مقالات

وداعاً أبا صالح القائد البطل

مرشد فطيم

قلمي يتحدث عنك اليوم أبا صالح، بعد أن واروك الثرى، يتحدث عنك والحزن مبني في نفسي بيوت من الهم، رغم تعودنا على ثقافة تحمل كثيرا من التعب والعناء، ألا وهي ثقافة المدح والثناء بعد الرحيل.. وبعد أن تقبض الأرواح.. عرفتك يا أبا صالح شجاعاً، كلماتك فيها أخلاص وصدق ووفاء، تخلص بالعطاء لجنودك، بل كنت تعطي عطاءً يتدفق بمحبتك، لأنك قائد قبل كل شيء، نعم يا أبا صالح الموت حق، ولكن فراق الابطال مؤلم، عرناك لا تحمل في قلبك ذرة من حقد، أو حسد، أو بغضاء لاحد، قلت لي ذات مرة، ونحن نتجاذب أطراف الحديث، بأنك تحب صفة التواضع، ولا في قلبك ضغينة على أحد وانك ستضل مخلصا للوطن ما حييت وانك جاهزا بتقديم روحك في سبيل الوطن . رحمك الله، واسكنك فسيح الجنان، كنا نغبظك على معاملتك الدافئة، وأخلاقك العذبة، وبشاشة وجهك، ونقاء لبسك العسكري. وإنني أتذكر كثيراً من المواقف الجميلة التي كنت تسعى لها . فجميل أن تسمع بالابطال، وهو أمر محبذ، ولكن الأجمل والأروع أن تخالط الابطال، وتجلس معهم، وذلك شيء كبير وفخر بالتأكيد .
 
أنت من (الابطال) الذين سعدنا بالجلوس والحديث معهم، ووالله عشنا وقتاً لم أسمع الإساءة، بل نسمع كلمات الحب والتسامح منك، والقوة، والشجاعة، وحبك لوطنك، وكلمتك المشهور في اعماقي ومنها (مرحبا بالموت في سبيل الوطن ) أجدني اليوم أمدحك بعد استشهادك يا أبا صالح، نحن نعرف أنك تحمل فكراً نيراً، وإبداعاً في القيادة، ومخزوناً عسكرياً كنت المس اهتمامك وحرصك على جنودك في كثير من المواقف، لأنك كنت تعرف بفطرتك النقية التي اكرمك الله بها أن الحب والشجاعة صفة إنسانية، ماذا عساني أن أقول عنك أيها القائد البطل المكنون بحب كل من جنودك وابناء مديريتك رضوم ومحافضتك شبوة، المساعد جلال صالح مبارك بن عجاج، رحمك المولى، واسكنك فسيح الجنان .
 
وعزاؤنا أنك في واحة مضيئة من ذاكرتنا.
رسالة : أنا اعرف أنك لا تحب المدح، ولا ترغب في الثناء، ولكن دعني أقل إن الشجاعة وسمات الواجب للوطن تسكن قلبك وروحك واسمك .
 
نعم يا أبا صالح، إن الأخلاق والشجاعة لا ترتبط بشيء ملموس، بل هي نعمة من العلي القدير يهبها لكل من يختارهم، وقد كنت شمعة مضيئة حباً وعشقاً لجنودك، ونحن نعرف كل مواقفك الشجاعة التي لمسناها في ابصرانا ومسامعنا، وهذا أمر غير مستغرب .
 
نعرف انه كان لك دوراً بارزاً في عمليات تطهير محافظة شبوة، من العناصر الإرهابية بداية بالحوطة عزان والصعيد واخرها عملية تطهير مديرية مرخة التي استشهدت فيها الى جانب من عددا من ابطال النخبة الاشاوس خلالها (سجلتم) أروع ملاحم البطولات في صفحات التاريخ .
نم قرير العين يا أبا صالح انت وكل الشهداء وانا على الدرب سائرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى