آراء جنوبية

لسنا مع تعويم نضال باعوم الأب ، ولمصلحة من يُعّوِم تيار باعوم سياسيا !!

هاني البيض

كاتب سياسي جنوبي
بعيدا عن مؤيد ومعارض او تعدد الاّراء ،، او حرية اتخاذ الموقف الذي يراه البعض يناسبه جيدا ويعبر عن قناعاته وموقفه …!
ماصدر موخرا عن مؤتمر تيار باعوم هو انحدار سياسي غير متوقع ..
يشابه انحدار العملة الوطنية وحالها القادم على التعويم الذي سيفقدها قيمتها السابقة ..
وهو ايضا ليس بعيدا عن الانتحار السياسي ..
واضرارة وتبعاته كانت اكثر من نفعه على الجنوب ..!
ذلك بفعل عوامل متعددة فلا الزمان ولا الظروف ولا المكان يعد ملائم ومعقول ..
فقط ارسل إشارات ورسائل للمراقب والمتابع للشان الجنوبي وللمعنيين وللتحالف تحديدا كانت سلبية وخاطئة والناس في غنى عنها …!
بدون شك ستعطي دلالات مشوهه تودي الى اعادة النظر في صحة ماكان ولازال يدعية ويكرره اعداء الجنوب ونظام صنعاء دوما عن واقع حال الجنوبيين سياسيا بان عمق خلافاتهم واصطفاف الناس ضد بعضهم عميق وتناحري .. في هذا الجزء من جنوب شبه الجزيرة ..
كذلك ماجاء من توجيه اتهامات وانتقادات غير مناسبه او لائقة لقوى التحالف التي لم يشفع لها عند هولا حتى دورها الإنساني في لحظة تخلي العالم عن الجنوب ..
وتم وصفهم بالمحتل والمغتصب لاراضي الجنوبين ..وهذا عيب وكلام غير مقبول ويعد مراهقة وشطط سياسي غير مسوول .. !
ليس بالضروره عندما تفشل بعض المكونات باحترام نفسها من خلال عدم احترامها للمبادئ والمواثيق الوطنية الموقعة بينهم والتي حددت الخطوط الحمراء والثوابت في العمل الوطني ومن هو عدوها وعدو الامة ومن صديقها .. ان تنزلق وطوعيا نحو مواقف وخيارات ليست وطنية وليس حولها اجماع ..
هذا الموقف الغير مقدر وغير موفق .. مرفوض لدى أغلبية ابناء الجنوب الشرفاء والاحرار ..
وندعوا اصحاب المواقف الرمادية والموافقات الضمنية على هذه التطورات السلبية ان يراجعوا ويقيموا مواقفهم جيدا بعيدا عن المماحكة او التشفي وان ينأى بعض المناضلين الذين تجاذبتهم هذه المواقف بأنفسهم وبقدر من الشجاعه عن هذا المزاج السياسي السائد الذي يلمح الى وجود فساد سياسي وأضح ينخر في جسد الحركة الوطنية في الجنوب ومقاومته البطلة الابية ..
ومن مجريات التطورات موخرا ايضا يتضح ان هناك من يحرص دائما على تعكير صفوا الحياة السياسه في الجنوب .. وشق الصف ووحدة ولحمة ابنا الجنوب .. واخرين ليس بعيدا عنهم تكمن رغبتهم في خلط الاوراق مجددا ..
والعودة الى الحالة السابقة الغير صحية التي عاشتها المكونات في الماضي ..
وكانت سبب في اخفاق العمل الوطني الجمعي في الجنوب والتشويش عليه امام الراي العام وكذلك هز من ثقة الشارع .. وفقدت عدد من مناصريها وزخمها .. وخسر الجميع في الماضي مع ان الخاسر الاكبر هو الشعب الذي أعطى ثقته لهم وقدم تضحياته في ميادين الشرف ..
وقد كان هذا هوس وإدمان سياسي قديم لدى البعض وللاسف يعاد تدويرة دوما دون جدوى ولم يحصد الا الخيبات .. خلال كل المنعطفات السابقه ..
الجديد اليوم والمستهجن والذي يختلف عن صراعات ومماحكات الماضي هو ان فصيل جنوبي يداهن ويهادن الاحتلال ويمد يده لمن كان سبب في معاناته وبلاه .. متناسيا كل الدماء التي سالت وكل تضحيات الشهداء والجرحى ..
فعلى اي فهم ومنطق انساني وسياسي ممكن يستقيم ويقف اصحاب هذا التوجه ..!
حقيقة لانجد تفسيرات مقنعة ..
غير مايوكد مسعاهم الملتبس والمشبوه .. والتكليف بهذه المهمه وفي هذا الظرف الحساس ..
كان الطبيعي ان يعتبر كل مناضل وطني شريف بعد كل ماجرى ومر به الوطن من محن ومعاناة ويتحصن ..
والغير منطقي وليس من الحكمه ان لايعتبر الجميع من تلك التجارب القاسية التي ليست ببعيد عن ذاكرتنا .. ولازلنا ندفع ثمنها الى اليوم ..
اما الغير واضح لاصحاب هذا الاتجاه ورواد الأفكار الشيطانية التدميرية
ان منحاهم هذا يعني السير باتجاه مغاير لتوجهات الاغلبية الوطنية من ابناء شعب الجنوب وهو تغريد نشاز وخارج عن السرب والذوق العام .. أهمها سيكون تأثيره على هذا المكون والتيار نفسه سيء ويضعف حظوظه في البقاء والصمود في الساحه كشريك وطني ريادي ومؤتمن .. في اي استحقاقات قادمة !
وهذا يجب ان يكون واضح لاي مكون اخر قد لا يفكر جيدا في حساباته ويقدم على خطوة انتحارية مماثلة سياسيا في الجنوب قد تودي به لما آل اليه تيار الباعوم الذي عوم نفسه سياسيا ..
ختاما اقول لابد ان تكون هناك سلطة للمجلس الانتقالي تحكم اي خروج عن الاجماع الشعبي والخيار الوطني ورسالة الشهداء ..
وهذا الخيار مدعوم سلفا من ابناء الشعب ولا يحتاج الى تفويض او مليونية اخرى ..
وعلى كل النخب السياسية الجنوبية ان تكون رائدة في تضامنها ودعمها لمجلسها الانتقالي الذي اصبح يمثل رقما هاماً في المعادلة القائمة اليوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى