أخبار دولية

ماثيو يقترب من الولايات المتحدة بعد أن ضرب كوبا

[su_heading]سما نيوز / وكالات عالميه [/su_heading]

يتوقع أن يبلغ الإعصار الاستوائي ماثيو سواحل الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس بعد أن كان قد ضرب كوبا، وقبلها ضرب هايتي وجمهورية الدومينيكان متسببا بمقتل تسعة أشخاص وبأضرار مادية كبيرة.

يتقدم الإعصار ماثيو الذي يعد الأقوى خلال عقد، اليوم الأربعاء باتجاه الولايات المتحدة بعدما خلف تسعة قتلى على الأقل واجتاح آلاف المنازل في هايتي وجمهورية الدومينيكان وبلغ كوبا.

واستعدت فلوريدا وجورجيا وكارولاينا الجنوبية والشمالية لوصول ماثيو، بإعلان حالة الطوارئ وإجلاء سكان من المناطق الساحلية.

وقد أسفر الإعصار ماثيو عن تسعة قتلى على الأقل، هم خمسة في هايتي وأربعة في جمهورية الدومينيكان، كما أفادت حصيلة من المتوقع أن ترتفع، فيما يواصل الإعصار من الفئة الرابعة (من سلم يتألف من خمس فئات) مساره التدميري في اتجاه الشمال.

ولم يكن في استطاعة السلطات الهايتية تقدير حجم الأضرار، فيما قطع النصف الجنوبي لهايتي الذي أصيب بأضرار بالغة، عن بقية أنحاء البلاد، بعد انهيار جسر الثلاثاء، ومن المتوقع أن يتمكن الناس من الوصول إلى أكثر المناطق تضررا قبل السبت أو الأحد.

ووصفت الأمم المتحدة ماثيو بأنه أسوأ أزمة إنسانية تشهدها هايتي منذ الزلزال المدمر الذي وقع هناك في 2010. وقال مدير هايتي في منظمة هايفر الدولية غير الحكومية، إن لي كاي، ثالث مدينة في البلاد، “أصيبت فعلا بأضرار بالغة. فمعظم سطوح المنازل والمتاجر ومحطات المحروقات قد تعرضت للاقتلاع”. وأفادت حصيلة جزئية أن حوالي 1800 منزل قد غمرتها المياه بالكامل في هايتي.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال هرفيل شيربين إن “المؤسسات القريبة من المحيط قد اختفت بالكامل، وجرفتها المياه”، مشيرا إلى أن المشاريع الزراعية “قد اختفت” وأن حيوانات أليفة قد نفقت.

والجدير ذكره أن هايتي هي البلد الكاريبي الأكثر تعرضا للتقلبات المناخية بسبب الإمعان في إزالة الغابات وتآكل الأراضي.

وتسبب مرور الإعصار في جمهورية الدومينيكان المجاورة بمقتل أربعة أشخاص، وألحق أضرارا بحوالى 200 منزل، كما أعلنت السلطات المحلية.

وأعلن المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير، أن “عين الإعصار ماثيو القوي أصابت اليابسة قرب الطرف الشرقي لكوبا”، موضحا أنه يبعد 90 كلم شرق غوانتانامو. وما زالت رياحه تعصف بقوة 220 كلم في الساعة، ويتنقل بسرعة 15 كلم في الساعة.

وفي نشرته الأخيرة، توقع المعهد الكوبي للأرصاد الجوية (إينسمت) أمطارا غزيرة ورياحا عنيفة وموجات مد وجزر متكررة، مقرونة باحتمال حصول فيضانات.

وفي كوبا أيضا، أجلت السلطات العسكرية الأمريكية الموظفين غير الأساسيين من قاعدة غوانتانامو العسكرية. وقد احتمى السجناء الـ 61 في المنشآت المخصصة لمقاومة هذا النوع من العواصف، كما قال الجيش الأمريكي.

ويواصل الإعصار ماثيو تقدمه في اتجاه جزر الباهاما، ثم من المتوقع أن ينحرف نحو الشمال الغربي ليتوجه نحو الولايات المتحدة.

أمر إجلاء

وتسارع السلطات في فلوريدا التي من المتوقع أن يبلغها الإعصار الخميس، وفي جورجيا وكارولاينا الجنوبية والشمالية، ابتداء من الثلاثاء إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة.

وفيما وضعت الولايات المجاورة عددا كبيرا من مناطقها في حالة طوارئ لاستخدام وسائل إضافية، ذهبت حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هالي بعيدا بإعلانها إجلاء المناطق في دائرتها ابتداء من الأربعاء. ويشمل هذا الإجراء 1,1 مليون شخص.

وأضافت أن “هدفنا هو أن تكونوا بعيدين 150 كلم على الأقل عن السواحل”.

وفي تغريدة على تويتر، حذر حاكم فلوريدا ريك سكوت من أن “الإعصار ماثيو لن يواجه كثيرا من الأراضي الصلبة قبل أن يصل إلى فلوريدا. وعلى سكان الولاية الاستعداد لإعصار كبير”.

وألغى باراك أوباما زيارة إلى كارولاينا الجنوبية حيث كان سيشارك في اجتماع داعم لهيلاري كلينتون في إطار الحملة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تعد مساعدة للبلدان المتضررة، وخصوصا هايتي وجامايكا، اللتين قدمت لهما حتى الآن مساعدات طارئة بلغت 400 ألف دولار.

وقدم الاتحاد الأوروبي أيضا 255 ألف يورو مساعدة “أولية” لهايتي.

وقد سجل الإعصار ماثيو الذي من المتوقع أن يبلغ السواحل الأمريكية باعتباره إعصارا “كبيرا” أي من الفئة الثالثة على الأقل (رياح تفوق 170 كلم في الساعة) أرقاما قياسية حتى الآن.

رقم قياسي من حيث طول الفترة

ويقول خبير الأعاصير في المحيط الأطلسي فيليب كلوتزباك، من جامعة كولورادو الرسمية، إن الإعصار ماثيو يحتفظ بالرقم القياسي من حيث طول الفترة في الفئة 4-5 في الكارييبي. وهو أيضا الأول خلال تسع سنوات الذي يبلغ الفئة 5 في المحيط الأطلسي والأول في الفئة 4 الذي يصل إلى كوبا منذ إعصار أيك (2008).

وأضاف أنه على وشك أن ينتزع الرقم القياسي لطول الفترة باعتباره إعصارا “كبيرا” في المحيط الاطلسي، منذ الإعصار إيفان (10 ايام، في 2004).

ويتسبب الإعصار ماثيو بسقوط أمطار غزيرة في المناطق التي يجتازها، كما يقول المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير، مشيرا إلى أن الأحوال الجوية السيئة ستستمر بضعة أيام بعد مروره.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى