آراء جنوبية

عندما يصبح النضال استثماراً انانياً واستهتاراً بالإرادة الشعبية الجنوبية

عبدالله ناجي بن شملان

كاتب وسياسي جنوبي
عملية النضال الثوري عمليه تراكمية يصنعها المناضلون بدعم وتعاطف ومشاركة الجماهير الشعبية ، وتصبح الارادة الشعبية بتعاطفها هي من تصنع القادة وتدفع بهم الى الامام لتبني قضاياها والتعبير عن آرائها وطموحاتها، وحين تتعقد مهام ومشاكل العمل الثوري الوطني، يصطدم قادة المواقف ، بعدم قدرتهم على تحليل وتقييم وتنظيم العمل الثوري واتخاذ الاساليب المناسبه وفقا لمتغيرات الواقع والسياسه، وعدم القدره على حسن ربط المهام التكتيكية والاستراتيجيه للعمل الثوري.
هما تبرز نقطة المتغير الذاتي في العمليه الثوريه بين مناضلون جدد يطمحون لدفة القيادة بغض النظر عن امكانياتهم السياسيه والقياديه ،وبين قادة تملكهم الغرور والذاتيه ليعتبرون القيادة حكرا لهم ، وما بين هذا وذاك تنشاء القيادات الاصوليه التي تقتنص الشعارات لتقفز الى دفة النضال بتشجعيها واستقلالها رمزية القائد او تشجيع القيادات الجديده بهدف دخولها معترك النضال التي كانت بعيدة عنه ولا لها صلة فيه ولكنها تحاول اللحاق بالمتغير الذي قد تراه انه سيهدد مصالحها.
وهذا ما حصل فعلا في مسار حركتنا الثوريه الجنوبيه بقيادة الحراك السلمي الجنوبي
ولعدم المنهاجية والمؤسسية والتنظيم للمكونات الحراكية وغياب طابع المحاسبة والتقييم للعمل الثوري فضلت كل القيادات العمل وفق هذا المبداء الذي يبعدها عن المحاسبه والتقييم ،واصبحت عملية الاختراقات والتفريخ للقوى المعاديه في اوساط مكونات الثورة قائمه وتشكل خطرا حقيقيا على مسارنا الثوري وقضيتنا العادله .
 
وامام تخبط تلك القيادات وعدم قدرتها على التوافق وصياغة البرامج والاهداف للحركة الثوريةالجنوبيه، اصبح لزاما امام الارادة الشعبيه الواعية لمصالحها ان تقف امام عبث الذاتيات وعبث العناصر النفعيه والاستخباريه والمصلحية وان تعلن باردتها الحرة عن تفويض لقائد من قادة النضال الثوري والتحرري وهو اللواء عيدروس الزُبيدي لاختيار قيادة تمثل وتقود النضال الثوري الجنوبي للوصول الى اهدافه ،وكان لاعلان رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي مشروعية شعبيه، لا يمكن اسقاطها ،واي مدع بذلك فهو يناضل من اجل اسقاط ارادة الشعب، وخدمة اجنده ذاتيه او داخلية او خارجيه.
ولا يعني الامر حينها تفردا بالعمل السياسي الجنوبي والقضية الجنوبية، بل من حق المكونات والاحزاب ان تنشى بناها التنظيمية وتساهم في العمل الوطني وفق برامجها ولكنها عاجزة ان تكون القائد لان الجماهير قد صنعت قياداتها وقطعت عبث العابثين في العمل الوطني.
وهنا تقع المسؤولية الوطنية امام المجلس الانتقالي في عملية استكمال بنائه التنظيمي والاعلان عن الجمعية الوطنيه الجنوبيه، واستيعاب اغلب القوى والشخصيات الوطنية الجنوبيه المناضله بعموم الخارطة الوطنية الجنوبيه .
قد يزايد البعض الى طابع الديمقراطية ،والدخول في تمثيل مكونات كثيرة العدد متشعبة الرؤئ و متعددة الاهداف ومختلفة في الوسائل والاستراتيجيات والتكتيك ، ومنعدمة البناء التنظيمي والمؤسسي، ولذلك لشعورها ان تفويض الارادة الشعبيه قد قطع دار الدكاكين الحركيه وانشاء مؤسسه وطنيه قياديه جامعة هي ..
“المجلس الانتقالي الجنوبي ”
فمن يقف ضد قرار وارادة ومصالح الارادة الشعبيه..؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى