آراء جنوبية

اللجان المشكلة للكشف عن بؤر الإختلالات ومكامن الفساد في لحج: نسمع قعقعة ولا نرى طحينٱ

[su_label type=”info”]سمانيوز/ مقال للكاتب والناشط الاعلامي فؤاد داؤود [/su_label][su_spacer size=”10″] لقد دب التفاؤل في نفوس الكثيرين من أبناء لحج الخير و العطاء و النماء بقدوم المحافظ الجديد اللواء الركن/ أحمد عبدالله تركي و إصداره لعدد من القرارات القاضية بتشكيل اللجان للنزول إلى عدد من المكاتب و المرافق الحبوية الخدمية و الإيرادية و التي يشار إليها بالبنان لاحتوائها على العديد من بؤر الإختلال و مكامن الفساد التي ما فتأت تنهش في كل مفصل من مفاصلها لما يحدث فيها من عبث و نهب و إهدار للمال العام و تسيب لم يشهد له نظير في الأداء الوظيفي و المهني … الأمر الذي بات يحتم و بما لا يدع مجالٱ للشك على ضرورة ندارك هذه المسألة قبل أن تستفحل أكثر فأكثر و تعم الكارثة التي يصعب تداركها مهما كانت الإجراءات فلا ينفع الترميم بعد وقوع الدمار الشديد … فقد أضحى الإهمال و اللامبالاة و التقاعس و التعامس عما يدور في أروقة الضرائب و الصحة العامة و المستشفيات ولاسيما مستشفى إبن خلدون العام و ماشهده فيه المحافظ بعينه أثناء زيارته له من اختلالات واضحة في مختلف المناحي و كذا النظافة والتحسين والكهرباء و بعض مدراء المديريات الذين كثر شاكوهم و قل شاكروهم … ألخ ينذر بكارثة حقيقية تفرض الحتمية القصوى على السلطة في المحافظة للتلافي العاجل لها قبل أن تصل إلى الإنهيار التام الذي لا يمكن تلافيه …
و قد استبشر المواطن اللحجي خيرٱ بما سمع عنه من إجراءات قد تحد ولو بنسبة بسيطة من هذا العبث التام الذي يحدث في مرافق الدولة و يؤثر على خدماتها و يحرم أبناء المنطقة من الكثير من المشاريع الحيوية التي سيعود خيرها على الجميع ….
إلا أنه عند تتبعه لتشكيل تلك اللجان و ما تتصف به من هشاشة لا يمكن لها من جراء ذلك أن تعمل شيئٱ يذكر لأنها قد انبثقت من أحضان من تشار إليهم أصابع الإتهام فكيف لها بمحاسبتهم وأمرها متروك في يدهم … كما أنها ليست من ذوي الخبرة و الكفاءة و الإختصاص التي تستطيع أن تتتبع كل صغيرة وكبيرة وتكتشف بؤر الفساد و مكامنه الحقيقية و تضع الحلول و المعالجات لها و التقييم الصحيح لمواقعها و الرفع بالمتسببين لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالمال العام والسيطرة على مقدرات الشعب و الوطن في هذه المحافظة التي تمتلك الخيرات الكثيرة التي لو استغلت الإستغلال الجيد من قبل القائمين عليها لشهدت المحافظة تطورٱ مطردٱ في مختلف المجالات والدليل على ذلك أن هذه اللجان لم تنجز شيئٱ يذكر على الواقع الملموس و لم يعاقب أي مسيئ إلى هذه اللحظة …
كل ذلك جعل اليأس يدب إلى أنفس مواطني لحج و يتسلل الإحباط إلى داخلهم و شعورهم بخيبة الأمل الذي كانوا يرجوه على المدى القريب …
حتى تساءل بعضهم عن أن ما سمعوه من تشكيل للجان و محاسبة المفسدين هل سيدخل في زاويته المغلقة و سينطبق عليه المثل القائل : نسمع قعقعة و لا نرى طحينٱ .
مسألة جلية مطروحة على المحك بين يدي المحافظ التركي و نحن على يقين تام أنه سيضعها نصب عينيه و سيوليها جل اهتمامه ولن يخيب ظن أبناء لحج الذين استبشروا بقدومه خيرٱ و عقدوا عليه الآمال العظام ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى