مقالات

السيادة التي تتحدث عنها نخب الشمال

ناصر السيد سُمًن

اعتدنا على مشاهدة نخب الشمال وهم يذرفون الدموع حتى تتبلل لحاهم وتكاد العبرات تخنقهم وتسمع نحيبهم.وشهيقهم وزفيرهم
حتى يخيل اليك بان احدهم سيخر مقميا” عليه ولايستطيع ان يكمل البرنامج مما يجعلك تتابع باهتمام شديد وتعتقد ان القيامة قامت او انها قاب قوسين او ادنى ..!
كل ذلك يحصل عندما يكون الحديث عن السيادة الوطنية في عدن او في المهرة او في سقطرى ..وتنتقل الى مواقع التواصل الاجتماعي فتراها تعج بالاف المنشورات التي تدعي الى عدم التفريط بالسيادة الوطنية خصوصا” في بعض محافظات الجنوب دون غيرها ..!
حتى ان البعض من شباب الجنوب يتحمس ويحاول ان يدلي بدلوة لينافح عن السيادة ظنا” منه ان تلك النخب وطنية حتى النخاع ..!
ولكن بالرجوع قليلا” الى الوراء وبالنظر الى وجوه اؤلئك المتحدثين تراهم يتحدثون من فنادق اسطنبول او فنادق قطر او عمان او مارب ..
فتتسأل لماذا تلك النخب لاتتحدث عن سيادة صنعاء التي سقطت بيد ايران قبل اربع سنوات تقريبا” ؟
ولماذا لم تتحدث تلك النخب عن سيادة مارب التي سقطت بيد الاتراك ؟
ولماذا لايتحدثون عن سيادة تعز التي سقطت بيد قطر منذ العام 2011م ؟
ولماذا لايتحدثون عن سيادة الحديدة التي سقطت مؤخرا” بيد الامم المتحدة ؟
كل تلك التساؤلات لاتجد لها جواب عند نخب الشمال ..
لانهم ببساطة لايريدون الخوض فيها ..فتلك الدول المسيطرة على القرار السياسي في محافظات الشمال هي بالنسبة لهم دول شقيقة وصديقة وهي التي تدر عليهم الاموال وبالتالي فهي بالنسة لهم ليست محتلة لبلادهم ..
كما انهم يتفقون معها في كثير من سياساتها تجاة المملكة والامارات والجنوب العربي
ولذلك فكل منهم ينظر.من زاويته تجاه ذلك المثلث ..
فايران تنظر من زاوية توسعية في المنطقة بينما تركيا تحاول من زاويتها ان تحيي حلم امبراطورية قديمة. بينما الدويلات الصغيرة ليس لها زاوية تنظر منها ولكنها تنظر من زاوية غيرها كما انها تقوم بتمويل خطط ماسونية تحاول النيل من المقدسات الاسلامية .
بينما نخب الشمال كل همها هو بقى الجنوب تحت سيطرتها لمواصلت نهب ثرواته وتدمير مستقبل اجياله..
 
فالخلاصة على السعودية حكومة وشعب وعلى الامارات حكومة وشعب ان يمدون اياديهم لمساعدة شعب الجنوب العربي ليستعيد وطنه المسلوب ويقيم دولته المنشودة وبذلك سيشتد عضد المثلث وسيصبح قوة لاتقهر. ويتصدى لكل تلك الاطماع. .
اما الاستمرار بسياسة الوضع الحالي فستدخل السعودية والامارات في متاهة يصعب الخروج منها حتى لو انفقوا كل مايملكون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى