مقالات

من عدن الجنوب إلى موسكو الشمال.

السفير/علي عبدالله البجيري

بزيارة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عاصمة جمهورية الاتحاد الروسي موسكو، تكون العلاقات الجنوبية – الروسية التي اتسمت بالتميز والتطور قد اخذت بالتجدد بعد ان غيبت ردحا من الزمن. بهذا التجدد فان العلاقات الجنوبية الروسية سوف تستند على موروثاتها السابقة، لاسيما وان الجانب الروسي هو من بادر الى دعوة الرئيس عيدروس الزبيدي ليقوم بزيارة رسميه
وليتباحث مع اعلى مستوى في الدبلوماسية الروسية ممثلة بالسيد بوغدانوغ نائب وزير الخارحية الروسي، تلك التي تحمل مدلولات ذا معاني اهمها ان المباحثات تتم بين طرفين وهذا هو مغزى ومدلول تلك الزيارة التي حرص الروس على منحها هذا الطابع.
فهي زيارة رسمية تتضمن تفهما رسميا بمكانة المجلس الانتقالي ودوره على الساحة اليمنية وتأثيره في متغيرات الاحداث اليومية
وعلى ضوء هذه الزيارة الهامة اود هنا ان اوضح بعض من ملامح العلاقات الروسية الجنوبية على النحو التالي:
تميزت العلاقات الروسية الجنوبية بالثبات والرسوخ على قاعدة المصالح والمنافع المشتركة، ووصلت إلى أرقى وارفع المستويات الشعبية والحكومية، متذ السبعينات من القرن الماضي حتى جاءت الوحدة التي اصابتها بالركود
تنوعت العلاقات بين اقتصادية وثقافية ومشاريع مختلفة جسور ،وسدود ،ومحطة الكهرو حرارية، وبناء مستشفى الصداقة ، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مختلف التخصصات المهنية.
وساهم الخبراء الروس في اكتشاف النفط في محافظتي شبوة وحضرموت ،وكذا اكتشاف مناجم الذهب في وادي حضرموت.
وتجدر الاشارة إلى ان جامعة الصداقة الروسية تخرج منها 550 طالب وطالبة بحسب اخر احصائية اعلنتها ادارة الجامعة ، عدا عن الاف  المتخرجين من مختلف الجامعات والاكاديميات العلمية والمدنية والعسكرية.
وقد ساهم الروس في تدريب  وتأهيل القوات المسلحة الجنوبية في داخل البلد وخارجها، وهي الاكثر تنظيما وتطورا في المنطقة حتى يوم الوحدة وغزو الجنوب في 1994م
نتطلع إلى ان تتمخض الزيارة التي يقوم الاخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي لجمهورية روسيا الاتحادية بنتائج مثمرة من شانها ان تعيد تلك العلاقات الى مستواها، وان تبدى مرحلتها الجديدة من حيث انتهت مرحلتها السابقة.
ونتمنى ان تسفر عن احياء الصداقة المتميزة بين الشعبين الصديقين واعادتها إلى سابق عهدها.
اننا نتطلع إلى.خلق علاقات استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة ونامل ان تجد قضيتنا الجنوبية حقها في المباحثات على طريق اعادة دولتنا الجنوبية. ،
وهذا ما نتمناه من الاصدقاء الروس في ضوء بيان المجلس الروسي للشؤون الدولية الذي سلط الضوء على أن محادثات السويد الأخيرة حول عملية السلام في اليمن تجاهلت إلى حد كبير مصالح جنوب اليمن ،
مبينا ان المجلس الانتقالي الجنوبي أعرب أكثر من مرة عن استيائه من تجاهل اشراكه في عملية السلام، باعتباره قوة على الارض والمخول من شعب الجنوب.
وكان السفير الروسي فلادمير ديدوشكين قد اعلن في السابع من أيلول/سبتمبر، عام 2018م  إن جنوب اليمن هو منطقة مهمة في البلاد يجب تمثيلها – كما يجب – في اي تسوية سلمية قادمة. وقد لاقت تصريحات السفير ديدوشكين ارتياحا من قبل ابناء الجنوب
اننا نتطلع الى ان تكون زيارة رئيس المجلس الانتقالي والاستقبال الرسمي الروسي الرفيع بداية هامة في مسار الاهتمام الدولي والاقليمي بالقضية الجنوبية وتفهم مطالب شعب الجنوب في عودة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل ارضه من المهرة حتى باب المندب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى