مقالات

الرئيس صالح ..ماضي موجع وموت مؤلم؟!

عبدالسلام قاسم مسعد

إعلامي جنوبي
مات الرئيس علي عبدالله صالح عفاش بعد حياةً رئاسية طالت لمدة 33 عاماً قضى معظمها في صراع وازمات واحدةً تلو الأخرى في مغامرةً للحكم شاءَ القدر أن تُكتبُ لهُ بعد مقتل الرئيس الغشمي.
وبعيداً عن الخوض في تقييم تجربته في عقده الأول من الحكم والذي بدأها في رسم المؤامرات ضد خصومه السياسيين..لنخوض معاً هنا في تقييم تجربته الوحدوية مع الوحدة مع الجنوب وكيف أستطاع أن يقضي على تجربةً وطنية رائدة في تجسيد النظام المدني .
دخل صالح الوحدة بعد أن استطاع أن يوحد التوجهات السياسية والقبلية والأجتماعية المتعددة له في الشمال وجمعهم في أطار سياسي واحد تحت مظلة مايسمى بالمؤتمر الشعبي العام كأطار شعبي وسياسي وقبلي يأخذ معه مختلف الوان لطيف المتفق معه والغير المتفق بعد اقناعه.
دهاء صالح في تأسيس المؤتمر الشعبي الجامع يعد نجاحاً غير مسبوق لوطن متشظي الأركان ومتخلف العقل والسلوك وجهل وفقر لايُطاق حينذاك.
جأت أحداث يناير86 وصراعات الداخل في الجنوب لتعطي حلم توحيده مع دولة الجنوب العربي بعد أن تمكن من قراءة الخارطة الداخلية للجنوب سياسياً واجتماعياً وعسكرياً عبر مايسمى (بالزمره) الهاربون اليه في صحاري مأرب وصنعاء.
دخل الوحدة وهو مخطط لتحقيقها ثم هدمها والإنقلاب على تجربتها منذ بدايتها الأولى واستطاع بحنكته أن يقنع الأصوات المعارضة لها في العربية اليمنية أمثال الشيخ عبدالله الأحمر وغيره ممن يخافون من التهام المشروع الأشتراكي واعداً لهم بأنه سيحقق الوحدة بشروطهم ثم يضمن لهم البقاء بكل ماهو قائم في صنعاء نظاماً ومنهجاً وعاداتاً وتقاليد.؟!!.
جأت الوحدة معهم وهم أكثر توحداً بينما جاء الجنوبيون وهم أكثر تنافراً وصراعاً بسبب غياب التصالح الداخلي بينهما منذ الأستقلال الوطني الأول.
لعب صالح حينذاك على أوتار تلك التناقظات الجنوبية وكان أول استقطاب له لمن تضرر من تجربة الجبهة القومية وأثارها المدمره وراح يعين منهم في مناصب مختلفه ،بينما تغاضت اللجنة المركزية ومكتبها السياسي عن أي إصلاح جنوبي من الداخل.
حضر الجنوبيون وقياداتهم بحسن نيه وبمشروع قومي عربي أستمد تأثيره من الفكر العربي ومن حركة التحرر العربية الى العاصمة صنعاء حاضرين بمناصبهم واولادهم وأسرهم وكل ما معهم بعد أن سلموا دولةً بعدها وعتادها وأموالها المرصودة في سويسرا منها الأسطول الجوي لشركة خطوط الطيران الديمقراطي(اليمداء).
ملك صالح قوام دولةً متكامله بعد إن كان حاكماً على جزء بسيط في صنعاء ومحيطها وبعض اجزاء إب وتعز الذي وصل اليها،ليبدأ عملية الأنقضاض والتأمر على شركاءه الجنوبيين عبر اعمال التصفية والاغتيال التي ابرمها بالمال مع أحد فصائل الشيوخ في خولان.
بدأت انطلاقة الأغتيالات في صنعاء بأغتيال الشهيد الحريبي وعمر الجاوي ثم لحقها وزير العدل عبدالواسع السلامي ووووووالخ والقائمة تطول ساعياً بذلك الى التقاط كل العناصر المؤثرة في بناء الدولة الوحدوية المأموله.
أنتصر على وأد الجنوبيين وأتجه به المسار الى تصفية الخصوم السياسيين له ولكن هذه المره من داخل المنتجع الزيدي نفسه ليصل به المقام في خلق ذريعه بمنهج فكري وراح يؤسس (الشباب المؤمن) لبدر الدين الحوثي بحجة الحفاظ على الإرث الزيدي بعد أن نصب لهم بالمقابل الطائفة السلفيه في عقر دارهم (دماج).
استهدف من انشاءه للشباب المؤمن في اضعاف القوى التابعة لحليفه العسكري علي محسن الأحمر وتدميرها بل ومحاولة اغتياله بنفسه عبر خطأ فني أدى الى وفاته لولا تأخير الله لذلك.
تصفية الخصوم بذرائع مختلفه كالسيارات والطائرات والسم والاغتيال هي فنون عفاشيه بأمتياز بدءً بالشهيد سعيد صالح سالم وصالح قاسم الجنيد والمتوكل والشيخ عبدالله والشيخ ابو شوارب وعبدالعزيز السقاف وعبدالحبيب سالم ونعمان قائد وماجد مرشد وكامل الحامد وهاشم العطاس واحمد فرج ومحمد اسماعيل والقائمه تطول ممن استطاع حتفهم وبمبررات مختلفه.
بدأ صالح حكمه بالدم وانتهاء بالدم ومازال شعبه وذريته يعانون من ذلك الدم وسيستمر طالما وصالح لم يستطع انهاء ثقافة (الثأر) منذ 33 عاما.
راهن صالح على سنحان وقبيلته وممن نافقوه للوقوف معه …فنهب عدن والجنوب وأخذ الشمال وأستحوذ على الجيش والسلطة وكذب على العالم كله بأطروحاته المضحكه في تطوير الجامعة العربية وأرسال خبراء لتحقيق الوحدة الكورية ليصل به المقام الى قتله وعلى رصيف الطريق صنعاء-سنحان على ايدي تلاميذ سيدي حسين وعلى مقربةً من شيوخ قبائل قبيلته ومنطقته الذي لم تتحرك قط نحو نجدته واستغاثته أو الثأر له غير عدد من الحرائر النسائية التي أخذتهنَّ الغيرةِ للتظاهر والمطالبة بجثته.
نهايةً مؤلمةً له ولتاريخهِ الطويل لم يكن لأحد حتى من هم اعداءه يريدونها له وظهر ذلك من حالة التشفي التي رصدناها لذلك الحدث الشنيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى