لم نجد مظلوميه كمظلوميتهم و حتى القضيه الفلسطينيه التي تعتبر قضيتنا المركزيه تبدو صغيره امام ماتعرض و مايتعرض له الكرد من اباده سوى في تركيا او ايران او العراق و في المقابل لم نجد قوميه او شعب مقاوم وعنيد مثلهم فبرغم السياسات الاستئصاليه التي تتبعها هذه الدول ضدهم لكنها ظلت قضيه حاضره لم تستطع اله الحرب في هذه الدول رغم ضخامتها و تنوعها ان تهزمهم او تحبط عزيمتهم بل ظلو متشبثين بارضهم و بلغتهم و بارثهم الحضاري .
هكذا هم الكرد قوميه تباد و تقتل و تدمر و العالم المتحضر يقف مكتوف الايدي متفرجا عليهم و كان الامر لا يعنيه و حتئ المنظمات الدوليه كمنظمه الامم المتحده استكثرت عليهم اصدار قرار واحد يعترف فقط بحقهم في الحياه و يعترف بقضيتهم و بمظلوميتهم و مع ذلك لم يحبط هذا الموقف السلبي من هذه المنظمات و الدول الكبرى تجاه قضيتهم الكرد عن مشاركه العالم همومه وتحمل معه مسؤليه مكافحه الارهاب في المنطقه فكان الكرد في طلائع القوى العسكريه المحليه التي شاركت في الحرب ضد تنظيم الدوله الاسلاميه فكانو اول من اسقط الرقه عاصمه دوله الخلافه ومع ذلك ايضا لم يشفع للكرد هذه التضحيات و هذا الدور الذي قامو به فمجرد ان انتهت مهمتهم عادت قضيتهم الى ماكانت عليه و لم يعطهم هذا العالم اي من حقوقهم لا حكم ذاتي و لا دوله و المدفعية التركيه التي لم تطلق حتى طلقه واحده طوال سنوات تواجد تنظيم الدوله و سيطرته على المناطق المحاذيه لها في الجانب السوري اصبحت هذه المدفعية لا تتوقف عن اطلاق النار تحاه هذه المناطق عند سيطره الكرد عليها .
مايعنينا من هذا كله التاكيد على ان مراحل تاريخ الكرد تتشابه الى حد كبير مع تاريخنا و ماتعرضت له قضيتهم من تجاذبات هي نفسها التجاذبات التي تعرضت لها قضيتنا فقط نختلف في عمر المظلوميه فمظلوميتنا عمرها عقدين بينما مظلوميه الكرد مئات السنوات و مايخيفنا ان يستمر هذا التشابه فنلقى نفس مصير الكرد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى