عام

لا شرعية على أرض الجنوب إلا لقضيته العادلة وحراكه التحرري .

ذ/عهد الخريسان

كاتب جنوبي
علمتنا تجارب الشعوب من خلال إرثها الإنساني والحضاري وتجاربها النضالية وقفزاتها الديموقراطية بإن المسار التاريخي في كفاحها من أجل حريتها يسير في إتجاه واحد يتناغم مع إحتياجات الإنسان في الحرية والعيش الكريم رغم وجود الكثير من القوى المضادة على الساحة التي تصادر ذلك الحق بمحاولتها عكس ذلك الإتجاه إما بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء أو بإعادة إنتاج أدواته بصبغة جديدة و شكل جديد لتحتكر الإرادة الشعبية ومن ثم تقوم بإعادة توجيهها بما يناسب تطلعاتهم لكن هيهات فلا أحد يستطيع وقف تيار التقدم المندفع في سياقه التاريخي وتسلسل مراحلة من نشوء وتدرج وإرتقاء ليصل إلى ذروته معلنا الحقيقة المطلقة التي ما عداها نسبي بإن الشعب هو مالك الإرادة وهو المتحكم الوحيد بمصيره وإهمال تلكم الإرادة ومحاولة إعاقتها بإصطناع الأزمات ليست إلا محاولة يائسة تزداد بؤسآ مع الزمان وتدرجآ تصبح بائنة للعيان ،،صحيح ربما أخرت النصر وزادت من كلفته لكنها لا تمنعه أبدا فما من قوة توقف تيار التقدم المندفع الذي يشق مجراه حتى بين ثنايا الصخر الصلد..
_ فشلت الوحدة بعد أن تم الإنقلاب عليها بإحتلال الجنوب ولم تعد لها أي شرعية ،،فقد كانت هذه هي الحقيقة التي تتناغم مع مسار الإرادة الشعبية رغم محاولة العالم أجمع شرعنتها والإبقاء عليها ظنآ منه بإن مصالحة تكمن هنا لكن حتى إمبريالية القوى العالمية الغربية والشرقية لا تستطيع إيقاف ذالكم التيار المندفع ليذهب الزبد ويمكث ما ينفع الناس وليس هناك أنفع لناس من بلورة وعي سليم وفكر صحيح يتناغم مع مسار التطور التاريخي الذي ينعكس على الإنسان من خلال تطوير كيانه وكينونته للإرتقاء بذاته وذاتيته حتى يصير محور الحدث لا كمآ هامشيا مهملا يسلب منه حتى هويته ليجد نفسه في ثوب غيره ،،فكان لابد للجنوبيين من الإستفادة من كل تلك المعطيات التي تعطيهم الشرعية على أرضهم بتأسيس الحراك السلمي التحرري متحديآ العالم بأسره .
_ فشلت القوى اليمينية المتطرفة في إقناع الجنوبيين بشرعية الإحتلال اليمني للجنوب من خلال أدواتها الكهنوتيه بتقمص دور وإسم الإصلاح ودغدغة مشاعر الناس بالخطاب الديني المحرف لدفع بهم إلى تغيير قناعتهم وإخراجهم خارج نطاق التيار التاريخي التقدمي وعلى الرغم من إنهم نجحوا في إستمالة الكثير من الناس إلا أنهم لم ينجحوا في تغيير الإرادة الشعبية ،، فمن المستحيل بكيان أتى عبر ثقب أسود من عصر الباباوات في العصور الوسطى يدعي الحكم المطلق والتمثيل الإلهي أن يغير مسار تاريخي لشعب يسعى بقضيته التقدمية وحراكه التحرري لإثبات وجوده في عالم لا تقهر فيه الشعوب ولا تموت وإن قمعت وأضطهدت .
_ _ فشلت الحركة الحوثعفاشية في شرعنة إنقلابها على كل النظم الإجتماعية والدينية بفكر إقصائي سلالي بليد رغم إمتلاكها القوة والحليف الإقليمي إلا أن كل هذا لم يستطيع أن يغير قناعة الشعب الراسخة وإيمانه بعدالة قضيته ومسارها الصحيح فالقوة مهما عظمت سلطة مادية وليست روحية ،،والخضوع للقوة فعل إضطرار وليس فعل إرادة ،،فكيف يمكن أن يصبح الخضوع واجبآ ؟؟
والقوة لا تخلق الشرعية ،،والناس ليسوا ملزمين بالطاعة إلا للقوة الشرعية ،، وحيث أن لا يوجد لأي إنسان الحق أن يسيطر على غيره ،، فلإستنتاج الطبيعي أن السلطة الشرعية لا يمكن أن تنبثق إلا عن نوع من التعاقد الإجتماعي بين البشر ،،وهذا وحده الذي يجعلنا نرى العلاقة بين رئيس وشعب وليس بين سيد سلالي وعبد أو حاكم ديكتاتوري وشعب مقهور .
_ _فشلت حكومة المعاشيق في إقناع الشعب بشرعيتها رغم الإعتراف الدولي والتائييد الأقليمي والضغط وسياسات الأزمات والوعد والوعيد إلا أن هذا التحدي سيذهب إدراجه كونه ضربآ من إستهلاك الوهم كورقة أخيرة هو أحقر وأضعف من أن يغير إرادة شعب يستمد إرادته من إرادة الله وشرعيته من إيمانه العميق بالعدالة الإلهية فالشعوب هي وحدها من تملك الشرعية وتفرض الواقع الذي ترتضيه في سياق قانون التدافع البشري والرقي الحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى