مقالات

الوزير اليماني بين المطرقة والسندان

السفير / علي عبدالله البجيري

قالوا ان البرتكول هوا السبب ؟ ورد الوزير خالد اليماني ان الضيف في حكم المضيف. ووجدها وزير الخارجية الأسبق المخلافي فرصة للمكايدة السياسية ليقول ان التطبيع مع العدو الصهيوني او شبه التطبيع باي صورة من الصور يخالف كل الثوابت اليمنية
 
مواقع التواصل الإجتماعي اشتعلت بالتحليلات والانتقادات، وكل واحد  ” يغني على ليلاه ”، فماذا حدث  هل هي غلطة بروتكولية ام عملية مرتبة؟ أسئلة كثيرة ينبغي الوقوف أمامها بدون اي مغالاة او مبالغة.
 
من واقع التجربة في العمل الدبلوماسي، فالجلوس مع الاسرائليين تحت سقف واحد ليس بجديد، فهذا يحدث في جميع المؤتمرات الدولية. ولكن الجلوس على طاولة واحدة وجنبا إلى جنب فهذا هو المستجد ، وهذا لن يحدث إلا بفعل فاعل، وبالتالي فقد نجح  المخرج بمهمته البروتكولية والسياسية.
 
وفي هذا السياق فان اختيار مسؤل البرتكول موقع نتنياهو جاء خدمة لإسرائيل ، يراد بها رسالة الى الدول العربية الأخرى  وإن كان هذا على حساب معركة التحالف العربي والشرعية في استعادة اليمن من القوى الانقلابية.
 
ومايؤكد ذلك هو انه ليس من البروتكول ان يقعد وزير خارجية دولة ما الى جانب رئيس وزراء دولة اخرى. كون مقاعد الوزراء ليست هي مقاعد رؤساء الوزراء. وان حسبناها بالجلوس وفقا للترتيب الأبجدي لأسماء الدول كما هي العادة في مؤتمرات الأمم المتحدة، فان اسم اليمن يبداء بحرف الياء الذي هو بعيدا عن حرف الألف
 
ونجدها مناسبة ان نذكر بان حضور نتنياهوا شخصيا دون غيره له هدفان :
الاول هو كسب الدعم الانتخابي لصالح شخصة في معركته الانتخابية القادمة، وهي رسالة للداخل الاسرائيلي. والثاني ان مشاركة اسرائيل في مؤتمر يجمع  وزراء خارحية الدول العربية هوا اعتراف بمكانة اسرائيل بين دول الشرق الاوسط واستبعاد الفلسطينيين من المشاركة.
 
ولا نتجاهل بان جل المشاركين في مؤتمر وارسو هم حلفاء للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة. والذي تفرض عليهم تلك العلاقة وفي ظل غياب التوازن الدولي في العلاقات الدولية بان يراعوا ليس فقط الموقف الامريكي بل وايضا الموقف الإسرائبلي فما على الحليف المحتاج والضعيف إلا القبول بما يطرحه ويتبناه صاحب القوة والنفوذ، وهذا مانراه في مجمل القرارات الدولية اليوم.
 
صحيح ان المخرج قدم هدية ثمينة للحوثيين الذين سيستغلون هذا الحدث شعبيا، واعتباره دليل على انهم يقاتلون اسرائيل. وهي في نفس الوقت اشارة بان المخرج غير متحمس لوقف الحرب في اليمن
 
وفي هذا السياق ليس هناك ما يستدعي المبالغة في واقعة جلوس الرئيس نتنياهو بجوار الوزير خالد اليماني. فالضعيف في هذا المؤتمر الدولي والذي لا سند له ولا وطن يأويه هوا الوزير اليماني وشرعيته المهاجرة .
 
قبل انعقاد المؤتمر التقاء نتنياهو بالوزير العماني يوسف بن علوي، وبعيدا عن الاعلام التقاء نتنياهو بعدد من وزراء خارجية بلدان عربية، ومنهم وزراء خليجيين، ومع ذلك لم نسمع اي ضجة او احتجاج .
 
لكن ان يجلس نتنياهو بجوار اليماني فهذا ما اعتبره وزير الثقافة اليمني السابق خالد الرويشات ( جريمة لا سابق لها من سبعين عاما ).  رغم ان التاريخ وثق ما حدث قبل سبعين عاما وهوا مالم يذكره معالي الوزير الرويشان
 
لقد اطلعت على كثير من التعليقات، كان اغلبها ذو طابع تشويهي واستهداف لشخص الوزير اليماني. وفي تقديري ان هذه الاستنكارات لاتختلف عن الشعارات الحوثية ” الموت لامريكا ولاسرائيل ” وكذا شعارات حزب الاصلاح واخوانه المعروفين بترقب الاحداث والركوب على الأمواج.
 
انا هنا لا ادافع عن الوزير اليماني،  فالمخرج أراد ان تسير الامور كما خطط لها . فهو قد اخذ باعتباره جملة الشروط المساعدة على تحقيق ما خطط له، ومنها بان دولة  اليماني هي  الاضعف من بين كل الحضور
، فهي لا تملك من القوة مايهيئها للاعتراض او الانسحاب، عدى عن ضعف سيادتها وشرعيتها وبعدها عن شعبها وتدهور اقتصادها. فما بالكم بتوفر جميع تلك العوامل في دولة الشرعية المهاجرة
 
وفي الختام يقول مارتن لوثر كينغ : لايستطيع أحد ركوب ظهرك إلا اذا كنت منحنيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى