حوارات

المحامي علي الغريب في حوار صريح وشفاف مع صحيفة " سما نيوز " :

[su_label type=”info”]سمانيوز/العاصمة عدن/حوار خاص[/su_label][su_spacer size=”10″] • يجب ان نرسي أسس لثقافة جديدة يقوم عليها الحراك حتى يحمي نفسه شعبياً,
• أسباب صراعات الجنوبيين السابقة هي ثقافية وليس سياسية ,
• على المجلس الانتقالي الجنوبي إحترام التعددية السياسية والتنظيمية التي سار عليها الحراك الجنوبي ,
• نريد من المجلس الانتقالي الجنوبي ان يكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية ولكن ليس الوحيد ,
• الجنوب باذن الله متجه نحو الحرية والاستقلال ,
• نحن اليوم بحاجة لنقل الحس الثوري من الشارع إلى العمل الدبلوماسي والسياسي.
• على الإخوة في الرابطة الاعلامية الجنوبية” سما” ان يحرصوا على ثقافة الجمع حتى وان كان هناك اختلافاً بالرأي,
 
” المحامي علي هيثم الغريب رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير وإستقلال الجنوب القيادي بالمقاومة الجنوبية له دور كبير في إلهاب حماس الشارع الجنوبي منذ بزوغ الثورة السلمية في الجنوب وكان واحد من المدافعين عن القضية الجنوبية في كل المحافل يناظل بكتاباته لأجلها , وعند تشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي في الرابع من مايو 2017م بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي توقعت الأوساط الجنوبية أن يكون الغريب ضمن قوام المجلس الا انهم تفاجأو بعدم ورود أسمه ضمن القائمة , مما وضعت أكثر من علامة إستفهام حول ذلك الموضوع فكان لصحيفة ” سما نيوز ” السبق في طرح عدد من التساؤلات عن موقف الغريب من المجلس الإنتقالي وعن القيادات الجنوبية وهل ستحقق الشرعية مطالب الجنوبيين وماهو رايه الشخصي في الرابطة الإعلامية الجنوبية والكثير من التساؤلات التي طرحها عدد من الزملاء في الرابطة الإعلامية الجنوبية على طاولة الغريب وكانت أشبه بمؤتمر صحفي .. فأجاب عنها بكل شفافية ووضوح واليكم تلك الحصيلة التي رصدها مدير الرابطة الإعلامية الجنوبية الأستاذ محمد علي الحريبي :
 
” رائد الربيعي ”
• ماردكم على من يتهمكم بمحاولة عرقلة المجلس، ويذكر بتجربة تقسيم الحراك الجنوبي سابقاً الى مجلس ثورة ومجلس حراك؟
في البدايات الاولى للحراك الجنوبي السلمي كان يجب ان نرسي أسس لثقافة جديدة يقوم عليها الحراك حتى يحمي نفسه شعبياً ، لأن أسباب صراعات الجنوبيين السابقة هي ثقافية وليس سياسية .. طبعاً نحن نقول ذلك ويمكن آخرين يوافقوني ذلك ولكن الواقع كان يحتاج الى خطوات عملية لتنفيذ تلك الثقافة الجنوبية الإنسانية ، واليوم الحمد لله تكاد ان تكون تلك الثقافة الوطنية الجنوبية التي دفعنا ثمنها غالياً كما دفعناه في مواجهة الإحتلال اليمني ، ثقافة ناجحة .. فاليوم لا يستطيع احد:
(0) ان يتحدث عن الحزبية اليمنية لكي يكون لها دور في الجنوب وتلك معركة خضناها بصعوبة كبيرة ، فكنا من السهل ان نحشد مليون مواطن ولكن لم نكن نستطيع ان نقول في ذلك الحشد شيئاً ضد الاحزاب اليمنية او ضد اليمننة ،
(1) كنا نخوض معركة من اجل اعادة الهوية الجنوبية(الجنوب العربي) وتعرضنا لحملة ضخمة ولكن اليوم لا يستطيع احد ان يقول “أنا يمني وأطالب بالاستقلال ”
(2) خضنا معركة التسامح والتصالح وكان صِمَام امان الحراك الجنوبي السلمي .. اهم الاسئلة واخطرها التي تم التحقيق معي بها في سجون عدن وصنعاء وفي المحكمة هي لماذا قدمت استقالتك من الحزب الاشتراكي ؟! ولماذا ترفع هوية اخرى غير الهوية اليمنية؟! …
منذ الايام الاولى من الحراك الجنوبي السلمي ونحن كنا نمتلك رؤية حول الهدف الجامع للشعب الجنوبي ، وتوافق على المشروع الوطني التحرري.. ولكن دخول الاحزاب اليمنية على خط القضية الجنوبية ساهم في بث الإشاعة ضد المناضلين الشرفاء وكأنه لا وجود لتوافق حقيقي على المشروع الوطني والأهداف المرحلية والنهائية لنضال الشعب الجنوبي ، علاوة على بروز قوى حزبية سياسية خارج الحراك الجنوبي السلمي سيطرت على جانب مهم من الحقل السياسي الجنوبي ، مثل حزب الاصلاح(توكل كرمان التي كانت دائماً تحضر هي ومجاميع من احزاب اللقاء المشترك نضالات الجنوبيين لكي فقط يشوهون الصورة خارجياً ويظهرون نضالنا وكأنه نضال مشترك مع الشمال) وكذلك من الحزب الاشتراكي اليمني(وليس الجنوبي) ، ووقوع الإنقسام في العام 2011م ، إلى جانب خضوع بعض النخب السياسية النافذة التي ترتبط بأحزابها لتأثير برامج وأجندات لا تخدم المشروع الوطني التحرري الجنوبي في العديد من الأحيان، وتغول الاحتلال بهويته اليمنية مقابل ضعف وحدة الصف الجنوبي ،وغياب دعم اغلب القيادات السابقة لهوية الجنوب العربي. فكيف ممكن ان يصبح الحراك الجنوبي السلمي ممثل وجامع للكيان الجنوبي وهويته يمنية؟! … فهناك فرق بين النضال بهوية والنضال بدون هوية.وقد كان المؤتمر الاول للمجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير وإستقلال الجنوب (30 ديسمبر 2012) الذي عقد في المنصورة – عدن هو مهد الهوية الجنوبية .. حيث أعلنا وثيقة استقلال الجنوب العربي .. ثم وبعد عدت اشهر عقد مؤتمر لاخواننا في المجلس الثوري في نادي الوحدة في الشيخ عثمان رفضوا من خلاله هوية الجنوب العربي وتمسكوا بالهوية اليمنية .. في عام 2013م أندمج المجلسان تحت هوية الجنوب العربي .. وهذا شيء طبيعي فعندما تتوحد الهوية يتوحد الهدف وفي 4 مايو 2017م أعلن في حشد مليوني في ساحة الحرية في خور مكسر عن هوية الجنوب العربي.
ان ما حققه الحراك الجنوبي السلمي كان أكبر بكثير مما قدرت عليه مكوناته … ويزخر التاريخ بقائمة تطول ولا تنتهي من الخبرات لشعب عظيم جمعته مواجهة الاحتلال والاستبداد واليمننة مهما تنوعت ادوات نضاله وأساليبها ..
” الدكتور توفيق الجعفري ”
• ماهي أهم ثلاثة عوائق أمام حوار بناء بين القيادات الجنوبية وكيفية التغلب عليها وهذا السؤال بخصوص القيادات التاريخية والقيادات الشابة أيضا؟
العوامل التي أثرت على الحوار البناء هو دور الأحزاب اليمنية بالنظر إلى محاولات استحكامها في الجسم السياسي الجنوبي رغم ضعفها في الجنوب ؟ وكان السؤال الذي يراودنا حينذاك ، إذا افترضنا أن الحوار الجاد بين القيادات التاريخية نفسها وكذلك مع شباب الحراك ستظل معلَّقة، ما الذي يمكن للحراك الجنوبي السلمي أن يفعله لتوفير إطار عملٍ للقيادة الوطنية الجنوبية؟ وما هي السُبل الأخرى التي يمكن أن توفر فضاءً لنشوء قيادة وطنية جديدة حتى لا يدخل الحراك في ازمة قيادة وغيرها؟!
وكانت دائماً ثمة بعض القواسم المشتركة في التشخيص الذي يخلص إليه قيادات الحراك الجنوبي الذين أفرزتهم المرحلة النضالية الطويلة والسجون والمحاكم ، غير أن آراءهم بشأن العمل المستقبلي اندرج تحت مجموعتين: أولئك الذين يقترحون انفتاح المجلس الاعلى للحراك السلمي (تأسس في ٩ مايو ٢٠٠٩م) على الآخر الجنوبي بما فيهم اخواننا في صنعاء او في الخارج وعلى حتم وتاج والرابطة(الذين كانوا يحملون هويتنا الجنوب العربي) ، لان الجنوبيين المتواجدين في صنعاء ليسوا خونة كما يطلق عليهم البعض بل هم افرزتهم الصراعات السابقة مثلنا نحن، وهناك فريق آخر رفض اي انفتاح على الآخر الجنوبي.
صممنا على السير بهذا الاتجاه ، حيث كنا حينها بامس الحاجة إلى تغيير السلوكيات في التعامل مع الآخر الجنوبي ومع الثقافة القائمة. وكنا يجب ان نرسي مرحلة انتقالية تتسع للجميع على مساوئها.حتى نجعل الحراك الجنوبي ليس موجهاً نحو نحور الجنوبيين -كما يريده البعض- بقدر ما هو موجهاً نحو المحتل، وأن الخيار الوحيد يتمثل في إيجاد السُبل للتضامن الجنوبي بهدف الحفاظ على ذلك الزخم.
” اسامه جميل بن حسين ”
• ما هو موقف القيادي علي هيثم الغريب من المجلس الإنتقالي الجنوبي ؟
وهل تم الجلوس معك مؤخراً من قبل قيادات المجلس لكي تكون جزءاً من قوام المجلس ؟
 
“خالد شوبه ”
• إستاذ هيثم اتمنى ان تكون الاجابة بشفافية اين انت من المجلس الانتقالي الجنوبي؟
” المحامي أكرم الشاطري ”
• ماذا تتوقع من المجلس أن يقدمة في طريق تحقيق آمال الجنوبيين على مستوى الخارج ؟
معذرة إخواني ممكن ان اجمع إجابة واحدة على الاسئلة الثلاثة :…
نعم زاروني أخوتي ومرجعيتي التي اعتز بها في النضال الطويل الذي خضناه معاً منذ اكثر من عشرين عاماً ، وهؤلاء يعرفوني جيداً وأعرفهم واتفقنا على قضايا جوهرية تقوي وتعزز المجلس الانتقالي الجنوبي منها التمسك بالهوية الجنوب العربي ، التمسك بالهدف التحرير والاستقلال ، احترام العلاقة مع الرئيس هادي ، تسليم مبنى المحافظة للمحافظ الدكتور عبدالعزيز المفلحي ، العمل مع السلطات المحلية والامنية والعسكرية الجنوبية وتهيئة الظروف لاعلان السيادة والاستقلال من خلال بناء مؤسسات الدولة الجنوبية طالما والسلطات بين ايدي الجنوبيين … ان نضع في رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي ملامح بناء الدولة الجنوبية وليس برنامج سياسي لمكوّن .. اي ان يكون مشروع المجلس الانتقالي السياسي مشروع السلطة الوطنية الجنوبية وليس مشروع مكون او حزب.
حتى يتمكن شعبنا من إقامة سلطته الوطنية المستقلة وتأسيس كيانه الوطني على أرضه وقيام دولته ولابد من فرض مبدأ التعايش حتى مع اليمن !!!!
اننا نعيش واقع جديد يطرح ضرورة وحدة الجنوبيين على الاقل على أسس وطنية عريضة اذا تعذر العمل التنظيمي الواحد ، وربما كان هذا هو العامل الابرز الذي خضناه طوال ثمانية اعوام من عمر العمل التنظيمي داخل الحراك الجنوبي (2009-2017) وللحفاظ على هوية المجلس حتى يصبح ائتلافاً وطنياً عريضاً ، يضم كل الاتجاهات السياسية والفكرية الرئيسية الفاعلة بين صفوف الشعب الجنوبي.
وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي إحترام التعددية السياسية والتنظيمية التي سار عليها الحراك الجنوبي وكان الحامي لها من المواجهات المسلحة كما حصل في اكثر من بلد عربي .. فهذه التعددية شكلت تاريخ الحراك الجنوبي الحديث وباتت جزءاً من خصوصيته وتاريخه… وبها سيتجنب شعبنا ما حصل له بعد الاستقلال الاول عام ٦٧م … فالتنوع لا يعني الصراع ، التنوع يعني التعايش والتنافس الشريف ، ولو لا التنوع لتوقفت الحياة في المعمورة ، وقيادات الحراك الصادقة كانت وراء هذه التجربة الفريدة في المنطقة العربية .. فلابد من اعادة انتاج الروابط والصلاة بين ابناء الجنوب ، (وكما قلت اعلاه ، ليس تنظيمياً لان ذلك سيتعذر علينا) ، وإعطاء مضمون سياسي وثقافي لهويتنا الوطنية ودورها النضالي الخاص.
نريد من المجلس الانتقالي الجنوبي ان يكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية ولكن ليس الوحيد ، وهذا ما قلته امام المدعو سعيد العاقل رئيس محكمة الاستئناف في عدن عام ١٩٩٨م ، خلال محاكمتي والشهيد الفقيد هشام باشراحيل ، عندما قال المدعو العاقل: من اين تمتلك شرعيتك حتى تقول هذا الكلام في صحيفة الايام وإمامنا؟ قلت له: “شرعيتي أستمدها من الوطن الذي انتمي اليه .. فكل مواطن يمتلك حق المواطنه ، وحق المواطنة تعني شرعيته في التعبير عن حقوقه” .. ونقولها اليوم امام المجلس الانتقالي الجنوبي نعم تمتلك الشرعية في تمثيل القضية الجنوبية ولكن ليست الوحيدة ، حتى لا نعود الى عام ١٩٦٧م … فالشرعية الوطنية غير الشرعية السياسية… مهما كان الدور الكبير الذي ستقدمه لكن الثوابت الداخلية الوطنية لا يحق لاحد تجاوزها …
ان المجلس الانتقالي الجنوبي يجب ان يستمد شرعيته القيادية من مضمون ووظيفة دوره .. لذا يجب ان يكون موحداً على الصعيد القيادي والشعبي .. كون المجلس سيشكل مركز ثقل القوى السياسية والمجتمعية والمدنية الجنوبية ، وبناءً على ذلك لابد ان يأخذ المجلس بعداً وطنياً وبعداً عربياً ودولياً وليس بعداً تنظيمياً فقط.
على المجلس ان يدير معركة الاستقلال السياسية والعسكرية بعيداً عن الصراعات الجانبية والمحلية مع التيارات الجنوبية الاخرى ، حتى يسهل عليه ادارة السلطات المحلية مستقبلاً ، وبعيداً عن التخوين والتزوير والتشكيك والشك.
على المجلس اأن يعرف انه لا يوجد موقف عربي رسمي يتعاطى مع قضيتنا العادلة ، فقط توجد إيحاءآت إيجابية من قبل بعض دول التحالف العربية ، اما متطلبات الاعتراف الفعلي بالدولة الجنوبية لم يطرح من قبل هذه البلدان بعد.
لابد ان يعمل المجلس على التخلص من العديد من مظاهر التفكك في العلاقات بين محافظات الجنوب وتحديداً بين المكونات المجتمعية والسياسية الجنوبية لتعيد صياغة هذه العلاقات بنفس جديد يعيد للحمة الوطنية الجنوبية تنوعها ويعيد للتضامن المجتمعي معنى سياسياً وطنياً ، ويحاصر الاوراق التي كان يستخدمها المخلوع صالح وعلي محسن الاحمر والحوثي في الجنوب قبل تحريره عسكريا وامنياً عام 2015م.
ندعو القيادة التي سنتفق حولها الى تأدية القسم بصيغته الوطنية والتوقيع على “ميثاق شرف وطني” لبناء جنوب جديد بعد خروج الاحتلال اليمني منه.
“عبدالسلام بن سعادين ”
• هل تتوقع ان الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وبن دغر ووزراء الجنوب سوف يكون لهم دور بإستعادة دولة الجنوب …؟
” نايف اليافعي ”
• ماهي علاقة علي هيثم الغريب بالشرعية وهل هناك تواصل معك من الشريعه من قريب او بعيد و ماهو دور جلال هادي في الجنوب ؟
ممكن الإجابة على السؤالين الواردين اعلاه::
قبل الإجابة ممكن نشير الى ان هناك ثمة عوامل ومعطيات ايجابية عدة تدعم ضرورة خلق مساحة لظهور قيادة جنوبية مشتركة تؤسس لمرحلة جديدة تفتح الابواب واسعة للتفكير في ايجاد ثقافة احترام التباين .. قد يقول قائل: اي احترام اذا كان هناك من الجنوبيين من يرفض دولة الجنوب واستقلال الجنوب؟! واقول هذا طرح صحيح ومشروع !! ولكن هل كان نصف اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الحاليين مع الدولة الجنوبية ومع استقلال الجنوب؟! نقول لا ، ولكن حبهم لوطنهم جعلهم يتحينون الفرصة للتعبير عن قناعاتهم بل والنضال من اجل تحقيق آمال وطموحات الشعب الجنوبي !!!! … وأصبحوا اكثر اخلاصاً لها !!!… ولكن لماذا تم ذلك؟! هذا لان ثقافة الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية وحدت الجنوبيين لان الكل كان محتاج لثقافة التعايش فاذا وجدت تعايشوا واذا انعدمت تفرقوا ، ولكن هناك من اختار أن يبقى منقسماً ولو بشكل جزئي ولم يساهم بشكل واضح في مواجهة الغزاة. كذلك فالتحركات السياسية والمبادرات المختلفة تشير إلى بدايات تشكل قيادة للجنوب وإن ما زالت مبعثرة وموضعية ولكن بالتأكيد يمكن البناء عليها.
أما على الناحية السلبية، فمن الواضح أن المسئولين الشماليين لن يسمحوا باي تقارب بين هادي وبن دغر من جهة والقيادات الجنوبية من جهة أخرى أو بظهور قيادة جديدة للجنوب فهذا يعني نهايتهم ، وستعمل تلك القوى الشمالية كل ما بوسعها من أجل إجهاض أي تحرك بهذا الاتجاه حتى لو تتطلب ذلك التنسيق مع الحوثيين وايران لوأد أي تحرك من هذا النوع ، مع العلم أن تقاسم الأدوار بين القوى اليمنية في الشرعية والانقلابيين قائم على أية حال. كذلك فإن ضعف ثقافة التسامح بين القيادات السياسية الجنوبية هو الآخر قائم ، وضعف أو حتى انعدام دور الطبقة المثقفة في الحياة السياسية الجنوبية وعدم قدرتها على تشكيل رافعة سياسية وفكرية للقيادة الجديدة المشتركة ، بالإضافة لغياب دور القيادات التاريخية في التأثير على عملية صناعة القرار، تشكل عوامل سلبية إضافية.
لذلك فان الحديث عن الرئيس هادي وبن دغر وهل سيكون لهما دور باستعادة دولة الجنوب ، هذا يعتمد على كيفية خلق مساحات جديدة في التعامل معهما ، وكيف يأخذ بعين الاعتبار البناء على ما هو ايجابي ومعالجة ما هو سلبي. ومن المهم أيضاً دعم وتقوية أي حراك جدّي في هذا الاتجاه…
نحن بحاجة الى تنسيق جاد ما بين الجنوبيين في السلطة والمجلس الانتقالي الجنوبي بهذا الخصوص، ويجب أن نعيد بناء الثقة بيننا أولا والثقة بأنفسنا وبقدرتنا على التغيير ثانيا، والايمان المطلق بشعبنا وقدرته على النهوض والعطاء ثالثا، وترسيخ اليقين بحتمية انتصارنا (مجتمعين ولو بنسبة معقولة) وليس مفرقين رابعا.
” وليد البصيري ”
• الجنوب الى اين وهل يوجد هناك امل في تحريره وإستقلاله ؟
” هويدا الفضلي ”
• من الاشخاص الذين ليس من المتواجدين بالساحة ولم يعطى لهم مجال بعمل السياسي رغم تفوقهم بكثير ممن هم بالساحة….؟
يمكن الاجابة على ذلك السؤالين معاً:
الجنوب باذن الله متجه نحو الحرية والاستقلال .. ولكن بأي ادوات؟! وكيف يمكن تحقيق ذلك؟! علينا اولاً ان نفهم اننا نخوض مرحلة سياسية مهمة جداً في مواجهة بقايا الاحتلال اليمني في الجنوب ، وتوجد فرصة يجب اغتنامها ..
نحن اليوم بحاجة لنقل الحس الثوري من الشارع إلى العمل الدبلوماسي والسياسي. وليس البقاء في الشارع ، وعلى المكونات الا تتصرف اليوم كأحزاب سياسية حيث تزين أو تحسب المكاسب والثمار السياسية التي ممكن ان تجنيها على حساب الجنوبي الآخر ، أو التي من الممكن حصدها من خلال الشارع ومن خلال الصراع الداخلي كما كان يحصل في الماضي ، ولكن يجب ان تتصرف كمكونات وطنية تخوض معركة تحرر وطني ، وليس مكونات تشكل عائقا أكثر مما هي داعمة للقضية الجنوبية …
والقضية الجنوبية لا تُختزل فقط في خلق مساحة جديدة خارج أو داخل الحراك الجنوبي السلمي ، وإنما في تغيير السلوك السياسي لدى الجنوبيين كشعب مسيس وينتمي إلى الأطر السياسية المتواجدة حاليا. يتحتم على هذ السلوك السياسي الانتقال من سقف المكونات إلى السقف الوطني الجنوبي.
لقد كرّست وعززت مع الاسف ثقافة التخوين والتشوية وبسببها تفكك الحراك الجنوبي . وما نراه اليوم في الشارع هو تمرد علني على المكونات ، (حتى ان بعضهم كان يتفاخر ويقول: لقد اجتمع 70 مكون تحت قيادة هذا المكون او ذلك ضد عدد آخر من المكونات) …
ولا بد ايضاً من الإقرار بثنائية “التعايش” القائم حاليا بين العمل السياسي التحرري للمجلس الانتقالي الجنوبي وشرعية الرئيس هادي ، هذا هو الطابع الانتقالي للمرحلة الراهنة،
وهذا هو التفكير الاستراتيجي الجنوبي الذي يجب ان يكون ، بدلاً من التفكير بالخصومات والاشتباك وتداعيات الانهيار في الفكر والممارسة من جهة، وضياع متطلبات إعادة البناء من جهة أخرى، فعملية اعادة بناء المشروع الوطني الجنوبي والحامل الوطني القادر على تحقيق أهدافه لا يمكن ان يأتي من خلال “المجادمات” بين الجنوبيين ..
وبعيدا عن العاطفة وبكائيات المتطرفين السياسيين نقول ونحذر من السياسات المتطرفة ضد بعضنا البعض واطلب من الشباب والشابات مواجهتها لانهم هم من سيكتوي بنارها ، فالخصومات التي تصيب الثورات تشتد موجة أعلى من موجه ، وضمن سلسلة من الموجات سوف تتوالى في مسار تصاعدي حتى تتحول عند لحظة ما إلى ما يشبه “تسونامي” …
إن الاعلان عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي يجب ان يقترن بالتسامح والتصالح ، ولأن هناك جيلًا سيلتقط زمام المبادرة في إعادة صياغة علاقة الشعب مع قواه الحية ، باعتبارها علاقة تفاهم وليس “صراع” … بغية الاستعداد لمعركة بناء الدولة الجنوبية.
” محمد الحريبي ”
• أغلب القيادات الجنوبية المتسيده المشهد أصبحت مقيدة بإرتباطها بأجندات خارجية هل تعتقد أن هذا سيساعدنا في تحقيق الهدف ام اصبحنا في ورطة حقيقية قد تعيدنا الى مربع الصفر ؟
– باعتقادي واذا اخذنا العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة فهي في الوقت الحالي تصل لدرجة الأخوة فى التعاون والتنسيق ومواجهة العدو، والعلاقة بينهما (الجنوب وهذه البلدان) مبنية على المصير والشراكة ..
ولا اعرف لماذا لا نستفيد من هذه العلاقة وذلك لاستخدامها في بناء السلطات المحلية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية.
حتى الآن العلاقات التي تربط بعض القوى الجنوبية الحية بالخارج العربي وكذلك الغربي ، لا تخرج عن دائرة الحرب ضد الحوثي والمخلوع صالح ، ولكن اللقاءات المتكررة في الرياض وابوظبي ، تؤكد أن هناك علاقة استراتيجية بين البلدين (المملكة السعودية ودولة الامارات) وبين القوى الجنوبية الحية.ونحن بحاجة ماسة الى حراك سياسي ودبلوماسي خارجي يوصلنا الى حالة من الشراكة المنشودة تبنى على اساسها العلاقة مع البلدان العربية والأجنبية.
واليوم،!! كيف يمكن ان تبنى العلاقة مع الجار ؟ ستبنى بقدر ما نتقدم على الأرض لخلق حقائق مقنعة لواقعنا الجديد، والذي نهدف من ورائه إلى استعادة حاضنتنا الخليجية المهلهلة، وترميم بناء الثقة المهزوزة فيما بيننا كجنوبيين، والعمل في إطار رؤية وقناعة أننا سنبني – ما هدمناه – نحن، وبقرار وطني يشارك فيه الكل، وفق تفاهمات وضوابط مرجعها الرؤية الوطنية الجامعة، والتي يعمل من خلالها كل طرف أو مكون من أجل الجميع، ومحاولة الضغط على الخارج لكي ننقل العلاقة الى علاقات اقتصادية واستثمار ، ولوقف اكذوبة “السلال الغذائية” ، فالسلال الغذائية نشعر ان إجراءاتها عقابية وتعسفية ، تمس جوهر كرامة وصمود المواطن في عدن والجنوب.
نحن نريد تشغيل ميناء عدن!!!! نحن نريد تشغيل ميناء الحاويات !!! نحن نريد تشغيل المطار!!! .. نحن نريد ثروتنا التي مازالت تنهب ؟!!! .. اذا شغلنا هذه المرتكزات الاقتصادية الهامة فنحن سنرسل سلال غذائية لليمن وللفقراء وليس العكس .. ف قيمة سفينة واحدة محملة بالسلال الغذائية تكفي لعمل حوض عملاق للسفن !!! سفينة واحدة محملة بمواد غذائية؟! تكفي لترميم وإصلاح مطار عدن؟! .. اي اذا تعذرت العلاقة السياسية نريد علاقات اقتصادية؟!!! ولا نخوف انفسنا بالاجندات ؟!!! .. الاجندات موجودة في العلاقات بين البلدان؟! ..
ولذا، أقول لصاحب السؤال ان لديه مخاوف وقلق مشروع: ولكن ومع الاسف نحن الجنوبيين ، وعلى مدار أكثر من ستين عاماً نعيش حالة من الملاعنة الخارجية والتخبط السياسي الداخلي، وعلاقاتنا الخارجية كانت وما تزال بائسة ومتعثرة، ولم ننجح في إقناع اي دولة بقضيتنا نتيجة خصوماتنا الداخلية الوهمية .واذا جرت هيكلة للبلدان العربية التي تعيش حروب داخلية فقضيتنا اذا لم يوجد من يقود سياستها الخارجية ستخضع لتلك الهيكلة.
من هنا، تأتي تحذيراتي ومطالباتي بعدم الرهان على خيار واحد وحيد أو جهة واحدة، وابقاء المجال متاحاً أمام الخيارات الأخرى؛ أي بالتعبير الجنوبي الدارج “لا تضع كل ما لديك من البيض في سلة واحده”… دع شرعية هادي تعمل ونسق معها ، دع القيادات الجنوبية في الخارج تعمل ونسق معها؟؟!!! .. انفتح على الاقليم وبدد تخوفاته !!! وهنا سنجد فعلاً بأن هناك روحاً جديدة تسري في لغة المواقف والخطاب السياسي الجنوبي..
• واخيراً ماهو رايك بالرابطة الإعلامية الجنوبية” سما”؟
– ممكن الخص رايي في النصح لأخوتي في الرابطة الاعلامية الجنوبية” سما”*؟ خاصة وان الموقع يضم ثلة من الكفاءآت واصحاب الرؤية الوطنية الجنوبية ان يحرصوا على ثقافة الجمع حتى وان كان هناك اختلافاً بالرأي ، وعليكم ان تدركوا جيداً رأي وعدد المشاركين النشطين والواعيين لان ذلك يعتبر معيارا لدراسة قوة أي موقع للتواصل الاجتماعي واي شبكة إجتماعية على الانترنت، ولأنها تتيح معرفة مدى تفاعل الناس معها، ومن خلال هذه المواقع والمواضيع والمشاركات التي تنشر سنتعرف على الرأي العام ، ك”مؤشر” فقط وليس كحقيقة واقعة ، وعليكم ان لا تكتفون ب موقعكم(سما) بل لابد ان تتعرفون على أقوى مواقع التواصل الاجتماعي في الداخل وفي الخليج وحول العالم.
اتمنى لكم من كل قلبي النجاح والتوفيق وأشكر كل من شارك في الاسئلة ومن أعد لهذه المقابلة.واعتذر مقدماً عن اي اجابة قد تكون غير موفقة لكن ماذا نعمل فهذا مستوى فهمي للواقع ومستوى ثقافتي المتواضعة جداً ، فنحن بشر نصيب ونخطىء.
المحامي علي هيثم الغريب شكراً لك لتلبية الدعوة للإجابة عن تساؤلات الجنوبيين متمنين لك الصحة والعافية ,,,,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى