عام

مصادر معلوماتنا مشوش ووسائل إعلامنا مدوش:

صلاح راشد

كاتب جنوبي
مشكلة حقيقية تعصف بوعي وحياة المواطن والمجتمع الجنوبي، عصفا جعلته متقلب الحال والمزاج بين اليوم والثاني بل بين الساعة والأخرى، بل لست مبالغا لو قلت بين الدقيقة والدقيقة، حتى يكاد المتابع الأجنبي لذلك الحال والمزاج المتقلب، تصيبه الحيرة والذهول وعدم القدرة على فهم شيء مما يدور ويجول ويختلج في نفوس وواقع الجنوبيين من مشكلات وآمال وتطلعات، يستطيع أن يحدث أو يكتب عنها أو يتبنى موقفا ايجابيا إزاءها، بل يجد نفسه مضطرا ومكرها للاعراض عن أولئك القوم المرتبكين وتركهم في غيهم يعمهون..*
*لقد باتت الإشاعة المفتعلة مصدرا رئيسيا لتكوين وبناء المواقف والقناعات الشخصية والسياسية وحتى الوطنية بل والعقائدية، وبات صانعوا تلك الإشاعات ومروجوها، يتقنون مخاطبة ذلك المزاج الفردي والجمعي المضطرب، بما يحلو له ويشبع جماحه المنفرط من إشاعات يعتقدها حقائق تثبت صواب مواقفه السابقة التي هي الأخرى صنيعة إشاعات مفتعلة لخدمة أهداف مفتعليها*.
*بمعنى آخر لقد صار وعينا المتحكم في سلوكنا، مبنيا على إشاعات متعاقبة تم تغذية ذلك الوعي بها شيئا فشيئا حتى صارت لدى الغالبية منا حقائق يبني عليها مواقفه ويعممها على من سواه ( الإشاعة تصنع وعينا وتحكم سلوكنا).*
*الإعلام أداة لصناعة الوعي العام وبنفس الوقت سلاح لتحصينه من أي اختراق أو عدوان معادي، ولا يملك الجنوبيون حتى اللحظة إعلاما (رسميا أو خاصا) يؤدي تلك الوظيفة أو يحمل ذلك الوصف، بل محاولات متعثرة مرتبكة.*
*لست بحاجة لسرد شواهد حال الجنوبيين الدالة على ذلك الحال، فهي مما لا يتسع لسرده منشور كهذا، ولكن سأذكر (لعل الذكرى تنفع الغافلين)، بحادث خورمكسر والمنصورة اليوم؛ قيل بشأنه روايات لا حصر لها وخيض في كل منها سجالات على مواقع التواصل والاتصال الاجتماعي ناهيك عن المجالس والمقايل، لو جمعت في كتاب لبلغ مئات بل ربما آلاف الصفحات، وحتى اللحظة لايوجد خبر من مصدر محايد محل ثقة يمكن يعتمد عليه في تكوين معلومة حقيقية أو أقرب إلى الواقع، ولن يوجد ذلك المصدر مستقبلا كحال الحوادث المتكررة في ذلك المكان تحت مسميات أسباب متباينة.*
*ختاما: أوقفوا امتهان عقولكم بالشائعات وحصنوها بالصبر والمثابرة في تحصيل الحقيقة، وتحرروا من الوعي الزائف الذي صنعته الشائعات.*
*وخزة ضمير للإعلاميين ووسائل اعلامهم؛ كونوا أداة لصنع وعي جمعي سليم لا مشوه وحصنا منيعا من تشويهه.
وافر الاحترام للعقول المحررة من الأوهام والشائعات.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى