آراء جنوبية

تلازم الفساد واحتلال الفيد

صالح علي الدويل باراس

كاتب جنوبي
ان فعالية يوم 10/اكتوبر في شبوة جاءت ضمن فعاليات في كل مدن الجنوب ممتدة للتهيئة للانطلاق الى عدن احتفاء بالذكرى (54) لثورة اكتوبر ..وكان الفساد احد.عناوينها الفرعية لارتباطه ارتباطا وثيقا بالاحتلال بل إنه الوجه الذي زرعه فينا واوكل له مهمة التدمير الذاتي لنا.
وقد نقد البعض تصدي الحراك لذلك باعتبار أنه ثورة لاستقلال الوطن وان نترك الفاسدين يغرقون في فسادهم ..خاصة وأن الحراك لم يتصدى لذلك أيام سطوة عفاش وجنده .. بل البعض رأى في ذلك تناقضات لأن السلطة الآن من ابناء المحافظة وكأن هؤلاء الابناء قديسون بينما هم وحل الفساد ونتانته أو أنها دفاع عن موظف عام محسوب على الحراك تمت اقالته ..من الاستفسارات والايحاءات التي تناولتها أقلام التعليقات المتعددة التى مفروض أن يهمها الفساد المستشري وظلت صامته صموت ابي الهول إلا من خيمة يتيمة ينصبها احدهم فيبعها فيبيعها بفساد.
التنديد بالفساد أضافة قوية للحراك فهو ليس وصفا مثاليا ولا كائنا معلق في السماء ، الحراك ثورة على الأرض وتتعامل وستتعامل مع كل الملفات حسب أولوياتها.
الفساد أخطر من الاحتلال وأشد فتكا منه وأكثر تخريبا وإفساد للذمم والاخلاق وفي حالتنا فلاحتلال حاضنته وراعيه وازارعه
الاحتلال نوعان : احتلال استعمار ، واحتلال نهب وفيد النوع الأول لايؤسس فساد لأنه يقدم احتلاله بان استعمار يعني جاء لكي يعمر الارض وهو نوع لايتعايش مع الفساد ولايتعايش معه الفساد وكان نموذجه الاحتلال البريطاني
اما احتلال النهب والفيد فلا يعمر أرض بل يسرقها ويخربها ويفسد الذمم ويختار الاصنام المحلية التي لاتنكر منكرا فيسلطها على رقاب الشعب ولن يدخر جهدا في ان يهلك الحرث والنسل ، أن استطاع لذلك سبيلا ، احتلال الفيد يقترن بالفساد بل يخلقه من العدم وينشره خرابا في كل مفاصل الحياة ففي الفساد حياته وديمومته وبقاءه وازدهاره.
الاحتلال سواء احتلال استعمار أو احتلال نهب وفيد وان اختلفا ، لكن كلاهما عدو واضح صريح يستفزك يستثيرك ، تعلم انه موجود وجود مادي تراه في وجه العسكري وفي آثار جزمته فيستثرك فترفضه يقمعك فتقاومه ، يقتلك فتقتله وفي الاخير الأرض تتكلم بلغة اهلها فيرحل.
لكن احتلال النهب والفيد يغرس اوتاد وينشر امراضه ابرزها الفساد، العدو الصامت الجبان المرن ، فيصير دولة وسلطة تدمر القيم وتفسد الاخلاق وتحرم الكفاءات وتمنع التنمية وتدمر البنية وتؤسس للتخلف، فيه خراب المال والوظيفة والخدمة ينشاء في الإدارة من خراب الذمم فيخرج منها الى الخدمات ثم إلى المجتمع واذا لم تتصدى له الهمم يدخل البيوت ومعلوم تسمية فساد البيوت!!
اذا تمكن الفساد في مجتمع قل عدله وفسدت ذمم اهله وأصبحت طباع حكامه وحكمه وادارته ومسئوليته طباع خنزيرية تأكل الفضلات وترتع في الأوساخ ولن تجد في مجتمع الفساد من ترتقي عزيمته وتنتخي همته ورجولته للتصدي للأخطار الكبرى ومنها الاحتلال لأنه يخلق في الجميع ثقافة اللامبالاة والتبرير “ثقافة الدياثة ” في الإعلام والسياسة وشؤون المال والمجتمع والإدارة ويصبح منهاجا تقتفيه الأجيال ولا تنكره فيخربون مجتمعاتهم بايديهم ويسلمون اعداءهم قيادهم.
إن أي سلطة سواء محلية أو مركزية معتمة تفتقر للشفافية، لا تتفعل فيها أجهزة الرقابة والمحاسبة هي مفرخة فساد وحاضن مهمته امساك الجنوب حتى يتم تأهيل احتلال الفيد وعودته لاستلام الجنوب مرة أخرى
الفساد مثل الفاكهة التالفة المتعفنة تبدأ ثمرة واحدة واذا لم ترمها في الزبالة افسدت كل الثمار .
مكان الفاسد الزبالة واذا لم نرمه في الزبالة سيحول كل المجتمع إلى زبالة
الفساد واحتلال الفيد توأمان متلازمان مترابطان والذي لا يرى تلازمهما أما انه أعمى في رؤيتة أو انه يهرف بما لايعرف فاقبح محام محامي الفساد، فإن أردنا التحرير من احتلال النهب والفيد أو حتى تحررنا منه ، فلابد من ، لبناء الوطن ، من محاربة الفساد فهو توأمه وتجفيف روافده وتحقير رموزه والتشنيع عليهم والقضاء على عوامل انتاجه .
الفساد ثمرة تآلفة معفنة أن لم يرمها المجتمع في الزبالة استشرت فيه وحولته كله زبالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى