آراء جنوبية

موقع الجنوب في التحالف الجديد تحالف السعودية صالح!

احمد علي الجبيري

كاتب جنوبي
بعد ثلاث سنوات من الحرب في الشمال اصبحت كل اطراف الصراع منهكة ولا سيما التحالف والمخلوع صالح فهما من يدفع فاتورة الحرب كل يوم دون ان يحقق اي طرف منهما تقدم على الارض ،
على مدى ثلاث سنوات يبدو ان التحالف وصل الى قناعة كاملة بان الشرعية اصبحت عبئا دون تحقيق اي نتائج على الارض وان استمرار الرهان عليها (الشرعية) يعني مزيدا من الفشل العسكري شمالا ومزيدا من الفشل الاداري جنوبا والذي في النهاية سيتحمل التحالف نتائجه السياسية والعسكرية والمالية .
لذلك لم يكن امام التحالف العربي خيارا اخر لانهاء الحرب والصراع في اليمن غير التحالف مع المخلوع صالح شمالا وفقا لصفقة سياسية يبدو اهم بنودها ان ينهي عفاش تحالفه مع الحوثيين وتحرير كل المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي مقابل دعم عسكري ومالي واعلامي يقدمه التحالف لعفاش وهذا ما بدا واضحا واظهرته وسائل الاعلام التابعة لدول التحالف ولكن ليس هذا فقط بل ان هناك مكاسب سيساسية سيحققها عفاش بعد القضاء على الحوثيين .
وما يهمنا كجنوبيين
ماهي تلك المكاسب السياسية التي سيحققها عفاش ؟
وما هو موقع الجنوب في التحالف الجديد تحالف صالح السعودية ؟
اعتقد جازما ان التحالف العربي وعلى رأسه السعودية بات يدرك اكثر من غيره بان الشعب في الجنوب لن يقبل باعادة اخضاعه لصنعاء مهما كانت المغريات او التهديدات ومهما كان الثمن لذلك يبدو ان التحالف توجهه جنوبا يختلف تماما عن توجهه شمالا طبقا للواقع الذي افرزته الحرب بل ان التحالف ومن خلال الامارات عمل طوال الفترة الماضية على دعم وتمكين ابناء الجنوب من السيطرة على ارضهم حتى وان كان ذلك الدعم على استحياء الا انه يدل بان توجه التحالف جنوبا هو تسليم الجنوب للمجلس الانتقالي لكونه الممثل الشرعي والوحيد لارادة شعب الجنوب .
اما اذا كان الجنوب ضمن صفقة التحالف الجديد (السعودية صالح) فهذا يعني بان التحالف قد تخلا عن الجنوب (الذي انتصر للتحالف العربي قبل نفسه وفي ايام قليلة وباقل تكلفة) لصالح القوى الشمالية وعلى رأسها عفاش كثمن للقضاء على الحوثيين وهذا يعني بان التحالف سينهي حربا في الشمال ليشعل بدلا عنها حربا شمالية جنوبية ستكلفه اكثر من الحرب الحالية وسيخسر فيها التحالف شريكه الرئيسي (شعب الجنوب) والذي يمتلك اهم موقع ةاستراتيجي في المنطقة وايضا لن تكون دول التحالف العربي والمنطقة والعالم بمعزل عنها .
احمد علي الجبيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى