مقالات

التوافق وليس المحاصصة ..

أنيس شوطح
سياسي جنوبي
التوافق في مفهومه العام الاتفاق على مبادئ وأهداف عامة يجتمع حولها بعض القوى الوطنية والأحزاب السياسية والبعض الآخر منها تتوافق على مبادئ وأهداف عامة أخرى وهناك توافق ثالث “ورابع وخامس … الخ” يجمع أيضا قوى وطنية اخرى لها أهدافها ومبادئها الخاصة .. لكن كل هذه التكتلات المختلفة يجمعها الدستور والقانون والنظام الذي يحرم الخروج عن ضوابطها ومساراتها العامة والخاصة في هذا البلد أو ذاك .. لهذا نسمع عن تكتل الوسط وتكتل اليسار وتكتل اليمين ولكل منها افرازاتها مثل يمين الوسط أو يسار الوسط ..الخ ..
هذا هو المفهوم للتوافق بين القوى الوطنية والأحزاب السياسية ، أما التوافق الوطني العام فهو التوافق الشعبي حول دستور الدولة الذي يقر بأستفتاء الشعب عليه بعد نقاشات وجذالات واسعة حوله ..
الانتخابات هي الفيصل فمن ينجح فيها يحكم حتى يأتي موعد الانتخابات القادمة وهكذا يتم تدوير السلطة بين من يقدم وينفذ أفضل البرامج والأهداف التي تخدم الناس وترفع من مستوى معيشتهم ..
ولايستطيع من يحكم أن يعدل في الدستور أو القوانين إلا عبر استفتاء الشعب ..
في بلادنا العربية يفهم التوافق بالمحاصصة في السلطة وحيثما وجدت المحاصصة عم الفشل والفساد وساد التدخل الخارجي والعراق ولبنان خير مثال على ذلك وأما في اليمن فحدث ولاحرج ..
في المحاصصة تضيع كل القيم و المقاييس وعندما تريد أن تحاسب أمسك ريح ..
أخيرا وهنا بيت القصيد أود الإشارة إلى موضوع التوافق الجنوبي الذي كثر الحديث حوله من المفيد أن يتم حول الأهداف والمبادئ الوطنية العامة التي يتوافق حولها غالبية الشعب الجنوبي حتى تحقيقها ومن ثم فإن صندوق الاقتراع هو الفيصل ..
أما من يتحدثون عن الإجماع الوطني الجنوبي هم يعلمون ان هذا أمر من سابع المستحيلات فحتى الأنبياء والرسل لم تحضى بالإجماع ، هولاء ليس لهم هدف من ذلك إلا شق الصف الجنوبي وبعثرة الجهود الجنوبية خدمة للقوى المعادية للجنوب وخدمة لجيوبهم التي لن تمتلئ ابدا بعد أن فقدت بركة الله تعالى ..
هل سمعتم من يتحدث عن الإجماع الوطني في الشمال مثلا أو في أي مكان من العالم !!!
انا شخصيا لم أسمع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى