عام

ذكرى إنتصار عدن وهي في الظلام الدامس

اكرم القعيطي

ناشط جنوبي
اليوم السابع والعشرون من رمضان هو ذكرى يوم النصر الجنوبي العظيم يوم بدرٍ الجنوبية التي نصر الله فيها الأبطال الجنوبيين نصراً مؤزراً على أعداءهم من الحوثة والعفافيش والمرتزقة، يوم النصر التي تلاطمت صوت أمواجه الى طهران وبغداد وبيروت وقم والنجف وكربلاء، يوم النصر الذي أعز الله به العرب من الكويت الى نواكشوط، يوم النصر الذي اهتزت له اعتاب حسينيات تعز ودشم نهم واحواش تباب وهضاب المقادشة.
نصرٌ من الله وفتحٌ عظيم، رجال ضحوا فَسَقوا الأرض بدماءهم وطهروها من رجس الظالمين،
فأنزل الله على الذين ظلموا رجزاً من السماء وأنزل عليهم طيراً أبابيل ترميهم من سجيل،
وعمّ الله برحمته عباده ومكنهم واعزهم ،
ثم توالى المحافظين على عدن ويا ريتهم كانوا محافظين بمعنى المحافظين ، فالمحافظ هو الذي يحفظ العهد ولا يخونه ويقوم ويسهر على تنظيم المدينة ويحافظ على عاداتها وتقاليدها ومبادئ النظام الاجتماعي فيها بعيداً كل البعد عن كل تشتيت وتضييع لعهوده فيها.
 
ولن أطيل وسأسرد بإختصار أمراً يعكر صفوة النصر وربيع الانجازات الجنوبية ، ويشوّه وجود أي محافظ لعدن سواءً السابق القائد عيدروس الزبيدي ام اللاحق الشيخ عبدالعزيز المفلحي، نعلم ان الجنوب يسيري في دماء كل محافظي عدن السابقين واللاحقين وأن الجنوب لا محالة مطلب جوهريّ على أساس الدولة ولكنه لا زال الى الآن مطلب بالأقول وليس بالأفعال .. فكلّ أفعال من يتبعهم المحافظين الذين تباركوا لدينا من بركة الانتصارات وأصبح بدل المحافظ اثنين وبدل الرئاسة رئاستين بل قسم لهم الجنوب غرفتين متجاورتين في مبنى المحافظة اقامة للعدل بينهم، وكل هذا جميل في التنسيق بينهم والعمل على ذلك الأساس وحتى أن كان حالهم أشبه بضرّتين ولكن لأجلك يهوين يا جنوب.
وبرغم من ذلك نحن لسنا من الذين يباع
لهم الكلام ويشترى ، نحن أبناء الجنوب ننتظر العمل فمصداق القول العمل و لأننا أمة شرفها وكرّمها الله بالعقل والسمع والبصر فنحن مجبرين على أن نُعمل العقل والنقل ونبتعد عن كثر الكلام الذي لا طائل منه والذي لا يسمن ولا يغني من جوع …
و على هذا والان أهالي عدن يطالبون بالكهرباء فقط لاغير فحالهم يرثى له ولو جاء
اياً كان من الجنوبيين للمحافظة فلن يمانعوا والأاهم هو أن توفّر لهم الكهرباااء…
فألاطفال الرضّع يخرجونهم أهاليهم بالشوارع على اذرعتهم لكي يتنفسوا بعض الهواء ولا يجدونه والكهول والعجاوز تجدهم في كل زاويه مكضومين مغتاظين من شدة الاختناق وعدم تحملهم له ، وهذه الحال حتى ايام الحرب كانت أرحم من الان.
الى متى سيظل هذا الحال … سنوجّه رسالتنا نيابةً عن هذه المدينة المنكوبة والتي لم ينكبها غير من تقلّد الحكم والأمر فيها ولم يقم بما أمره الله حق القيام في خدمة أهلها، نقول
إلى متى يا مجلس انتقالي جنوبي ممثلاً بعيدروس، إلى متى يا محافظ عدن المفلحي
إلى كل المزوبعين ممّن تقلّد المناصب والمراتب العليا إلى متى يا كل مزوبع ومفتن في عدن
الى متى ستظل عدن تعاني من خلافاتكم
وتعاني بسبب عدم اصلاحكم انفسكم
الى متى سيكون ابناء عدن ضحيةً لأطماعكم!؟ ولسخافة اختلافاتكم !!؟
ألم يأن للذين ءامنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق !؟ هل حان وقت التكاتف والتآزر والتعاون للبناء والتنمية!؟
هل حان وقت ردم خلافات الجنوبيين وتنشيط كل ما من شأنه اتفاق بينكم !؟ أم انكم لابد وان تجروا عدن للصراع في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية !؟ فتزرون وزرها ووزر من دخل بهذه الصراعات الى ابد الآبدين !؟
عدن تنتصر ولكنها تنام وتصحى في الظلام والديجور وبيد ابناءها اليوم فهل يصحو الضمير وهل سنرى النور مجدداً يا ترى !؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى