مقالات

وباء المسؤولية.. أعراضه وعلاجه ومضاعفاته. 

عماد باحميش

ناشط جنوبي
تعتبر المسؤوليّة واحدة من أهم القيم التي يؤدّي تمثُّلها إلى النجاح في الحياة على كافة المستويات، فالمسؤوليّة تكليف وإختبار وإبتلاء وهي تعني أن يكون الإنسان مُكلَّفاً بتأدية واجبات معيّنة تُلقى على كاهله، بحيث يكون مُحاسباً عنها وعن نجاحه أو إخفاقه.
وهناك الكثير ممن نرأهم يجرون لهفاً خلف كراسي المسؤولية ولا يدركون أن المسؤولية وباء له أعراض وعلامات تبدأ بإرتفاع صوت التطبيل وزيادة عدد المجاملات والمدح والثناء والإنسان الذي تظهر عليه الأعراض المذكوره أعلاه يصاب بهذا الوباء مما يسبب له إضطرابات في العقل وضيق في النفس وتكون حالته غير طبيعية ويواجه الناس بأساليب مختلفة ويشعر وكأنه ملك الدنيا وما فيها ولا يعلم أن الزمان يدور والدنيا تدور وأن المسؤولية لا تدوم والكرسي تدور في يوم وليلة قد ينزاح منه، وهنا إما أن يترك خلفة ورقة بيضاء يكسب بها محبة الناس أو تاريخ أسود وسمعة سيئة.
ولكل داء دواء ولعل علاج وباء المسؤولية التواضع والتعامل الحسن والأمانة والإخلاص والقدرة على تحمل أعباء المسؤولية ويكون دائماً مرتبطاً بعلاقتين هامتين رئيسيتين هما علاقته بما أوكل إليه من أعمال وواجبات حيث يعتبر هو مسؤولاً عن تأديتها بالشكل الأمثل وتكون نتيجة ذلك إمّا النجاح أو الإخفاق فمتى ما أستطاع الإنسان تحمّل مسؤوليّاته المختلفة فهذا يعني أنّه سيبذل الجهد المطلوب حتى يكون أهلاً لها.
والوباء إذا لم يُعالج من المؤكد سيدخل الشخص المصاب في مضاعفات والتي يكون فيها المصاب متغييراً تماماً عن قبل ويكون لديه نوع من الكِبر والغرور والشعور بالرفعة تجاه الآخرين، والقليل من المصابين لا يدخلون في هذا المضاعفات بسبب إستعمالهم العلاج بأنتظام وأستخدامهم طرق الوقاية لهذا تكون نسبة الإصابة لديهم خفيفة.
والإستخدام الصحيح للعلاج يعود على المصاب بالنفع ويكسبه فوائد عديدة منها تنمية مهاراته الفرديّة، وزيادة حجم معلوماته، وخبراته الحياتيّة، فضلاً عن تقوية شخصيّته، وتعريفه بأفضل الأساليب لتجاوز المواقف، والمشكلات المختلفة التي قد يتعرّض لها، إلى جانب تقوية علاقاته الاجتماعيّة وتحويله إلى شخص ناجح في مجتمعة.
وقيل أن المسؤولية حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة ويكون لديه المقدرة على أن يلزم نفسه أولاً وأن يفي بعد ذلك بالتزامة بوساطة جهوده الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى