بقلم : الدكتور علي محمد جار الله
نحن الجنوبيون استعدنا ارضنا بأيدينا، و طردنا من أرضنا الغازي الحوفاشي، و لهذا اصبحنا في قوَّة و عزٍّ و تمكين، و هي قاعدة معروفة فمن هو في قوة و عز و تمكين فلا يجوز لهم التنازل في اي مفاوضات عن شيء مِن الحقوق أو الواجبات، و قوتنا في ذلك ما قاله رب العلى لنا في سورة “محمد” : (( فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ)).
و ارى في هذه الأيام بعض المواضيع و التغريدات الحوثية تتغنى بالجنوبيين، و اننا استعدنا أرضنا، و نحن صامدون فوق الأرض و ليس في فنادق الغربة كشرعية هادي، و هذا الكلام لا يهمنا لأن الفرق بيننا و بينهم كبير نحن فوق ارضنا الذي حررناها، و لسنا فوق ارض إغتصبناها بالإنقلاب.
و لكن انصح القادة الجنوبيين ان يوجدوا ميثاق شرف فيما بينهم و بين الحوثيين، رغم انني لا أثق بهم، ولكن لن نخسر ان نوقع ميثاق شرف بضمانات إقليمية و دولية على الأسس التالية:
1) أن من يناقش ميثاق الشرف مع الحوثي ان يكون مفوضاً من الشعب الجنوبي، و ان يتوافق على هذا الميثاق كل الفصائل الجنوبية، او أكثرها على الأقل، و ان يتم إستفتاء ابناء الجنوب على هذا الميثاق.
2) أن يكون الميثاق معبراً عن الثوابت الجنوبية المتفق عليها من عموم الشعب و الفصائل الجنوبية.
3) أن يعترف الحوثيون في هذا الميثاق أنهم أخطأوا في إحتلالهم بلادنا، و ان يعتذروا للشعب الجنوبي، و يتم دفع تعويضات لما تسببوا فيه من أضرار للحرث و النسل و البنية التحتية للأرض الجنوبية.
4) ان يعترفوا بحق الجنوبيين بتقرير مصيرهم و فك الارتباط باليمن، و ان الجنوب ليس جزءاً من اليمن.
5) ان يتعهدوا بأنهم لن يعتدوا على ارض الجنوب حتى قيام الساعة، و ان حكم البطنين الذي ينادون به لا ينطبق على الجنوب.
إنني أزعم بأن الاشتراك في حل أي مشكلة تهم الوطن، لا تعتبر تنازلاً او تسامحاً كاملاً و كذلك لا نطالب بالتشدد المفرط، فيجب ان نعي أن يتم التسامح مع الناس و أن يتم التشدد مع المشكلة.
الخلاصة:
ـــــــــــــــــ
قد يتهمني البعض كيف اجرؤ على التفاوض مع أعدائنا، و سؤالي انني اتفاوض مع عدوي لتأكيد حقي في أرضي، و لتجنب شروره مستقبلاً و اتفرغ للبناء و التعمير في الوطن.
و الله من وراء القصد
الدكتور علي محمد جارالله
8 ديسمبر 2018م
