آراء جنوبية

((الجنوب قادم بمباركة عالمية))

عزالدين الشعيبي

كاتب جنوبي
تعريضا للأحداث الأخيرة في عدن
القسم الأول : الرسالة التي أبرمتها المقاومة الجنوبية في عدن يوم 28 يناير المنصرم  كخطوة تصعيدية ضد حكومة ابن ذغر وفرض السيطرة العسكرية على كل عدن في غضون ساعات،  وإن كانت باهضة الثمن إلا أنها لاقت التجاوب وأسقطت الرهانات..
هادي كان مصمما رغم كل النصائح والشورى التي قدمت له لاحتواء المقاومة الجنوبية وفتح نوافذ حوار معها  لما تقتضيه سياسة الواقع ،إلا أنه بقى متعجرفا ضاربا بكل المشورات عرض الحائط ، مرتهنا على قدرته على اجتثاث المقاومة الجنوبية ومن خلفها فكانت الصدمة !! وهنا لا زلنا نقول:  أن هادي لا زال متمترسا وراء ذلك التعجرف الذي تغذيه  قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو موقف يقوده لنفس المصير الذي انتهت به رحلة حياة  عفاش السياسية إن لم يتدارك نفسه . والحقيقة التي ستزيد حدة الصدمة على هادي هو أن العالم بات يسلم بمنطق فرض القوة على الأرض والسيطرة مهما كانت الانعكاسات والسياسات بالوقت الذي بات العالم يراقب كل ما يحدث صغيره وكبيره ،
القسم الآخر -يتحدث الكثير من مراقبي الوضع ونشطاء إعلاميين وسياسين عن إخفاق المقاومة الجنوبية في الدعوة التصعيدية التي دعت لها ضد حكومة ابن ذغر      وارتطامها بالجدار السعودي الذي حال دون تنفيذ دعوة الانتفاضة وما هدف لها ، والحقيقة:  نعم هذا ما حدث لكن ليس,بذلك التصوير ..
الاستراتيجية كانت تقتضي  ايصال رسالة قوية على الأرض مفادها نحن -المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب وقضيته التحرير والاستقلال-  موجودون على الأرض وبقوة ، كان بالمعلوم أن المملكة العربية السعودية ستتدخل في اللحظات الأخيرة وكان بالمعلوم أن المقاومة الجنوبية لن تذهب إلى أبعد مما سجلته من سيطرة وتوجد هوة صراع بين الجنوب والجارة السعودية،  وتتحمل مسؤولية فراغ مؤسسي وطني تجعلها عالقة مع الشعب في مرحلة أولى سيما مع الموقف الدولي والخليجي الذي يرفض تلك الخطوات التصعيدية وفي مرحلة لم يحرك فيها ملف التنسيق وربط العلاقات  الدبلوماسية  مع دول لكسب  مواقف  رسمية تضمن دعم قيام الدولة في الجنوب ، موقف المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاومته الجنوبية كان ذات أبعاد عقلانية بحجم وطن،  كانوا يدركون أن دخول البلد في حرب سيقضي على ما تبقى من نبض ، وسيخرج الكل منها بالخسارة ، المجلس الانتقالي ومقاومته الجنوبية استشعر بمدى المسؤولية الوطنية فيما توسعت نار الحرب في الجنوب وفي ظل مرحلة اقتصادية صعبة تمر بها البلد ، الرسالة وصلت بالشكل المطلوب وتحكيم العقل كانت خطوة ناجحة تحسب للمقاومة الجنوبية ، والآن تبدأ مرحلة العمل السياسي لقيادة مسيرة الثورة الجنوبيةالمتمثلة بالمجلس الانتقالي، فتح قنوات للحوار السياسي ، وضع مداميك المناورة السياسية الدبلوماسية مع دول الجوار وقوى العالم الأممية وكذا مع الداخل ، عكس صورة تطمينية لكل القوى المجتمعية السياسية في الداخل والخارج بالتأكيد على العمل المؤسسي والخطوات المنظمة لتأسيس خارطة طريق لاستعادة الدولة الجنوبية مؤكدين على المصلحة المشتركة العامة ودول التحالف  الوطن العربي أجمع وكل العالم لاحترام المواثيق الدولية والأممية وأننا ماضون في تأسيس دولة النظام والقانون والتعايش التعددي الديني والسياسي ، وقد بدأنا نلمس استجابة في التعاطي لقوى أممية عالمية  حول الشأن في الجنوب وهناك بوادر خير بإذن الله تلوح في الأفق فيما يدعم إرادة الشعب الجنوبي في نيل حريته واستعادة دولته  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى