ليلة رأس السنة في نيويورك
الطريق إلى منهاتن مزدحم وكذلك شارع ” برودواي ” حيث كان يقام عرض مسرحي ، أفواج كثيرة من الناس يرقصون ويغنون وبأيديهم الشامبانيا ،قطعة القماش الملفوفة على رأسي والتي يختبئ تحتها شعري ، استفزت نظرات الكثير منهم لتأخذني ليليان إلى ” سنترال بارك ” حيث أخذت هي شريطاً أحمراً ثم ضمت يديها لتهمس أمنية بقلبها ، في تلك اللحظة نظرت إلى السماء وحمدت ربي .
- لكي أدعوك يا رب لا أحتاج إلى أجراس أو أشرطة حمراء أعلقها بشجرة ، فقط يقين قوي باستجابة دعواتي بمجرد أن أقول يا رب .
منظر الثلج المتساقط على شجرة مضيئة ، رغم بهجة ألوانها فإن الشتاء دائماً
حزين ، حزين جداً يستفز الذكريات والحنين ، “ميد تاون” للحظة شعرت فيها وكأنني داخل فيلم سينمائي لكن هذه المرة داخل الشاشة لا خلفها ، تمنيت في تلك اللحظة لو أن لي ألف عين وذاكرة لانهاية لها ، الشوارع المليئة بسيارات الأجرة صفراء اللون وبائعي بسكويت “البري تزل” وناطحات السحاب شاهقة الارتفاع وعلى الجانب الغربي من شارع “سيكس أفنيو” توجد لوحات الإعلانات المضاءة بالنيون في ميدان “تايمز سكوير”، والمسارح المنتشرة في شارع “برودواي” على الجانب الشرقي ، تحيط بدار الموسيقى “راديو سيتي” وكاتدرائية “سانت باترك”
للبث الإذاعي والتلفزيوني بمركز ” ديكو روكفلير” الذي يحتوي على مقر
شبكة “إن بي سي ” ومنصة مشاهدة المناظر الطبيعية والمعالم السياحية من ارتفاع 70 طابقاً ، وعلى طول شارع ” سيكس أفنيو “، تمتد أعداد المتسوقين الخارجين من المتاجر الفخمة مثل “ساكس فيفث أفنيو” و “بيرجدفورد جودمان” والداخلين إليها لاستعراض أصناف لا حصر لها من الملابس والحُلي ، وعلى بُعد مجموعة قليلة من المنازل والمتاجر، توجد محطة “جراند سنترال” الرائعة ومبنى“إمباير ستيت” بقمته الساطعة.
التقطنا بعض الصور وسرقنا ثلاث ساعات بدل ساعة ونصف المسموح بها من قبل أمي ، لم تكن تلك مجرد ساعات بل ثلاث أرباع عمري تحت قبه السماء الفضية وزرقة الأفق وانكسار الألوان في كبد سواد تلك الليلة الاستثنائية والغير معهودة بأبجدية عمري .
- من المجموعة الأدبية “أثواب الشمس الثلاثة” .