عام

جبهتي عيدي & عيدي جبهتي

صابرين اليافعي

كاتبة جنوبية
نعم لا يستغرب ذلك ففي خضم هذه الأحداث ومايدور على الساحة الوطنية من حروب، وازمات وكوارث
نجد بأن معظم ابناء الشعب اليمني مرابطون في الجبهات، وهم يقضون اغلب اوقاتهم هناك دفاعا على الأرض والعرض والدين والأنسانية.
فكم رب أسرة ترك اسرته بلا معيل .
وكم من أشخاص عطلت اعمالهم ومصادر أرزاقهم
ليجدون أنفسهم أمام خيارين :
اما ان تكافح
واما ان تموت.
هاهو العيد قد أشرف على الوصول.
وها هي الاعياد تتوالى وهم مرابطون في الجبهات
عودوا معي قليل الى الوراء
ليس فترة طويلة عودوا معي الى قبل ست، او سبع سنوات.
كيف كان الحال؟
كان رب الأسرة يذهب الى السوق لشراء مقتنيات الأسرة، والأم تعد الكعك والحلويات، والاطفال ياختارون ملابس العيد
والالعاب .
الكل دون استثناء يستقبلونه مسرورين يعدون الساعات والدقائق لقدومه.
لكن اليوم اصبح العيد مجرد تذكار للأحزان بل أن بعض الناس لايريد العيد لانه قد يحوي ذكريات معا اشخاص اتى العيد وهم قد رحلوا.
فانا أجزم أنه لايوجد بيت في ارضي الحبيب الا ودخلت الاحزان تلف قلوبهم
وطواهم الحزن وتبدت فرحتهم لانه لايوجد بيت الا وفيه قتيل او اسير .
ايها العيد مهلا مهلا فنحن الان لا نفرح فيك كما ينبغي
ايها العيد قد سلبونا فرحة قدومك.
وقد كست جدران بيوتنا صور الشهداء الذين سقوا التراب في دمائهم الزكية الطاهرة.
صارت تهانينا لبعضنا هي الترحم على ارواح الشهداء، او الدعاء للأسرى في الفرج
فعذرا منك ياعيد.
انا لن أفرح فيك كما ينبغي!
ولن اشارك الناس فرحتهم!
لان الفرحه لن تجد طريقا الى قلبي.
مادام شعبي يعاني الويلات
كيف لي ان أفرح وانا أرى وطني ينزف؟!
كيف لي ان افرح؟ وانا أعلم مقدار خطورة مايطبخ لنا من مؤامرات ، واعلم أهدافهم ومخططاتهم
البغيضة!
لذلك؛ اعتذر منك
لانني لا اجيد صناعة الابتسامه الصفراء
ولا أجيد الكذب والخداع.
وانا من ضمن قائمة طويلة بأسماء من لم يلامس العيد بفرحة قلوبهم.
وكما تعلمون بأن الاغلبية سيقضون عيدهم في الجبهات، قائلين الجبهة هي عيدي، وعيدي سيكون في جبهتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى