آراء جنوبية

سر معارك بيحان في مأرب ..!

صالح علي الدويل

كاتب سياسي جنوبي
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي يوم امس بما يجري في بيحان لدرجة ان البعض ضخم ماجرى وان المسالة ساعات ويجتاح الحوثي شبوة مرة أخرى
اعتقد ان جزء مماجرى وسيجري في بيحان مرتبط بماتعرض له الإخوان المسلمون في عدن ، سواء حقيقة كما يقول الأمن أو افتراء كما يقولون، مع أن السيطرة الإخوانية على بيحان كانت هدف اخواني رئيس منذ انسحاب الحوثي من عتق ليكون ” مسمار جحا” في الجنوب .
ما كان تاخير تنفيذها الا مرحليا لكي تنهك وتتهاوى ، بفعل قلة ذات اليد ، بقية القوى الغير موالية لمشروعهم الذي يتخلق في مأرب بإشراف مباشر من نائب الرئيس، قوى مقاومة ليست محسوبة عليه اوقعتها الحاجة تحت رحمة قرار مأرب الوصي على مال التحالف للمعارك وذخيرته ومعلوماته واتصالاته ، وكلنا قرأنا تصريحات بن دغر عن ضخامة موازنات بعض الألوية وهزالة مايصلها من هيئة الاركان لإدارة المعارك
مشروع مارب يعرف جيدا ماذا يعني قطع الإمدادات والدعم عن المقاتلين الذين يختلف معهم ويختلفون معه فاحتاج القرار وقت تنفيذ ومبرر تنفيذ فقط .
المؤكد أن السيطرة الإخوانية على معارك بيحان مؤشر يجب الاستعداد الجدي له جنوبا فلا تأثير له شمالا ولن يتجه صعودا مع عقبة ” القنزع ” بل ستظل عيون مارب متجهة الى حسم معاركهم في الجنوب ليقدموه مهرا للحوثي وعفاش ليرضوا
” برجعتهم السياسية ” لصنعاء
في بيحان لايوجد تواجد حوثي قوي عصي على الاقتلاع بل يوجد للشرعية فيها قرار عسكري ضعيف تمت السيطرة عليه من مأرب ويراد للحسم أن تكون له صفة ومواصفات محددة ، قرار لايهمه الحسم العسكري بل يهمه الحسم لصالح مأرب ومشروعها أو يظل بدون حسم.
تعيين الكليبي بدلا من بن حصيان رسم لوحة المعركة القادمة في بيحان التي اخرجت أو ستجبر على الخروج منها ، كل القوى إلا القوى الموالية لمارب !
الخطة لم تكن خافية منذ الانسحاب الحوثي من عتق وان نصر بيحان يجب أن تكون له مواصفات محددة ، وما جعل الحاجة كبيرة لاسقاط بيحان الان لحساب مارب عدم قدرة الاخيرة على تحقيق اي نصر باتجاه صنعاء فتعتقد ان اسقاط بيحان ، أن استطاعت ، سيكون “ورقة توت ” تغطي عورة فشلها وخيبة معاركها لاسقاط صنعاء .
ان تسجيل النصر جنوبا سيعطي مشروع مارب رافدا شعبيا قويا تحتاجه في الشمال الذي استعصى عليها الانتصار فيه .
الجنوب لن يباع … لا اخشى بيعه ..أشد ماخشاه ان الذين خابوا في تحقيق أي نصر في الشمال ، يتجهون الآن جنوبا ، ورغم ذلك فالخشية ليست من مارب الشمالية بل طرفية مشروعها جنوبا وهنا سيصبح الجنوب ساحة صراع مع المشروع اليمني الاخر للاحتلال وهو صراع مختلف عن صراعا مع الحوثي فهذه المرة ستشارك لامحالة مع مارب دماء جنوبية لم تشارك في حرب احتلال الحوثي / عفاش ..
الشماليون لايهمهم الجنوب واشد ما اخشاه ان يجدوا عمال أجرة سياسية / حزبية ، وسيجدونهم ، ما سيدخل الجنوب في مرحلة تدمير أخرى أشد ايلاما وتقطيعا للارحام.
الايجار المادي موجود ومعروف في الحروب على مر التاريخ لكن أشد منه الايجار الاديولوجي فهو قتل وتدمير وترويع واقلاق سكينته مع اعتقاد الأجير بالثواب والمنزلة الرفيعة في الجنة
أصبحت حوائط الفايس وتغريدات تويتر وزوامل وصيحات صفحات الواتس اب والصيحات والمظلوميات والحملات ضد المجلس الانتقالي وقوات الأمن أو النخب أو الاحزمة او اي مشروع يتخلق جنوبيا، ليست الا فاترينات تجارية ترسمها ايدي خفية في الجنوب للتهيئة والإعداد لذلك القادم من مارب فينبغي الاستعداد له جيدا مهما كانت النتائج .
صالح علي الدويل
17/ 10 / 2017م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى