آراء جنوبية

هوس القتل الاستعراضي بالرصاص الراجع

جمال مسعود

ناشط تربوي جنوبي
تقيد القضية ضد مجهول .. ويدفن الميت في مقابر المسلمين .. وعظم الله اجر اهله وذويه .. وليعد الجميع لاستكمال الحفل .. ولتتحرك زفة في اتجاه العرس .. وزفة اخرى في اتجاه المقبرة .. ويبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر البكاء بدل الدموع دما
كل شي عادي .. عرس واهازيج في مكان .. وعزاء وعويل في مكان آخر .. ام تفرح بزفاف ولدها وام تبكي لدفن ولدها بمناسبة واحدة . فرقت بينهم وغيرت حالهم طريقة الفرحة باطلاق الرصاص في الجو ، وهو رصاص حربي يستخدم في جبهات القتال ولكن هنا لايتم الامساك بريموت التحكم باتجاه الرصاص الحي نحو الاهداف .. لان المعتاد ان الرصاص الحي يتم اطلاقه بعد تحديد الهدف والتصويب نحوه بدقة لتقتل به عدو اعتدى على ارضك وعرضك. فيا للعجب! !! رصاص حي يطلق في الجو ولايبالي من اطلقه في اي اتجاه ستكون اصابته اين وفوق من ستنزل الرصاصة لانها لاتتبخر في الهواء تصعد الى اعلى مدى لها ثم تنزل سهم قاتل . تحت مسمى مائع للقتل ( رصاص راجع) بينما هو في الحقيقة ليس رصاص راجع هو رصاص قاتل له مكان الرمي ومكان الاصابة وبينهما مدى الرمي وقوسه. الممتد من نقطة الانطلاق ونقطة السقوط وبقياس المسافات والابعاد فكل من اطلق رصاصة في الجو على مدى الرمى للبندقية الالية داخل المدينة وبين الاحياء . فانه مؤكد سيصيب بها هدف وهنا فقط تختلف الاهداف مابين اجسام صلبة كالممتلكات العامة والخاصة او اجسام رطبة كالاجساد البشرية او الحيوانية. وكلها اهداف محرمة بقصد او بغير قصد. ويترتب على ذلك الفعل عقوبة شرعية. يفصلها الفقهاء والقضاة ، لكن مايدعوا للاستغراب والدهشة هو التغاضي الاجتماعي عن هذه الجريمة الشنعاء وعدم التصدي لها وضحاياها كل يوم وهم في ازدياد وهناك في المجتمع سلطة وحكومة وهيئات ومجالس وتجمعات وتكتلات ونخب وفئات وخطباء ووعاظ ومرشدين. كل ذلك وهوس القتل الاستعراضي بالرصاص الحي يزداد ضراوة كل يوم عن الآخر احدهم في مقيل في احد الاحياء. يجلس بين اصحابه يخر صريعا مقتولا بالرصاص الحي من الجو من مكان مجهول واخرى تكنس حوش المنزل بعد ان انهت ضيافة اهلها وخلانها تأتيها طلقة رصاص حي من مكان مجهول ترديها قتيلة دون ان يعلم احد من اهلها ماذا اصابها يتفقدونها ليس بها شي حتى يستدل احدهم على بقع الدم في خمارها ليعلم انها قتلت برصاص حي من مكان مجهول وتلك الطفلة التي اكملت فرحتها بنزهة جميلة مع والدتها في التسوق وشراء اغراض المنزل وهي بين يدي امها تتنطط من الفرح تاتيها طلقة رصاص حي في راسها تسقط الطفلة بها صريعة في الارض لم تتداركها حشرجة الام والدم يقطر بدل الدمع. او ذاك الذي يمزح مع صاحبه ويصوب فوهة البندقية نحوة لتنطلق رصاصة الشيطان القاتلة لتخترق جمجمة صديق العمر فيموت بدم بارد ومستهتر.
قيل ان قتلى الرصاص الحي في غير الحرب ايام المناسبات والافراح بلغ حدا لايمكن تصوره كاد ان يتساوى مع قتلى الحرب والاوبئة وهذا ما يطلق عليه بالقتل الاختياري اي ان مطلق الرصاص في الجو هو يختار الجهة وعدد الطلقات. ولكنه لم يستهدف احدا بحد ذاته اي انه لم يقصد باطلاق الرصاص الحي قتل احد ولكنه ترك الامر للصدفة كما يقال ( القضاء والقدر. ) فالقتل هنا جاء. بغير استهداف لكنه قتل وله ضحايا. وكان بامكان القاتل تفادي وقوعه بعدم اطلاق الرصاص لكنه باختياره الاصرار على الخطأ والاستهتار بالدماء. والعبث بارواح الناس وعدم تنفيذ الاحكام كل ذلك دفع الى الهوس بالقتل اليومي للانفس البريئة دون رحمة
ماذا اصابنا ايها الناس نعرف اننا نقتل النفس ونجرح القلب ونتلف الممتلكات ونرعب الآمنين ونعبث بالارواح البريئة ونغضب الله ونعصي رسوله ونتعدى على الحرمات ونعتدي على القريب والبعيد ولا نبالي… اين العصا الغليظة .. واين السياف .. و اين المقص يقص سلاح العبث.. اين السكين تقطع يد العابثين قاتلي الانفس البريئة. واين الفتوى الشرعية والعقوبة القانونية. اين من يحفظ دماء الابرياء وارواحهم وممتلكاتهم. من هوس القتل الاستعراضي بالرصاص الراجع ! ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى