مقالات
مديني ام ريفي!!!
✅ فكرة القانون بشكل عام تاسست اما من قوننة تشريعات دينية او قوننة اعراف اجتماعية او من كليهما . وهما يشكلان الذاكرة التأسيسية للقوانين.
الاعراف ارتبطت بالريف ، اما القانون فقد ارتبطت بالتمدن وتنظيم حياة حياة المدينة، والتمدن ليس سكن وإقامة في المدينة ؛ بل ؛ انضباط وسلوك تراكمي مديني تجمعه المصالح ويخلو من النزق التعصبي الذي تتسم به الثقافة الريفية !!!
✅ مجتمع المدينة متعدد ومتجدد وتركيبته السكانية في اغلبها من الريف القادم إليها للعمل والاستقرار ، مجتمع المدينة ليس كمجتمع الريف إذ لا تتحكم به نزق العصبيات التي هي سمة ريفية ولذا فمعيار تمدن فرد ما لا يعتمد على تتبع جذوره ؛ بل ؛ على حقيقة اندماجه في مجتمع المدينة ، فليس مهما ان يكون جدك الأول او حتى الخامس سكن المدينة ، فالمدينة سلوك ، فليس مديني من تظل سلوك وولاءات القروية او الجهوية هي المسيطرة على سلوكه ، فساكن مدينة ما ، يجب أن يندمج فيها بعاداتها وتقاليدها وان يغلب عليه الولاء لها ، ولقضاياها وهمومها أكثر مما يغلب عليه الولاء والانتماء لجذورة التي جاء إلى المدينة منها والا فإنه لم يعد تمدن بل هجوم الريف على المدينة ، وهو ما حذر منه ابن خلدون وقرنه بانتهاء النظام والدولة .
فلو ظل من سكن المدينة على الولاء والتعصب لقرية او منطقة أجداد اجداده فهو ساكن في المدينة ، لكنه غير مديني ولا منتمي ولا مندمج في المدينة .
✅ سبب إحياء الأعراف في المدينة بدرجة أساسية يرجع لغياب الحد الأدنى من سلطة الدولة ، فمجتمع المدينة لا يملك آليات لتنفيذ القانون غير آلية سلطة الدولة ، بعكس الريف فلديه آلياته التقليدية لتنفيذ اعرافه .
✅ المدينة العربية بشكل عام ليست كالمدينة الاوروبية مثلا ، فثقافة تكوين مكونات المدينة العربية ريفية بما تحمله ثقافة الريف العربي من عشائرية وقبيلة وجهوية …الخ وهذه حقيقة لن نستطيع القفز عليها ، فالقفز لن يغير من الحقيقة شيئا
✅ ان المصهر الأساسي للتمدن وخلق ثقافة مدينية هو الدولة ومؤسساتها وان تنتفي القروية والعشائرية في إدارة السلطة والثروة والوظيفة فيها.