آداب و ثقافة

لا تخلط بين الإدارة والمستشفى ..!!

[su_label type=”info”]سمانيوز/خاص/د طارق مزيده[/su_label][su_spacer size=”10″]  
الإنسان لا يحتاج إلى مستشفيات نظيفة وراقيه ليكون محترماً، ولكن المستشفيات تحتاج إلى أُناسٍ محترمين لتكون نظيفة وراقيه
لا تـخـلـط بين الاداره والمستشفى
أتعلمون لماذا بيوت العرب في غاية النَّظافة، بينما مستشفياتهم على النَّقيض من ذلك ..⁉️
السببُ أنَّ العرب يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون مستشفياتهم وأوطانهم ..❗
هل فعلاً مستشفياتنا وسخة وعفنة لأنَّنا نشعر أنَّنا لا نملكُها⁉️
إذاً ما السبب ..⁉️⁉️⁉️
هذا يرجع إلى سببين :
الأوَّل : أنَّنا نخلطُ بين مفهوم المستشفى ومفهوم الاداره، فنعتبرهما واحداً، وهذه مصيبة بحدِّ ذاتها ..❗
الإدارة هي الاشراف على سير العمل لفترة قصيرة من عمر المستشفى، ولا إداره تبقى للأبد .. بينما المستشفى هو التاريخ والجغرافيا، والملجىء الذي يضمَّ المرضى عند حاجتهم الرعايه، والعون من الايادي الحانيه، هو قصر لملائكة الرحمه ..❗
لهذا من حقِّ كل إنسان أن ينتقد او يكره الاداره ولكن ليس من حقِّه أن ينتقد او يكره او يخرب المستشفى ..❗
والمصيبة الأكبر من الخلط بين المفهومين هو أن نعتقد كمواطنين او موظفين أنَّنا ننتقم من الاداره إذا أتلفنا المستشفى ..!!.. وكأنَّ المستشفى للإداره وليس لنا ..❗
ما علاقة الاداره بالعياده التي نتعالج فيها أنا وأنتَ، وبالاجهزه الطبيه التي تشخص امراضناَ، وباقسام الحوادث التي تنقذ ارواح الجرحى والمصابينَ، الأشياء ليست مِلك مَن يديرها وإنَّما مِلك مَن يستخدمها ..❗
نحن في الحقيقة ننتقمُ من المستشفى وليس من الاداره، الادارات تُعاقبُ وتحاسب بطرق أُخرى لو كنَّا نحبُّ المستشفى فعلاً ..‼️
الثَّاني : أنَّ ثقافة الملكيَّة العامًَّة معدومة عندنا، حتى لنبدو أنَّنا نعاني إنفصاماً ما .. فالذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي يوسِّخ مرحاض المستشفى .. والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر إسمه على مقعد وطاولة وجدار المستشفى .. والأبُّ الذي يريد من إبنه أن يحافظ على النِّظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يكون مهذبآ وهادئآ في المستشفى .. والأُمُّ التي لا ترضى أن تُفوِّت إبنتها محاضرة واحدة هي الموظفه نفسها التي تهربُ من الدوام ..‼️
خلاصة القول :
الاداره ليست المستشفى شئنا هذا أَم أبَينا، ومشاكلنا مع رغباتنا لا يحلُّها تخريب المستشفى .. إنَّ الشعب الذي ينتقم من مشفاه لأنَّ إدارته سيئة لا يستحقُّ مستشفى أفضل ..❗
ورُقيِّنا لا يُقاس بنظافة حديقة بيتنا وإنَّما بنظافة المستشفيات العامَّة التي نرتادها ونتعالج فيها ..❗
لو تأمَّلنا حالنا لوجدنا أنَّنا أعداء أنفسنا، وأنَّه لا أحد يسيء لأوطاننا ومشافينا بقدر ما نفعل نحن ..❗
وصدق القائل : الإنسان لا يحتاج إلى مستشفيات نظيفة وراقيه ليكون محترماً، ولكن المستشفيات تحتاج إلى أُناسٍ محترمين لتكون نظيفة وراقيه ..‼️
🔰.بَنْاٰءُ اَلَجّنُوٓب واجب علينا🔰
د.طارق مزيده
مقال معدل عن الكاتب البريطانى: “روبـرت فيسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى