عام

الإرتهان… وقوى النفوذ والإستكبار

عهد الخريسان

كاتب وناشط جنوبي
إن من أبرز أدبيات الثورة الجنوبية هو كسر هيمنة قوى النفوذ التابعة للمحتل والتي كانت تسيطر وتنهب وتحتكر كل مقدرات وخيرات الجنوب ..
فتلك الصورة التي ترسخت في الذهن الجنوبي والتي كانت بدورها من أهم الأسباب لصياغة الوعي في تلك المرحلة على الرغم من أن الجهود في هذا الإتجاه كانت أكثر سطحية في التعاطي معها فلم ينظر إليها بمنهجية علمية ولم تعطى حقها من البحث والدراسية رغم أنها تعد من أهم أدبيات الثورة ودوافعها فهي تشكل الوجه الأخر للإستبداد والعنجهية والتمييز العنصري ضد الكادر الجنوبي !!!
حتى بعد إنتصار قوى الثورة الجنوبية في الحرب الأخيرة والتي أتاحت الفرصة لكسر قوى النفوذ والإستكبار الشمالية وفضح أساليبها الغير أخلاقية واللاقانونية في نهب مقدرات الجنوب و وضعها في مربع المحاسبة إنتصارآ لثورة وأدبياتها والتضحيات في ذلك الطريق ..
فعلى السبيل المثال لا الحصر شركة عدن للمرطبات ((كوكا كولا)) التابعة للمتنفذ اليمني شاهر عبدالحق الذي يعد أحد كبار ناهبي ثروات وأراضي الجنوب منذ إنشاء ذلك المصنع في منطقة العند بمحافظة لحج والذي مارست إدارته كل أساليب الإحتيال لنهب الأموال العامة والإمتناع عن دفع كل الإلتزامات الواجبة عليها بحكم القانون بكل صلف وإستكبار ..
فهذا المصنع والذي يعتبر أحد المصانع الإقليمية وتبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 50ألف وحدة وبداء الإنتاج فيه في العام 2009وبموجب القانون يستحق صندوق النظافة والتحسين في م/لحج خمسة ريالات عن كل وحدة منتجة ((كرتون)) كرسوم أوجبها القانون إلا أن مالك المصنع الشمالي إستكثر أداء ذلك المبلغ الزهيد مقارنة بلأرباح السنوية والتي تقدر بمليارات الريالات سنويآ في أن تذهب لصالح أبناء تلك المحافظة الجنوبية فموضوع إبرام عقد لسداد الرسوم التي حدد القانون كيفية إحتسابها وطريقة دفعها يعد أبرز مخالفة وفيها ثبوت التؤاطا للإستيلاء على المال العام فكيف للمصنع أن يبرم عقدآ لدفع مبلغ مقطوع يقدر ب 500الف ريال يمني أي ما يعادل سنويآ 6ملايين ريال بينما أقرب التقديرات تشير إلى أن على المصنع دفع ما يقارب 75مليون ريال سنويآ يتم إحتسابها من واقع خلاصة المبيعات الشهرية ويتم أدائها إلى حساب صندوق النظافة والتحسين م/لحج في البنك المركزي أو أحد فروعه بحيث تعتبر تلك المبالغ إلتزامات مالية واجبة السداد مهما بلغت الأسباب أو المبررات ..
فكل تلك المعطيات طرحت على طاولة محافظ المحافظة د.ناصر الخبجي والذي يعتبر أيضٱ رئيس مجلس إدارة الصندوق حيث كان من المتوقع أن يقوم سيادته بإجراءات حازمة لكسر صلف وإستكبار تلك الشرذمة التي لا زالت تستمرئ نهب خيرات الجنوبيين لا سيما بعد تلكم الإشعارات والإنذارات الموجهة إلى المصنع ولكن ذلك الرجل ((الذي بحجم الوطن!!!)) سعى جاهدآ لإغلاق هذا التوجه والتمييع في إتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة التي كان يمكن أن تستعيد لخزانة المحافظة كل ريال إحتالة وأمتنعت عن سداده إدارة المصنع منذ إنشاءه والتي قد تبلغ مئات الملايين والتي كانت ستعود بالخير والنفع على أبناء هذه المحافظة البائسة وما يمكن أن تفتحه تلك المعالجات لإستعادة مبالغ منهوبة أخرى في الجوانب الضريبية والإيرادية الواجبة على المصنع إلا أن ذهنية الفساد المسيطرة على الأداء الإداري في المحافظة والتي تشربوا أبجدياتها من إقامتهم الطويلة في عاصمة الإحتلال وإحتكاكهم بقوى الهيمنة والنفوذ القبلية والعسكرية جعلتهم يسلكون نفس مسالكها في تسهيل الإستيلاء على المال العام والإنتفاع بالمزايا التي كان يجنيها النافذون السابقون وهنا فصل الخطاب فهل أصبح من يعتد بهم قادة ومناضلين جنوبيين هم الحماة والرعاة للمصالح الأقتصادية لقوى النفوذ والإستكبار الشمالية وإستمرار مسلسل نهب خيرات ومقدرات الجنوب تحت الراية الجنوبية دونما أي إعتبار لدماء الشهداء التي روت أرض الجنوب من أجل تطهيرها من دنس تلك القوى إلا أنه في الدنس راغبون !!!!!
هذا هو وهم الهامات التي كنا نتوقع منها أن تقلم أظافر ناهبي ثروات وخيرات الجنوب عبر طرق قانونية حيث سلك الناهبون كل المخالفات القانونية التي لو كانت هناك إرادة قيادة جنوبية تلبي تطلعات الشعب لقامت بفتح كل تلك الملفات و وضعت ناهي ثروات الجنوب في خانة المحاسبة ولاصطفت مع راس المال الجنوبي سواء من أبناء لحج أو المحافظات الجنوبية الأخرى وتشجيعها على الإستثمار في المجالات التي كانت تحتكرها قوى النفوذ والإستكبار التابعة للإحتلال ودفعها في إعادة تحرير قطاعي التجارة الداخلية والخارجية تمهيدآ لعملية التحرر الإقتصادي وتغطية الفجوات السلعية في حالة وصول الجنوبيين إلى اليوم التاريخي المنتظر أو الإقدام على قرارات تعبوية صادمة وخيارات إستراتيجية مؤثرة مثل المقاطعة للمنتجات التي ينتجها أو يوردها الشماليون ..
كنا نظنهم سيفعلون ولكن الأن لا أظنهم سيفعلون لإنهم لا زالوا مرتهنون .
ولا زال للموضوع بقية
 
عهد الخريسان
الجمعة 16يونيو 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى