آراء جنوبية

المتاجرة بالشهداء والجرحى.!

علي الذيب ابو مشعل الكازمي

قيادي جنوبي ونائب مدير أمن عدن
في هذا اليوم أتاني ثلاثة أشخاص يتابعون على ثلاثة شهداء، الاول قيادي كبير استشهد وفي رقبته دين بمليون وثلاث مائة الف ريال، والثاني شقيق شهيد اخر وهو قيادي إسمه ملأ الدنيا ضجيجا واتحفظ على الاسماء لكي لا اكون مثل المتاجرين، وهذا الشخص كان يبحث عن مكرمته التي صرفت لشقيقه وهي عبارة عن خمسة الف ريال سعودي ولم يتم صرفها الى الان ليعيل بها اسرة الشهيد البطل التي فقدت عائلها ولم تجد سوى اشخاص نصبوا انفسهم كقادة للدولة وللثورة وتبوأوا المناصب بسبب دماء هؤلاء الابطال، والثالث اتى ليستخرج تذكرة سفر لأم شهيد، هذه الام قدمت ولدها فداء لوطن يتشدق الكثير بحبه للجنوب وقضيته وهم غير عابئين بما يعانيه من ضحو وقدموا الغالي والنفيس، هذه الام منذ استشهاد فلذة كبدها لم ترئ العافيه وملازمة للفراش، باعوا اهلها كل مايملكوه لتسفيرها للخارج لتلقي العلاج ولم يتبقى الا تذاكر السفر….!
انني اشعر باني متسبب بكل ماحل بهؤلاء وانني احد ادوات الفشل في عدن خاصه والجنوب عامة، نعم فشلنا ان نحافظ على حقوق هؤلاء المستضعفين الذي لا حول لهم ولا قوة بعد الله الا طرق ابواب المسؤلين، وتحول أشرف الناس الى متسولين على الابواب بسبب الفقر والامراض التي طغت في مجتمعنا وصراع القادة والتطبيل لهم من قبل الكثير، ولهذا فقد قلنا مرارا وتكرارا يجب ان يكون ولائكم لوطن وشعب وامة وقضية لا لاشخاص، واننا اليوم نجني هذا الألم والوجع وتحول الجميع لاستخدام الشعارات الرنانة والخطب الجوفاء والتسلق على منجزات اشرف الرجال..
حملت اوراق هؤلاء المظلومين وانا غير قادر ان ارفع نظري باوجاههم، حملت معاناتهم لعلنا نحقق لهم ما اتوا من اجله الى منزلي وهم على ثقه بي وماتبقى من امل لديهم وعند انصرافهم شعرت بضيق في صدري وغادرت مجلسي لكي اذهب الى اي مكان لاتنفس وافكر بهدوء فيما حل بنا من خذلان لهؤلاء، واذا بعجوز تقترب مني عند طلوعي السياره تقول هل هذا ابومشعل!؟ قلت لها نعم يا امي ءأمري قالت: انا عفيفه ياولدي ولدي اولاد بعد فقدان والدهم باحد الصراعات تحملت مسؤليتهم، هم الان جوعى لا املك شي اطعمهم نزلت دموعها وهي تحكي معاناتها واصابني الصمت ولم اقدر ان اتحدث معها لكون المصاب جلل، وهناك الكثير والكثير من الألم والمعاناة يعيشها هذا الشعب والوطن واذا لم يتم التكاتف والتعاون والبعد عن اي صراعات قد تسؤ الحالة ونجد الكل بالشوارع دون غذاء او ماوئ..
يا ابناء الجنوب يا أبطال المقاومة الجنوبيه والحزام والحرس الرئاسي والجيش والامن لاتنفذوا اي اوامر قد تسطر لكم من قائد يبحث عن زيادة الم هذه الأمة بصراع او طمع في جاه للمستقبل لاتنفذوا اي اجنده لاي احد الا بالدفاع عن الجنوب الحرة وعاصمتها عدن والحفاظ على المواطنين وتامينهم من الارهاب والبلاطجه والمتنفذين والناهبين لاراضي الدوله وممتلكاتها الذي بلغت بهم الوقاحه والانحطاط على البسط على كل شي جميل بهذا الوطن، غير هذه الاولويات لا يجب توجيه سلاح الجنوبي لاخيه الجنوبي هناك مؤسسات دوله يجب الحفاظ عليها، ان المصاب جلل وان المعاناه كبيره وان الجنوب غنية وكبيرة وستتسع للجميع متى ماكنا على قدر كبير من المسؤلية، متى ما اراد هذا القائد ان يراعي الله في نفسه وفي هذا الشعب سنجد تذكرة السفر لمن يستحقها وليس للمتنزهين من المحسوبيات، سنجد لقمة العيش للجوعى، سنجد الأمن للمواطنين متى ماحملت هذه البزه العسكرية واحترامها وعدم تشويهها بما نراه اليوم..
ايها الاعلاميين نريد تشكيل جبهه اعلاميه لا يتحكم فيها احد خالية من اي شبهات تبحث وتنزل ميدانيا وتشهر بكل قائد في المقاومه او الأمن او الحزام او الجيش ممن اتخذوا سلطتهم لنهب اراضي الدولة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة واتمنى ان تبدأ بي شخصيا وتبحث عما املكه وتحقق بكل امر من اي تهم علي وبعد ذلك تنشر كل شي وتوثقه للشعب وللسلطات العلياء وبعدها تبدا بكافة القيادات، يجب ان يشارك الجميع في حماية هذا الوطن بالعمل الحقيقي وليس عبر الإشاعات والتهم الغير مثبته، يجب أن نتحمل مسؤليتنا الأخلاقية قبل الوطنية، ان الوطن ولله الحمد رغم كل ماذكرته من الم ووجع لازال واقف على قدميه وصامد بدعوات المظلومين والدماء الطاهره التي روت ربوع الوطن وتربته الطاهرة لتزرع روح المحبه والكبرياء والتسامح.
إنتصرت عدن ولن نقبل بهزيمتها لثلة من المرتزقه وتجار الحروب والناهبين فلنكن جميعا بهذا الطريق وعاش الوطن متماسك رغم كل المكائد رغم كل المحن منتصره ياعدن…
القيادي بالمقاومة الجنوبيه والنائب الاول لمدير أمن عدن العقيد علي الذيب أبو مشعل الكازمي.
حرر بتاريخ 8 يناير 2018م في العاصمة عدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى