مقالات

الإمارات ودورها الايجابي..

عبدالحميد الزعلي

كاتب جنوبي
لطالما سمعنا وما زلنا نسمع وقرأنا وما زلنا نقرأ عن كل تلك الهجمات الشرسة والمأجورة ، والتي تستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة على وجة الخصوص
كل تلك الحملات المغرضة (غير عادلة ) ليس لها هدف سوى إرباك المشهد السياسي في الجنوب وخلق مزيد من العراقيل ، وكذا التشويش على ما حققته القضية الجنوبية من تقدم على الصعيدين المحلي الإقليمي
وان المتابع لما تذيعة وسائل التواصل الاجتماعي المرئي والمسموع والمقروء لادرك جيدا حجم التآمر الذي يحاك بحق شعب الجنوب ، مستندين في ذلك إلى ذرائع واهية -يقصد بها حب الوطن والحرص عليه
متناسين أن الكذب والتزوير والتدليس ليست بالأساليب التي يمكن أن تحفظ الأوطان من خلالها.
والحقيقة التي علينا أن ندركها جيدا
إن الإمارات لهي في غنا عنا أكثر من غنانا عنها
وهي ليست بحاجتنا بالقدر الكبير الذي نحن بحاجتها وتحديدا الآن وأكثر من أي وقت مضى ….
وبهذا الصدد دعوني استطرد لكم مثال حي
يمثل الواقع برمته ، نأخذ منه العبره
لنرسم لنا واقعا أخر
احد الكتاب اليابانيون زار فأقام فقرر أن يكتب عن كل ما لمسه وعاشه في الوطن العربي الإسلامي
حيث قال :
انه عندما كان يحدد وجهته إلى أي دولة عربية ، وما أن يصل إليها حتى يبادره أهلها بالسؤال
وكثيرا ما واجه هذا السؤال في الدول العربية : لقد ضربتكم الولايات المتحده الأمريكية بالقنابل النووية فلماذا تتعاملون معها ؟
فكان يرى في قرارة نفسه أن العرب عموما ينتظرون عداء عميقا من اليابانيون للولايات المتحدة الامريكية ، لانها دمرت المدن اليابانية كافة ، وقد اتضح ذلك جليا في طبيعة السؤال الذي طرحوه .
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، رأى الكاتب بلده اليابان مهزومة ، فعاش إلى جانب شعبه ليواجهوا مصيرهم بلا أي عون .
فكانوا لا يملكون شيئا أمام الجوع والفقر والحرمان وظروف ما بعد الحرب .
ولكي تنهض بلدهم اليابان من تحت الركام ، وتنفض غبار الحرب ، لم يكن لديهم سوى خيارين هما :
أما أن يكنوا في قلوبهم الحقد والكراهية والبغضاء لمن دمرت أرضهم وشعبهم
وأما أن يمدوا أيديهم إلى من قتلهم ودمر أرضهم- طلبا يد العون والمساعدة كونهم في وضع مأساوي كارثي
ولكنهم أدركوا جيدا ان الحقد والكراهية لا يولد إلا مزيدا من الخراب ومن الدمار
وان طلب المساعدة وكفاءة توضيفها لهو الخيار السليم ، وهو المنطق السليم الذي ينبغي أن تحذو حذوه كل المجتمعات
ولأنهم اختاروا السليم ، فقد استطاعوا من خلاله النهوض من تحت الركام
فتكونت لديهم قوة اقتصادية وعسكرية عظيمة.
أن ما نقلتة عن شعب اليابان وعلاقتة بأمريكا ، لا يعني تشابة العلاقة بين شعب الجنوب وعلاقتة بدولة الإمارات العربية ،
وإنما كان ذلك على سبيل إبراز الموقف الذي وقفة شعب اليابان فكان منطلقهم نحو القمة ، والذي ينبغي أن يكون منطلقنا من تلك النقطة التي بدأ منها شعب اليابان فمنها بدأ ومنها انطلق .
ومن ذلك ينبغي علينا أن نسلك الطريق الذي سلكه شعب اليابان ، حتى نتمكن الخروج من هذه الفوضى التي نحن في غنا عنها
وعلينا أن ندرك واقعنا جيدا ، وعدم التنصل من مسؤلياتنا ، والابتعاد عن إثارة المعامع والخلافات بين أوساط المجتمع .
والملاحظ ان البعض اجاد مهنة التدليس وروجوا لها بحق دولة الإمارات العربية المتحدة
متناسين جهلا حجم التضحيات الجسيمة التي قدمتها وما زالت
لا يخفى على الجميع أن شعب الإمارات وقف إلى جانبنا في احلك الضروف التي عاشها شعبنا وأنهم لم يالوا جهدا في تقديم كل ما يمكن تقديمة لشعب الجنوب ، وكل ما من شأنه إعادت تطبيع الحياه واستتباب الأمن في ربوع الوطن.
وهذا الدور لم يجف بعد ، بل سيستمر
حتى نستطيع أن نقف على أقدامنا .
أن لغة العداء ، والتوصيف غير العادل
والاتهام غير المبرر ، الذي طال دولة الإمارات أرضا وشعبا، ما هي إلا أساليب واهية عقيمة ومأجورة – تسعى إلى جر الجنوب وأهله إلى مربع الاقتتال
وتحويل دفة الوطن الذي بدت تتضح معالمه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى