عام

الثلاثة مليار المهرّبه و توازي مصالح الفاسدين وحال ثورة الجنوب منهم

اكرم القعيطي

كاتب جنوبي
من يظن ان الاموال التي تم احتجازها من
قِبَل القائد طاهر العقله هي اموال خرجت من
خزينة الدوله فهو واهم او لا يفقه الواقع
… الأموال مصدرها من احد أمرين :
 
١- شركات ومؤسسات الاصلاح (علي بلسن )
والمؤتمر (عفاش) ومن يشرف عليها من
الجنوبيين امثال ( فضل حسن) (العيسي)
ومن حولهم من الاذناب الصغيره التابعه
لاذناب الاذناب داخل عدن وما كسبوه
من البيع والشراء اثناء وبعد الحزب  .
 
٢- من موارد الجنوب ومؤسساتها الحكومية
التي يشرف عليها اغلبها ايضاً جنوبيين
امثال المطار والميناء والجمارك والضرائب
والقات والمواصلات  والأراضي  وكل ملف
من هذه الملفات لا يقل دخله عن ١٠٠
مليون شهرياً.
 
وما كانت الفضيحة الاخيرة الا دليل
على توازي المصالح بين رؤوس اللعبه
في عدن وغطي لي باغطي لك خباياك
ومت يا شهيد وستموت عائلتك واسرتك
لأنك لم تفكر يوما بهذا التفكير المادي
وانما قدمت نفسك لأجل الله ثم الوطن.
 
وليست من خزينة الدولة لأنه ليس من
العقل ان تهرّب هذه الأموال بدون علم
البعض او بدون حدوث ضجة بذلك الشأن
اقلها من عمال ومدراء البنك المركزي بعدن،
فالموضوع اكبر من ذلك بكثير وهو اشبه
ما يكون بنهب دوله كامله كما حدث ب٩٤م.
 
تحدثت في مقالي السابق عن ان الجنوب
العربي والاكراد في سوريا امامهم  سيناريو
من اثنين لا ثالث لهما وهو اما ان يتركوا
امورهم للخارج ليدير دفة المناطق ويعبث
بأمنها ومواردها يشغل الشرفاء
بداعش واخواتها ع مدار  الوقت.
 
وبين سيناريو اخر وهو الأقوى والواجب فعله
ان ارادوا الحرية الحقيقية وهو فرض امر
واقع على الصديق والعدو في آن واحد
وهو الأمر الذي بدأ في تطبيقه اكراد سوريا
غير انه لا زال ابناء الجنوب العربي
متأخرين عنه جداً بخطوات.
 
وامر فرض الواقع سيجعل من كل هذه
الموارد تحت يد الشعب وفي متناول الشرفاء
يستطيعوا منها القيام بأمور الدوله بدون
حاجة للخارج ولا مد اليد لطلب العون
المشروط بشروط الله يعلم عن نتاجها المدمّر.
 
وكما قلنا ونكرر إن كانت القاعده وخلايا الارهاب في المكلا ومطار الريان لوحده قادر في فترة سابقة على ايراد مليون دولار شهرياً من مطار الريان فقط فهل هم اكفأ من ابناء الجنوب في معرفة مكمن القوة والتمكين من الارض ام انه غباءنا وعاطفتنا
هي التي تمكّن للفاسدين وتسمح لهم بارتكاب
الفضائع بحق عوام الناس في ظل الصمت المطبق والمكينة الاعلامية التي يمتلكها كل طرف في تبرير اي عمل يوصل لزيادة المكاسب في حسابات الفاسدين.
 
ان الجنوب غني بالثروات وما الثلاثة مليار
الا غيض من فيض مليارات تم تهريبها
وسيتم تهريبها اما لحسابات الفاسدين
او لمن يتربص بارضنا وثرواتنا ليل نهار
بتخطيط عالي المستوى وتنفيذ حكومي
وبعلم اغلب من تقلّد امور المحافظات.
 
انني اكرر توجيهي وتنبيهي لابناء الجنوب كبيرهم وصغيرهم بأن يبتعدوا عن التطبيل الرخيص لأي شخصية ذاتية على حساب الوطن فالوطن اكبر من اي شخصية تحاول اللعب على عواطف الناس وابتزازهم ومساومتهم بين حرية ارضهم وبين امنهم وقوتهم وارزاقهم.
 
وان الواجب فعله هو كما ذكرنا وكررنا لالاف المرات الدعوه لمؤتمر جنوبي جامع وتبني خارطة طريق حقيقية للجنوب في توزيع المهام والصلاحيات بين أبناء الجنوب بعيداً عن المناطقية والمحسوبية وبعيداً عن المصالح الضيقة والعلاقات الاجتماعية التي
يقدمها البعض على حساب الجنوب ارضاً وانساناً.
 
إن أي ثورةً لا تحتكم لمشروع وطني جامع ثابت يستطيع قيادة العمل الثوري التحرري ويعيد كرامة ابناء الوطن فهي ثورة فاشلة بجميع المقاييس لأنها تكون عرضةً لظهور الخونة والبياعين والمرتزقة على مدار الايام.
 
خاصةً في ظل عدم وجود اي رقابة شعبية
حقيقية تلزم كل فرد صغيراً كان او كبيراً بلوازم الاخلاق الوطنية والمبادئ السيادية التي ضحى من اجلها شهداءنا ورووا الارض من طاهر دماءهم والتي كانت منهجا راسخاً فيهم ولم يغيره  فيمن بعدهم  الا رواسب تفشي الطمع والجهل.
 
قال ابن بن مسعود رضي الله عنه كما في الأثر
( من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات،
فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد،كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله)
 
وإن الإستنان واتحاذ القدوة من الحي مذموم
إن لم يكن في كل الأمور فهو في اغلبها لأن الحي لاتؤمن عليه الفتنة كما سبق سواء فتن الشهوات من مال ونساء أو سلطة او من فتن الشبهات والاقتناع بآراء غير سليمه او غير مجمع عليها بين اوساط المجتمع او الفئات المسيّره لأوضاع البلد، بعيداً عن التكلّف
والمزايدات على حساب الاخرين وتصنّع
البطولات او ايهام العقول بالاحلام الهلامية
التي لطالما تذهب ادراج الرياح عند التدقيق
في النظر للواقع وحال البلد الحقيقية .
 
ومن هذه القناعة وهذا الادراك والالمام لابد ان
يكون مبدأ نجاح ثورتنا المستمرة لاستعادة
ارضنا ومنطلق كل ارادة وطنية جنوبية
هو تبني مشروع جنوبي جامع كما
تقدّم يخط نهجاً واضحا يسير عليه الناس
ويوزع بينهم الصلاحيات والمهام ليكونوا مسؤولين جميعا عن اي فشل او نجاح
لاحقاً بإشتراك اللكل باتخاذ اي
قرار ويتحمل كل فرد من الشعب
لمسؤوليته التاريخية امام الله وامام
خلقه ولا مجال لتقديس الانفراد في ذلك
البتّه ليس حقداً على زيد او عمرو وليس
كرهاً ان يستغل البعض ثروات البلد على
حد زعمهم-وهذا غير وارد- لاجل البلد ،
وانما حباً في تراب الوطن واشراك
ابناء الوطن في بناءه وامام اعينهم  وشق طريق السعادة لأهله الذين سيسطر التاريخ
تضحياتهم ونبلهم وبطولاتهم في اسطر من ذهب على مر التاريخ المعاصر والحديث
باذن لله بسواعد كل شرفاءه وافذاذه
الاشاوس.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى