آراء جنوبية

كيف كنا .. وكيف سنكون !!!

كيف كنا .. وكيف سنكون !!!
بقلم / سعدان اليافعي
المشاهد لحال المتأمل للواقع وما يعشيه الوطن الجنوبي من اضطراب امني ما بعد الانتصار الكبير للمقاومة الجنوبية في طرد الغزاة بكل اشكالهم بعد ان غزوا الجنوب مجددا وحكموه قبلها بقوة السلاح بمنظومته المتكاملة على الارض الجنوبية ليكبل الوطن ويصبح اسير ورهن اولئك الغزاة .
بعد ان كان الوطن الجنوبي يقارع الامم ويتمنى الجوار ان يجسد قيم المواطن الجنوبي لما عاشه حينها من ثقافة وفكر واخلاص وامانه وروح المبادرة وحب العمل من اجل الوطن والذي تحلى بها كل الشعب بنظم رسمت لهم تتعلق بحياتهم البسيطة ليعيشوا في امن وامان واحترام وتأخي جسدوها فعليا رغم الحياة البسيطة لكنه شعب غني ” بالقناعة والكرامة والشرف اللاتي ملكوها أبان دولة رحلت نؤمل استعادتها ..
كنا كشعب يحب بعضه ويحاول ان يعمل الخير ليسعد الكل بثقافة اجتماعية جبل عليها الاجيال بعد حيل ليتجه الكل نحو بناء الوطن حينها كانت اوطان كثيرة متأخرة، وهنا شعب ثائر صوب البناء ، بناء الانسان وتنميته في كافة المجالات العلمية والصحية والعسكرية متحلين بالإخلاص والاخلاق والقيم التي جسدها الاسلام في شعب كان نظام الحكم مقصرا فيه لكنه شعب تحلى بخلق الاسلام على الواقع والارض قلة المساجد لكن تواجد بقوة الامن والامان وحب الوطن والتأخي بين افراد المجتمع ، هكذا كنا في مجد متواضع لعصر بداية النهضة العربية لنقع في المحظور ونستقر في مصير مجهول انقلبت الموازين واضطربت الحياة ومعيشة الناس ، بمشهد مأساوي غلب الطبع على التطبع وبدلت القيم والاخلاق بعكسها وبكل قبيح ، بطبائع وقيم ومبادئ اجتماعية دخيلة على ثقافتنا الجنوبية الاصيلة السمحاء ليتكيف معها جيل الوحدة واكتسبها الرفاق من نظم ما سميت الوحدة ..
غابت روح المبادرة والاخلاص في العمل وحضرت الرشوة ومن يدفع يحصل ، واصبحت ثقافتنا مترنحة بين الحنين الى قيم واخلاق الماضي الجميل بكل سلبياته وبين الوقوع في المستنقع السيئ المفروض للتعايش معه بواقع مرفوض ولم يشعر الشعب بالسعادة وراحة البال معها، لأنها توجد في شعب الجنوب ضمائر حية ترفض الظلم والابتعاد عن الخلق السيئ حينها ، وامام هذا المشهد المترنح ثرنا وانطلقنا لاستعادة القيم والاخلاق وروح المبادرة واحب العمل حب التضحية والعدالة والحرية وحب الوطن الذي افتقدناه ..
خلال مراحل ثورية متغلبه ومتعددة عشنا مع تلك القيم واختفت بعضها وشعرنا فيها منشدين ذلك الوطن لنعيش في ضد الاخلاق والعادات الوطنية التي من خلالها نستطيع ان نبني الوطن المنشود هكذا كنا وهذا ما نؤمله .
نؤمل انّ سنكون شعب صاحب حضارة وقيم يسوده الخير ويعمه السلام نتكلم بلغة البناء ونتكاتف من اجل بناء وطنا نفتخر وننافس به بين الدول ، ننبذ كل ما هو قبيح يشوه الاخلاق ويزرع الفرقة والشقاق بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد ، ننطلق صوب جنوب جديد لكل ابناءه نرحب وندفع بالرجل المناسب ليكون في المكان المناسب من اجل المصلحة الجنوبية العلي التي ستعم فائدتها على الوطن والمواطن البسط الذي عانا وعاش في ماسي وصراعات في مراحل متعددة فهل نرد الجميل لكي ينعم بالخير والحياة الكريمة خاصة اسر الشهداء والجرحى الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من اجل ذلك الوطن الذي يجب ان ينعم به الجميع بحب وسلام ,, فهكذا كنا وبالأجمل والافضل نؤمل ان نكون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى