عام

د. صالح باصره وغياب البوصلة السياسية الحرة

 
[su_label type=”info”]بقلم /م. جمال باهرمز
لكل انسان ناضج بوصلته السياسية. وهي التي توجهه لاختيار قناعاته وبالتالي اتجاهاته السياسية وبإمكاننا التعرف على ميول البوصلة السياسية لأنسان ما من خلال أقواله وأفعاله او كليهما. فقد تتجه بوصلة الشخص باتجاه حبه وغيرته على وطنه وشعبه والتضحية لأجلهم. او تتجه باتجاه ميوله الحزبية او الطائفية او المناطقية او الذاتية أكثر من ميلانها باتجاه حب الوطن والتضحية لأجله. تميل بشده هذه البوصلة باتجاه الوطن حين يتعرض الوطن للتهديد. كما انها تميل بشده في الشخص الذي يفضل حزبه او مكونه او منطقته او طائفته أكثر من ميلانها للوطن الذي يعيش فيه. وهنا يتم الصراع والفرز الوطني والطائفي والمجتمعي والحزبي بين افراد المجتمع في أي وطن.
-في الحوار المنشور في صحيفة عدن الغد يوم الاثنين الفائت مع الدكتور صالح باصره رئيس جامعة عدن السابق قال:
(الحل في اليمن أن يذهب الجميع إلى انتخابات نيابية ورئاسية وقضائية بالتساوي بين الشمال والجنوب وإيقاف الحرب لان الحسم العسكري، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، لن يحلّا الأزمة في اليمن، ولن يوقفا دائرة العنف. من هنا، يشدد باصرة على ضرورة العودة إلى السلام، محذراً من تمزيق اليمن إلى «يمنات كثيرة»).
 
-هذا هو أحد امثلة النخب الاكاديمية السياسية التي تضع الحل كفخ كبير هائل لا خروج منه للأبد. وكأننا بصدد إعادة مشهد الدماء والاشلاء ومحاصرة المواطنين وقنص الامنين من قبل جيوش من يريد منهم الحل. لكي يستعيد دكتورنا العزيز فقدان الذاكرة وصحوة الضمير ورفض إعادة وحدة الإبادة لشعبه الجنوبي.
-يرى الدكتور بان الحل ان تكون هناك مناصفة في الانتخابات بين الشمال والجنوب وهو يعلم انه حتى لو قبل المناصفة طرفي منظومة الحكم للمركز الزيدي اكانت المتمردة في صنعاء او الهاربة في الرياض. فهي لا تخدم الجنوب بل تشرعن عودته لباب اليمن من جديد لان من يملك المال والقوه والكثرة والتحالفات الإقليمية وبالترهيب والترغيب باستبعاد أبناء الجنوب المخلصين ستنتج لنا جنوبيين مطيعين وخدامين لحكام المركز الزيدي أكثر من أصحاب المركز نفسه. كذلك للأسباب المهمة التأليه والتي لا تغيب عن أي سياسي عادي:
 
1-اي انتخابات او استفتاء لا يتم الا بوجود قاعدة بيانات مكونه على الأقل من سجل القيد الناخبين لكل مديريه وبطائق الاقتراع للناخبين المقيدين في نفس السجل وتدير هذا كله لجنة انتخابات عليا ولجان اشرافيه في المحافظات ولجان اصليه في المديريات. ونحن نعلم ان العسكر (الامن المركزي. الحرس الجمهوري. الفرقة الأولى مدرع وبقية وحدات الامن والجيش) هم المقيدين في كل مديريه بكثره في مديريات الجنوب وهم يتبعوا طرفي عصابة صنعاء (الهاربة والمتمردة) اللتان اجتاحتا الجنوب ودمرت مدنه واغتالت شبابه ونهبت ولازالت ثرواته.
 
2-النظام الانتخابي المعتمد هو 301 دائرة في الجمهورية تم توزيعها بحسب عدد السكان وليس بالتوزيع الجغرافي شمال-جنوب ويسري الحال على اختيار اللجان كلها. اذن السجل الانتخابي لا يخدم الجنوب ولكنه يعيد نفس طرفي عصابة صنعاء الى الحكم والسلطة وإعادة تدوير هذه النفايات بطريقه شرعية ديمقراطية بمباركة العالم الحر. واعادة معاركها على السلطة والتوريث وعلى ثروات الجنوب بعد جرجرته مره أخرى لباب اليمن.
 
3-اللائحة التنفيذية والتي يعتمد عليه السجل الانتخابي تعتبر كل الجمهورية دائرة مغلقه واحدة وبذلك تمنح الحق بالتقييد والاقتراع في أي مديرية في الجنوب لحامل البطاقة الشخصية اليمنية وان كان من أي محافظة شمالية بخيارات المسكن او موقع العمل او مديرية المولد.
 
4-وحتى خيار المولد فنحن نعلم بانه تم صرف مئات الاف من البطائق الشخصية لأبناء الشمال الذين ولدوا في الشمال بينما في البطائق تثبت بأنهم مواليد محافظات الجنوب وذلك خلال سنوات الوحدة للتغيير الديموغرافي للسكان والهوية الجنوبية. أؤكد على هذه الأسباب من واقع تجربتي بقيادة الانتخابات واللجان الاصلية في مديرية صيره ممثلا عن اللجنة العليا لسنوات طويلة قبل تقديم استقالتي والانضمام الى ثورة شعبي وحراكه الجنوبي.
-فبعد تدمير مدن الجنوب وقتل وقنص أفضل شبابه واجتياح مدنه وقراه. يطالب الدكتور باصره ان يعود الجنوب الى المركز الزيدي المقدس عبر وقف فوري للحرب وان يتحاوروا الجنوبيين مع حكام صنعاء الذين اجتاحوا بلدهم لمرتين على أساس انه بعد اكتمال الحوار سيكون هناك تعايش في يمن واحد والتحضير لانتخابات واستفتاء وإصلاح دستور وحل القضية الجنوبية وإقرار شكل الدولة الاتحادية. ولم يضع الشروط اللازمة للامتثال لذلك خوفا من تكرار اجتياح الجنوب للمرة الثالثة بعد مغادرة قوات دول التحالف العربي عدن ومدن الجنوب. ورغم تكراره بان النسيج الاجتماعي قد تمزق ولم يذكر بين من ومن هو بذلك يساوي بين الضحية والجلاد بين المعتدى عليه والمعتدي ومحاولة لإعادة الجنوب الذي تحرر اغلب مناطقه الى باب اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى