آراء جنوبية

المخلوع صفر الجمهورية للحوثي ومن قرح يقرح

صلاح الطفي

كاتب جنوبي
تغنى بحلم الجمهورية بعض أهل اليمن ورددوا :
جمهورية من قرح يقرح
واليوم قرح وهم الجمهورية ووهم الثورة اليمنية
ومن قرح يقرح
فهذا مخلوع اليمن يصفر للحوثي عداد ما سمي بالجمهورية العربية اليمنية ويمسح منه كل الأرقام والمؤشرات , وهو الزنيم الذي قاد أطول مرحلة مخضرية فاشلة بدعوى النظام الجمهوري , و كانوا يصفرون له العداد أنذال المؤتمر الشعبي الفاسق العام , حد إن الكثير منهم كان يتمنى أن يصفر له عداده الخاص !!! أيام الزعامة ونهب ثروات الجنوب والتشدق ( بالطيمقراطية ) .
زنيم اليمن من الزعامة إلى بيت الطاعة, طرطور مطأطئ الرأس ينفذ ما يمليه عليه سيده عبد المجوس ويسلم له كل ما كان يتبجح به من رجال وسلاح وثروة وجاه , عن يد وهو ذليل صاغر .
في مفارقة تاريخية توسم شعب أحمد بالذل والخنوع والخضوع والعبودية , وعلى رقابهم صفر المخلوع وهم الجمهورية للحوثي إلى الأبد .
ومن قرح يقرح .
فالظاهر يلوح بالمآل الوخيم حد يستحضر رثاء الزبيري اليوم للشعب الذي ظل يتبجح بقيادة الزنيم , الذي خذل أهل اليمن والجنوب من حلم وحدة حقيقة تقيم العدل وتنشد النظام والقانون , وتحيي روح الإخاء وتعزز روابط الشعبين الجنوبي والشمالي بما تحتمه العلاقات التاريخية والدماء الجارية , والتي حولها صعلوك اليمن إلى صكوك وأرصدة من ذهب , بعد الغدر بالجنوب ونهب ثرواته .
فسبحان الله الذي كان له بالمرصاد وسخر عليه قوارح عاصفة الحزم العربي التي لم تبق ولم تذر للمخلوع من ماله الحرام وقصوره المعلقة , إلا حسرات الندم يتجرعها ليل نهار , جزاء وفاقا لخيانته ونكثه بكل العهود والمواثيق .
قرحه الجمهورية , وقريب يقرح المخلوع بطلقة حوثية , في كهف من كهوف مران , ربما تدخل من فمه وتخرج من أحد السبيلين .
ومن قرح يقرح
وفي الواقع لم يكن هناك ما سمي بالجمهورية العربية اليمنية , جمهورية حقيقية تقيم دولة النظام والقانون , ويستند حكمها للشعب اليمني وخيرة أبنائه اللهم مرحلة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اغتالته القوى الظلامية التي تتحكم باليمن وأهله إلى اليوم .
وما بين 26 سبتمبر 1962 وما يحتدم اليوم في قلب صنعاء اليمن من تحولات دراماتيكية تحت وطأة السلالة الكهنوتية لا يبشر بالعودة بشعب اليمن إلى بيت طاعة الإمام فحسب , بل إلى أحضان المجوس لفرض ولاية الفقيه وربما إعلان ((دولة اليمن الإسلامية )) امتداد لجمهورية إيران الإسلامية ظاهريا والمجوسية عقديا .
وما كان وهم الثورة والجمهورية إلا مرحلة انتقالية كان المتنفس الوحيد فيها بارود بندقية القبيلة التي كان يظن البعض أن لها القول الفصل في حكم اليمن , ولكنها ظلت على عهودها المذهبية تحن لحجر الإمام والعودة بشعب أحمده إلى أحضان أسياده .
إنها لعنة الثلايا يرثها الشعب اليمني ,مثل دعوة ( ربنا باعد بين أسفارنا ) التي استجاب لها رب العرش العظيم ومزقهم كل ممزق .
واليوم يحكمهم عبد المجوس حاملا حجر الإمام بيد وخنجر المجوس باليد الأخرى .
وهو استحقاق لشعب أنقسم عام 2011 م بين عليين أحمرين , في مليونيات درسعية , كل مليونية ترى خلاصها بأحد الأحمرين لا بحريتها ولا بمن بيده ملكوت السموات والأرض .
إذا لم تتحرك مقاومة وطنية حقيقية بعد عامين ونصف من الخذلان والتآمر , فلا غرابة على مآل شعب خرج بالأمس القريب إلى مربع الوهم موحد الذل والخنوع ينشد المخلوع الذي باعه للمجوس وفاجأهم بوجه العبوس القمطرير طرطور يأتمر بأمر سيده الحوثي .
ومن قرح يقرح .
بعد انقلاب 26 سبتمبر 1962 م دفع جمال عبد الناصر بنخبة الجيش المصري , مغاوير وصاعقة و جيش عرمرم , لتثبيت وهم الجمهورية , والنتيجة كانت كارثة استنزفه دماء أبناء مصر العروبة عشرات الألوف من القتلى والجرحى .
وآخر الأمر كانت اتفاقية 5 نوفمبر 1967 م خرج بها الجيش المصري يحمل مأساة حلم الجمهورية العربية المتحدة , وتحمل اليمن بمخلوقها ( الجملكي الهجين ) .
وكانت عمامة القاضي عبد الرحمن الإرياني حل وسط بين (المنزلقين ) محاط بثالوث الكهنوت المجوسي القبلي الجاهلي الذي يطنب جذوره في أعماق أرض اليمن وقلوب أبنائها , في الجبال و الوديان والتهائم من 1300 عام .
قرح قلب عبد الناصر وقرح كل قلب حاول يساعد أهل اليمن ليخرجون من الظلمات إلى النور .
قرح حلم اليمن الديمقراطي الموحد
وقرحه معه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عندما استدرج القيادة الجنوبية شرذمة من اللقالقة الهاربين من بطش أسيادهم الزيود , وكان ما كان منهم من تآمر على الجنوب منذ إعلان دولته الوليدة في 30 نوفمبر 1967 م , إلى مراحل قيادة التطرف اليساري الذي كان منظره الشيوعي ألأممي عبد الفتاح إسماعيل , وما جنت تلك المرحلة على الجنوب أرض وإنسان من تأميم إلى مذابح بينية , كان يخرج منها الجنوب منقسما , بين مسمى ثوري وآخر رجعي .
وجماعة اللقالقة يخرجون بعد كل كارثة من خدورهم في عدن مجتمعين لتطهير حزب فتاح من باقي رموز الجنوب وقياداته الساذجة .
حتى كارثة يناير وبعدها من تبقى من الرفاق كانوا تحت ضغط حلم عودة الدودحية وبنت الدودحي بعدما أوهموا آخر القيادات الجنوبية أن معهم 1.5 مليون فتاحي في تعز وإب التي استسلمت قبل عامين ل 300 حوثي .
وبعده كان حرب الاجتياح وكان أعضاء حزب فتاح في طلائع الغزاة يسوقونهم أسيادهم إلى عدن واحتلال الجنوب عام 1994 م .
قرحه دولة الجنوب وقرح جيش الجنوب
ومن قرح يقرح !!!
وعادت الدودحية لخدمة أسيادها باب اليمن ومعها رب العائلة تكنس وتطبخ وتمسح بالأمس للزعيم , واليوم لسيدها عبد المجوس .
وقريب يا أبناء تعز وإب وتهامة وبيضاء حسين , إذا لم تحزموا أمركم للدفاع عن كرامتكم , فمصيركم مصير أجدادكم ذل وخنوع وعبودية .
ومن قرح يقرح .
ختاما :
على قيادة وقوات التحالف العربي أن تعيد حساباتها وتأخذ بأيد الجنوب , وتحاسب حلفائها الأخونجيين المتآمرين مع أسيادهم , قبل فوات الأوان .
والجنوب اليوم بعون الله سوف يحزم أمره . ولن يقرح .!!!
بقلم / صلاح ألطفي
25 ذو الحجة 1438 للهجرة
15 سبتمبر 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى