مقالات

حكومة القواديين

 

صالح أبو عوذل

إعلامي جنوبي
يجلس علي محسن الأحمر في باحة القصر الذي يقيم فيه بالعاصمة السعودية الرياض، صمت مريب يخيم على المكان ، بينما يحاول الأحمر ان يصنع ابتسامة مزيفة، لعضو اللجنة الخاصة السعودية، وثلاثة من معاونيه.
يقطع الصمت متسائلا :”شيء جبوا رقم تلفون البدوي الذي قال على قيادات الحكومة قواديين”.
يقفز أحدهم “يا فندم عرفت انه يقصد بـ”الثم”، الفم، بس ما عرفنا نوصل له، لان البعض يقول انه من شبوة وأخر يقول انه من البيضاء، وثالث يقول انه من مكيراس.
الأحمر يوبخ معاونه “طيب عرفت معنى كلمة قوادين يا قواد”.
يتدخل عضو اللجنة الخاصة السعودية، ويشرح المصطلح ” القواد، يطلق عيها بالإنجليزية (Pimp)، هو أى شخص عمله الاساسي تسهيل ممارسة الجنس بين أي إثنين وتحضير لوازم الموضوع هذا بأي طريقة”.
ينكتم معاون الأحمر، ويغادر المجلس بعيدا ويجري اتصالا بـ”Pimpp”، عفوا المعاونيين في عدن..”الفندم، زعلان منكم، ويقول ان الشغل مش عاجبه، الناس تتكلم على الحكومة انها فاشلة، وانه حتى انصار الشرعية اصبحوا يطعنوا في المسؤولين ويصفونهم بالقوادين، وانت عارف ايش معنى قواد، عيب لازم تتحركوا.
يرد عليه :”طيب قله يبشر نحن بانتحرك وبا نقلب الدنيا قبل على المجلس الانتقالي الجنوبي، بس خليه يكلم اللجنة يضخوا الشح مش مليح لهم، قلهم يزيدوا الصرفة عشان نخلي الدنيا تولع في الجنوب ضد الانتقالي”.
يعود معاون الأحمر الى المجلس، يسأل المعاون اليمني الأخر “خير ايش عملت”.
يرد عليه :”اتصلت بـ”…”، وقال انهم با يتحركوا الليلة، ووعدني بحرب إعلامية واسعة ضد الانتقالي، وعيدروس الزبيدي، والتشكيك في زيارة إلى موسكو، بس قال ان الشباب يطلبوا مصروف وان الأموال التي حولت عبر صرافة “…” قد خلصت.
يتدخل الأحمر :”طيب سألته على شخص من وصف الحكومة بالقوادين”.
يجيب المعاون الثاني: “خلي الأمر علي انا با اتواصل، مع واحد صديقه وبا نحول له مصروف عشان يبطل فيديوهات ضد الشرعية، انا اعرفه واحد من أصحابه.
الأحمر :”لازموا تعملوا لي حصر لكل الناشطين المؤيدين للشرعية وتصرفوا لهم مكافئات عشان ما احد يقلب علينا.
عضو اللجنة الخاصة السعودية، يسأل الأحمر في اهتمام :”هل لديكم يا فندم معلومات عن زيارة الزبيدي الى روسيا، الرجل تبدو تحركاته مزعجة لكم، انتم افهم منا بالوضع في اليمن وفي الجنوب تحديدا”.
الأحمر :”لا اخفي عليك”.. ثم يصمت
عضو اللجنة الخاصة :”سم طال عمرك، تكلم..
الأحمر :”التحركات هذه تزعجنا، كثيرا، والأدوات في عدن، لم تعد تعمل أي شيء، صرفنا أموال طائلة على الاعلام وعلى العناصر الأمنية التابعة لنا، بس ما قدروا يعملوا أي شيء، الأموال التي صرفنا قبل أقل من شهر عشان الإعلام في عدن، لم تحقق أي شيء الى اليوم، قلنا اننا نريد اعلام قوي، يتزامن مع أي عمل أمني، بس ما في أي فائدة، الأدوات هذه كل هما المال، يطلبونا نصرف لهم، وقدك شفت بعينك الآن يطلبوا منا فلوس عشان يشككوا في زيارة الزبيدي الى روسيا الأمر لا يحتمل.
عضو اللجنة الخاصة :”طال عمرك يا فندم، تريد نعمل شيء سم”.
يهمس الأحمر في أذن أحد معاونيه “حرر طلب الى اللجنة الخاصة بصرف 2500 الف ريال سعودي، لدعم الإعلام الموالي للحكومة الشرعية”.
يدخل المعاون المكتب، في حين يشرح الأحمر لعضو اللجنة الخاصة عن الإمكانيات والقدرات القتالية للقوات العسكرية في مأرب، وكيف يخطط للانقضاض على الحوثيين في جبهة نهم، قبل ان يقطع حديثه المعاون الذي ناوله الورقة، يدقق الأحمر فيها، ثم يناولها عضو اللجنة الخاصة، ويطلب من معاونه مرافقته.
ينطلقا في سرعة صوب مقر اللجنة الخاصة، وهناك يتم صرف المبلغ المذكور على الفور، ويعودا إلى الأحمر الذي كان ينتظرهم هذه المرة في غرفته الخاصة، بعيدا عن عدسات المراقبة.
يسلم عضو اللجنة الخاصة المبلغ للأحمر، والأحمر يسلمه معاونه، جيب له “500 الف و50 خذها لكم و100 حطها في الحسابات داخل، وثلاثين حول بها إلى مأرب و20 إلى عدن.
الأحمر في طريقه صوب الحمام .. “كلم صاحب عدن، يتحرك ويضغط على الأدوات التابعة لنا، وحذره ان هذه اخر فرصة، قلهم يزيدوا العيار شوية وان القادم أفضل لهم ولنا والا اننا بانخسر كل شيء.
المعاون ينقل حرفيا ما قاله الأحمر، ويقطع الاتصال، وصاحب عدن، يعمل عملية حسابية 20 ألف سعودي مقابل كم يمني تطلع النتيجة ثلاثة مليون ومائتين ألف ريال يمني، يتحرك ويكتب إلى اتباعه في جروب الواتس وعددهم على 20 “تحركوا بكرة معنا صرفة، بكرة لكم من عشرة الف ريال يمني تخزينه”.
يكتب بأحدهم :”توجيهاتك”.
يكتب أخر :”ماذا نقول؟”.
والثالث :”مش عارفين ايش نكتب”.
يكتب الرابع :”اكتبوا على امربحان انهم ما با يرجعوا الجنوب.
الخامس :”بصراحة انا اشوف ان موضوع عبود خواجة ما جاب أي ردود فعل قوية، لازم نشوف موضع جديد”.
مندوب الأحمر يشتاط غضباً وهو يطالع ردود اتباعه “ويرسل لهم صوتية، يعني انتم ما تتابعون ان الزبيدي راح روسيا، بصراحة انتم اغبياء، أي حد يسأل نفس هذه الأسئلة بازيل “…..” من الجروب، افهموا انا تعبت وانا اشرح، هيا تحركوا ………… اماتكم”.
يبدأ الأول بفتح حسابه على فيس بوك باسم “عبده الضالعي”.. ويبدأ يفكر.. ثم يقرر يكتب :”أبين الخونة العملاء”.
يصور المنشور ويعيد نشره وارساله في الحروبات شوفوا ايش يكتبوا أصحاب الضالع على ابين.
وعلى هذا الموال يديرون حربهم الإعلامية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي..
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى